طباعة هذه الصفحة

الطبعة السادسة من مهرجان الجزائر الدولي للسينما ــ أيام الفيلم الملتزم

النوعية والقيم الإنسانية معيار اختيار الأفلام المتنافسة

قاعة الموڤار: أسامة إفراح

احتضنت قاعة الموڤار أمس الثلاثاء، ندوة صحفية نشطها القائمون على الطبعة السادسة مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم)، على رأسهم محافظة المهرجان زهيرة ياحي، والسينمائي أحمد بجاوي. وينتظر أن تكون هذه التظاهرة، التي تنتظم في كل من قاعة الموڤار ومتحف السينما الجزائرية (سينماتيك)، سانحة لعرض أفلام روائية ووثائقية تعكس مختلف القضايا عبر العالم، إضافة إلى موائد مستديرة، نقاشات، لقاءات مهنية وتكريمات.
وتتنافس كل من الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة المشاركة على: جائزة الجمهور، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والجائزة الكبرى، في كل من الصنفين، وذلك من 12 إلى 19 ديسمبر الجاري. كما يعرف المهرجان تنظيم موائد مستديرة ولقاءات حول بعض الأعمال المشاركة، وعلى سبيل المثال سيشهد الأحد المقبل لقاءً أول بعنوان «لماذا تعليم السينما حاجة ملحّة»، أما الجمعة 18 ديسمبر فسيعرف لقاءً حول «الشباب في قلب السينما الملتزمة».
وعن سؤال «الشعب» حول مكان التظاهرة في الخارطة الجديدة للمهرجانات، وإن كان سيبقى سنويا أم لا، وإن كانت ميزانيته قد تقلصت، قالت السيدة ياحي إن الوزارة تتكفل بجلّ المصاريف لحد الآن، وأنها لا تعلم إن كان المهرجان سيبقى على شكله الحالي، وتمنّت أن يبقى كذلك خاصة وأن المهرجانات السينمائية قليلة نسبيا مقارنة بالمجالات الأخرى. أما أحمد بجاوي فقال: «أتمنى أن يكون تقييم ويتخذ القرار على أساس الجودة والجهد المبذول».
معايير صارمة في الاختيار
وحول خيارات المنظمين، اعتبرت زهيرة ياحي بأن السياسة لا تشكل حاجزا أمام اختيار هذا الفيلم أو ذاك، والشرط الوحيد هو أن تحترم هذه الأفلام القيم العامة لمجتمعنا.
ولخصت المحافظة معايير الاختيار في: الذكاء، الجودة والنوعية، ما تقدمه الأعمال من جديد، الإنسانية. أما أحمد بجاوي فاعتبر بأن «الفيلم الملتزم» يتضمن مصطلحا له فروع: الالتزام يعني أن الفيلم مرتبط بقضية، فحتى الفيلم الفكاهي مرتبط بقضية، «هناك قضايا سياسية حاضرة في المهرجان، ممثلة في فيلم عن فلسطين وآخر عن الصحراء الغربية، وهناك «ملف بيتروف»، وآخر عن الوجه الحقيقي لـ»الفارك»، هناك أفلام عن النساء والأطفال والبيئة، ليس هناك الأفلام السياسية فقط بل القضايا التي تمس الإنسان بصفة عامة.. ويبقى المقياس الأول هو الجودة» يقول بجاوي، مردفا: «لقد شاهدنا ما يقارب 60 فيلما واخترنا الأحسن من بينها، ومعايير الخيار كانت عالية».
وعن الحضور الجزائري تقول ياحي: «نحن لا نختار حسب الدول ولكن حرصنا أن تكون الجزائر حاضرة، وكل مرة كانت حاضرة بفيلم وثائقي وآخر روائي». ويتعلق الأمر بفيلم عكاشة وحسن فرحاني، هذا الأخير وصفه بجاوي بالـ»المفاجأة» في الفضاء السينمائي الجزائري، فحسن فرحاني «مر بنجاح إلى الفيلم الطويل، وأتمنى أن يقوم الشباب بذلك أيضا لأن السينما الجزائرية محتاجة إلى الجديد».
أما «عملية مايو» فيتحدث عن إنسان ناضل مع الأفلان وهو تكريم لكل من وقف إلى جانب القضية التحريرية الجزائرية واختاروا الجزائر كما قال بيار شولي.
نقاشات ولقاءات بنّاءة
وتطرق أحمد بجاوي إلى المائدة المستديرة التي سيترأسها، حول ضرورة تعليم السينما في المنظومة التربوية من الطفولة إلى الجامعة، وقال إن من المشاركين بها غي شابوييه مؤسس المدرسة العليا للسينما في تولوز التي هي من أكبر المدارس في أوروبا، خلق فيها مدرسة مخصصة للمهن السينمائية.
كما سيحضر أولد لاري الذي يجري بحثا عن فيلم «معركة الجزائر»، يقول بجاوي مضيفا: «ما يهمنا هو معرفة كيف أنجز كل سينمائي فيلمه الوثائقي، وما يتعلق بالجانب العملي والتطبيقي الذي يمكن للسينمائيين الشباب أن يستفيدوا منه في إنجاز أعمالهم المستقبلية.. كما نتساءل عن إمكانية غرس السينما في منظومتنا التربوية».
منافسة واعدة
ويترأس بلقاسم حجاج لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل، التي تضم كهينة عطية ريفاي من تونس، ماريز غرغور من فلسطين، وخالد بن عيسى ورشيد بن علال من الجزائر. أم لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي فيترأسها مهدي العلوي، ونجد بها ميرا توراجليك من صربيا، فيليب روستمان وغي شابوييه من فرنسا، وهادي زكاك من لبنان.
وتتضمن قائمة الأفلام الطويلة المشاركة في المهرجان فيلم «ديفريت» للمخرج زرسيناي ميهاري (إثيوبيا)، «آلياس ماريا» لخوسي لويس روجليس غراسيا (الأرجنتين)، «المحكمة» لشاتين تامهان (الهند)، فيلم «بدون اسم» (ن.ن) هيكتور غالفيز (البيرو ـ ألمانيا ـ فرنسا ـ كولومبيا)، «في قلب الإعصار» سيكو طراوري (بوركينافاسو ـ الكاميرون)، «رامس (كباش)» لغريمور هاكونارسون (إسلاندا –الدنمارك)، «الأغاني علمها لي إخوتي» لكلوي زيهاو (الولايات المتحدة الأمريكية)، «عملية مايو» لعكاشة تويتا من الجزائر، و»ملف بيتروف» لجيورجي بالابانوف (بلغاريا ـ ألمانيا).
وستكون الأفلام الوثائقية حاضرة بـ9 عناوين زائد وثائقي خارج المنافسة، ويتعلق الأمر بـ»النقيب توماس سونكارا» للسويسري كريستوف كوبلين، «الرجل الذي يصلح النساء: غضب أبقراط» للبلجيكيين تيري ميشال وكولات بريكمان، «أدي غاسبي» للوفا نونتنانيا (مدغشقر/فرنسا)، «هوارد زين، قصة شعبية أمريكية» لأوليفييه عزام ودانيال مرمت (فرنسا)، «زر الصدف» لباتريسيو غوزمان (الشيلي/فرنسا)، «الحياة تنتظر: استفتاء ومقاومة في الصحراء الغربية» لارا لي (الجمهورية الصحراوية / الولايات المتحدة الأمريكية)، «فيكتور جارا رقم 2547» أوليفيرا دياز (فرنسا)، «روشميا» لسليم أبو جبل (فلسطين / سوريا / فرنسا)، «غدا» لسيريل ديون وملاني لوران (فرنسا)، «المطلوبون الـ18» لعامر شوملي وبول كوان (كيبيك / فرنسا / فلسطين)، «في رأسي دوار» لحسان فرحاني من الجزائر.
تكريم عملاقين من رواد الأفلام الملتزمة
كما سيتضمن المهرجان تكريمين لكل من مليك آيت عودية وكريستو غانيف. ومليك آيت عودية موهبة كبيرة في السمعي البصري، من مواليد تيزي وزو عام 1967. عاش بالجزائر العاصمة قبل الانتقال للدراسة بالسوربون. تعامل كصحفي مع عدة جرائد ومجلات فرنسية. أخرج عام 1997 شريطه الوثائقي الأول «ممارسة الحكم هو أن تختار» لحساب قناة آرتي. اشتغل مع حصص تلفزيونية كبيرة قبل إخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية حول العشرية السوداء. نال جائزة 2002 للاستطلاع الصحفي بالمهرجان الدولي للروبورتاج الكبير للأحداث عن تحقيقه المصور: «الرحلة AF 8969، قصة اختطاف» (مع سيفرين لابا، لحساب قناة فرنسا الثالثة) وله أعمال أخرى مثل «تشريح تراجيديا» (2003)، وفي 30 جويلية 2015 وافته المنية عقب المرض وكان قبلها يتطلع لإنجاز روبورتاج هام عن سوريا.
أما السينمائي البلغاري كريستو كريستو غانيف فهو من المشاركين في المقاومة البلغارية خلال الحرب العالمية الثانية. تتميز أعماله السينمائية بالاستقلالية والأصالة، من حيث مقاربته التي أكسبته جائزة وزارة الثقافة البلغارية لمجمل مساهماته في حقل السينما ببلاده. في 2010 حاز على  أعلى وسام بلغاري، وسام ستارا بلانينا. وفي 2014، منحه اتحاد الكتاب البلغاريين، ميدالية «إيفان فازوف» بمناسبة الذكرى المائة لتأسيس هذا الاتحاد.