حذّر سكان عدة بلديات ولايتي الشلف وعين الدفلى منتخبيهم ومصالح البيئة ومديرية الري والموارد المائية والديوان الوطني للتطهير من عواقب عدم تقنية الأودية والمجاري المائية والبلوعات وإزالة مظاهر التهيئة المتدهورة بالأحياء التي قد تشكّل خطرا على حياتهم في حالة تساقط الأمطار جارفة وهذا بالرغم من التعليمات العديدة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية بخصوص هذه الأخطار التي أحدثت كوارث في السنوات المنصرمة.
بحسب معاينتنا الميدانية وتصريحات السكان التي سجلناها في عين المكان،فإن الظاهرة لم تعد تستقطب إهتمام بعض المنتخبين المحليين والجهات المعنية بهذا القطاع الذي له علاقة بحياة المواطنين وأبناءهم وإطارهم المعيشي وكذا الطابع العمراني والبيئي ونظافة المحيط الذي مازال ملوثا لدى أقاليم وأحياء عدة بلديات.
هذه المظاهر التي صارت مخاوف السكان، اشتكى منها سكان حي التضامن وسدي ساعد والمجاورين لوادي بوقلي ببلدية العبادية الواقعة بالناحية الغربية من ولاية عين الدفلى، حيث لازال مجرى وادي بوقلي الذي يجلب المياه
من أودية بلدية تاشتة مرورا بمنطقة بورزيزن وتدفق مياه الحاجز المائي نحو ذات الوادي الذي يمر بوسط العبادية. غير أن وضعيته الحالية صارت كارثية بفعل عمليات الرمي العشوائية للأتربة والنفايات وفضلات تجار تنظيف الدجاج التي ضيّقت بشكل كبير حجم مجراه، حيث لم يبق منه سوى 3 أمتار على أكثر تقدير ـ يقول مرافقونامن السكان الغاضبين عن الوضع ـ الذين حذروا من حدوث فيضانات خطيرة قد تبتلع السكان المجاورين.
ومن جانب آخر، فقد اشتكى سكان المخرج الغربي ببلدية أولاد فارس بولاية الشلف من نفس الوضعية، حيث أصبح الواد المحاذي للعمارات مصدر قلق بفعل تنامي ظاهرة رمي الأتربة والأوساخ بمجرى وما تسببه من روائح كريهة خطرا على حياتهم. وهي الوضعية ذاتها التي تهدّد القاطنين على ضفاف واد تيسغاوت بعاصمة الولاية، حيث أدى نهب الرمال إلى تغيير في مجرى الوادي قبل الوصول الى القنوات الأرضية التي مازال شطرها الثاني لم يكتمل رغم شكاوي المواطنين الذين يئسوا من التدهور البيئي والروائح الكريهة التي يستنشقونهايوميا، ما يهدّدهم بأمراض وبائية. لذا يطالب هؤلاء، الجهات المعنية والسلطات الولائية بإتمام المشروع المتوقف منذ سنوات، يقول محدثونا. وفي ذات السياق، صارت مظاهر البلوعات تشغل بال السكان، خاصة بالوسط الحضري الذي يعرف انسدادا في المجاري المائية عند تساقط الأمطار، وكأن الظاهرة تحوّلت من نعمة الى نقمة بفعل تماطل مصالح الديوان الوطني للتطهير في صيانتها وتنقيتها من الأوساخ والأثربة قبل حلول فصل الشتاء.
هذه المظاهر التي ظلّت تشكل نقاطا سوداء لا تختلف تماما عن تدهور جانب التهيئة بالأحياء الحضرية، كما هو الحال ببلدية عين التركي المحاذية لجبال زكار والتي شهدت في سنة 2008، فيضان كارثي أودى بحياة أزيد من 5 ضحايا بفعل انسداد حصل في الوادي الذي يتدفق من أعالي جبال زكارويمر بوسط البلدية التي حولها أنذاك إلى أوحال ودمارمس الأحياء التي مازالت متدهور بفعل هذه الظاهرة دون أن تخضع لعمليات التهيئة التي مازال مشروعا متوقفا لأسباب يجهلها سكان المنطقة التي تلقوا وعودا من طرف مديرية البناء والتعمير بمنحها مشروع لإزالة هذه الأخطار المحدقة بالحي.
يحدث هذا ومصالح مديريات الري والموارد المائية والبيئة والديوان الوطني للتطهير في ظل غياب رؤساء البلديات عن التحرك الإستعجالي لتدارك الموقف قبل حدوث الكارثة التي نبّهت منها وزارة الداخلية والجماعات المحلية عدة مرات المصالح المعنية وهذا بتنقية الأودية والمجاري المائية والبلوعات وتصريف مياه الأمطار.
فالمسؤولية كلها على المنتخبين الذين مازالوا غائبين عن دورهم في الإستجابة للإنشغالات المطروحة على مستوى بلدياتهم وهذا بالرغم من الإمكانيات المتوفرة لديهم.