طباعة هذه الصفحة

40 ألف متفرج خلال الدورة الأولى لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي

فلسطين تتألق وتُتوج بجائزة «العناب الذهبي»عن فيلمها «متدرج»

عنابة: هدى بوعطيح

ألهب جمهور بونة، المسرح الجهوي عز الدين مجوبي خلال السهرة الختامية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الأولى، والذي أسدل عنه الستار نهاية الأسبوع بتتويج فلسطين بـ»العناب الذهبي» عن فيلمها «متدرج»، وهو ما أثار حماس الحضور المتواجد بالقاعة الذي وقف تحية وإكراما، معتبرا الجائزة تتويجا مستحقا للدولة الشقيقة.
عرف مهرجان الفيلم المتوسطي الذي احتضنته «بونة» على مدار أسبوع كامل، إقبالا جماهيريا منقطع النظير، حيث أكد محافظ المهرجان السعيد ولد خليفة، أن التظاهرة حطمت رقما قياسيا في طبعتها الأولى، حيث تم تسجيل 40 ألف متفرج خلال 05 أيام، وهو ما ينم ـ حسب ولد خليفة ـ عن نجاح التظاهرة، على أمل أن يتزايد الإقبال عليها خلال الطبعة المقبلة، مثمنا في ذات السياق الجهود المبذولة من قبل مختلف الهيئات القائمة على الفعالية، إلى جانب رجال الفن والإعلام، وقال أيضا «لولا الجمهور لما نجح المهرجان، فبفضلكم الثقافة بخير».
بعد 05 أيام من التنافس، بين 16 فيلما طويلا من 15 دولة، أعلنت لجنة التحكيم والتي تترأسها المخرجة التونسية «كلثوم برناز»، عن الأعمال الفائزة بجوائز مهرجا ن الفيلم المتوسطي، بعد أن أكدت على صعوبة المهمة، حيث كان التنافس قويا بين الأفلام المشاركة، ليحظى في الأخير فيلم «متدرج» بالجائزة الكبرى، والذي يسلط الضوء على نسوة وجدن أنفسهن عالقين في صالون للتجميل، بسبب عصابة قررت سرقة لبؤة من حديقة الحيوانات المتواجدة في غزة، لتقرر حماس أن الوقت قد حان لتصفية الحسابات..
من جانب آخر نوهت لجنة التحكيم بالممثل الجزائري «عدلان شملي» عن دوره في فيلم «مدام كوراج» لمرزاق علواش، وبالممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان عن دورها في فيلم «قصر الدهشة» لمحتار العجيمي، كما نوهت بسيناريو «انطباعات رجل غريق» من قبرص.
فلسطين كان لها شرف التتويج أيضا بجائزة «أحسن دور نسائي»، حيث قررت اللجنة منح جائزة جماعية للفنانات المشاركات في فيلم «متدرج» دون استثناء، عن دورهن الذي أثار الإعجاب، كما عادت جائزة «أحسن دور رجالي» للفنان «إلهان سيسن» من تركيا، عن دوره في فيلم «سر»، في حين افتك الفيلم الفرنسي «أداما» للمخرج سيمون روبي جائزة «أحسن سيناريو»، أما  جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» فقد عادت لفيلم مرزاق علواش «مدام كوراج».
الفنانة السورية سولاف فواخرجي، ضيفة المهرجان، لم تخرج خالية الوفاض من المنافسة، حيث ارتأى أبناء بونة تكريمها بمنحها «جائزة الجمهور» عن فيلمها «رسائل الكرز»، أما «العناب التقديري» فقد منحتها محافظة المهرجان لكل من الفنان العالمي الشاب خالد، تقديرا لكونه الفنان العربي الوحيد المتوج بجائزة «أوسيلا الذهبي» في مهرجان البندقية السينمائي لأحسن موسيقى تصويرية، والمجاهد والمناضل ياسف سعدي.
وبعيدا عن التتويج استمتع جمهور «عز الدين مجوبي» بعرض فني فكاهي مع الكوميدي الظاهرة من مدينة ورقلة الملقب بـ»هندو»، حيث قدم وصلات كوميدية بالهندية، متبوعة بعرض آخر قلد فيه شعراء الجزائر، اليابان، فرنسا والخليج، حيث أثار إعجاب الجمهور، لتختتم السهرة التتويجية بعرض موسيقي لفرقة من فلسطين الشقيقة.  

قالوا عن التتويج
سولاف فواخرجي.. سعيدة بهذا التكريم

شكرت الفنانة السورية سولاف فواخرجي جمهور عنابة على هذا التكريم، وقالت بأنها جد سعيدة بتواجدها في هذه المدينة المضيافة، والتقائها بجمهورها الذي أذهلها بحبه للسينما وشغفه بالإبداع، قائلة بأن هذا الأمر ليس غريبا على الجزائر، وتكريمها بالجائزة يعني لها الكثير، غير أنها أكدت أن أفضل تكريم لها هو زيارتها لمستشفى الأطفال بعنابة. «رسائل الكرز» يحمل رسائل سلام للعالم أجمع، كما يحمل رسائل حب وآمان، تقول سولاف، وقد كُتبت بحبر الكرز أو الحبر الأحمر لأهل الفدا والنضال، وأضافت بأنها تفتخر بالمنافسة إلى جانب 16 فيلما من مختلف دول البحر المتوسط.
مندوب عن سفارة فلسطين.. تكريم للفن والإنسان الفلسطيني
قال مندوب عن سفارة فلسطين، والذي تسلم جائزة «العناب الذهبي» نيابة عن أصحاب الفيلم، إن هذا الفوز هو تكريم للفن والإنسان الفلسطيني، مؤكدا بأن ذلك يعد شرف لها، حيث يدعم نضالها ويثبت عزيمتها في عودة السلام لأرض السلام.
عبد الحق بن معروف.. فلسطين تألقت
أشاد عبد الفنان الحق بن معروف بفوز فلسطين بجائزة «العناب الذهبي»، قائلا بأن فلسطين تألقت وسط مشاركة 16 فيلما، وكما تألقت في مختلف الدول، يُحتفى بها اليوم في عنابة بالجائزة الكبرى، وأضاف بأن الموجة الفنية تسترجع اليوم مكانتها في العالم، كفلسطين وإيران وتركيا، مشيرا إلى أن الجزائر بدورها عائدة بقوة في مجال الفن السابع برؤيتها الجديدة وبمواكبتها لمختلف الفنون، وهي البلد الوحيد الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان، وقال بأنها ستعود بقوة من خلال تقديم هده الفرصة للمبدعين والمخرجين، وصناع الصورة والمشهد السينمائي.