طباعة هذه الصفحة

المسرح الجهـوي باتنة

قلعة حملت رسالة الإبداع في سماء الأوراس

باتنة: حمزة لموشي

عرف المسرح الجهوي بباتنة حسب خلية الإعلام والاتصال بالمسرح الجهوي، العديد من التغييرات سواء على مستوى الهندسة الداخلية والتجهيز التقني، مما يتماشى ومتطلبات المسرح المعاصر، والذي يحتاج إلى تقنيات صوت وعرض ومشاهدة عالية، حيث يحوي في الطابق السفلي على مكتب المدير والإدارة وفضاء للمعارض ومكتبة، أما الطابق العلوي فهو مخصص للإدارة الفنية وبه قاعة للتدريبات وقاعة للعروض ذات 435 مقعدا، وبخصوص الموارد البشرية فيتوفر المسرح على 53 عاملا يتوزعون على الشكل التالي.

 أما بخصوص الإنتاجات الفنية لمسرح باتنة الجهوي فيتكفل المسرح كل سنة بإنتاج وتوزيع أربعة عروض مسرحية، 03 للكبار، و01 للأطفال، كما يحتوي المسرح على  لجنة فنية مكلفة بقراءة النصوص المسرحية المقترحة ومن ثمّة قبولها ورفضها وتشمل هذه اللجنة: مختصين في المسرح، أساتذة جامعيين، إعلاميين ومثقفين، وللرقي بالنشاط المسرحي يوطد المسرح علاقاته مع هيئات فاعلة في المجتمع على غرار المعاهد الجامعية، الثانويات، الجمعيات، البلديات ومختلف المؤسسات الاقتصادية.
والجدير بالذكر، أن مسرح باتنة ومنذ بداية نشاطه لم يتوان ولو للحظة واحدة في إمتاع جمهوره بداية من الفلقة، النار والنور لمؤلفها الأستاذ الدكتور صالح لمباركية رحمه الله، مرورا بتجارب المسرح السوري  كـ«الملك هوالملك” لسعد الله ونوس ويعرّج على الموروث الشعبي بمسرحيـة “عشيق عويشة والحراز” وبعـدها يقفز للعالمية مع رائعة “عالم البعوش” لعمر فطموش اقتباسا عن مسرحية “عدو الشعب” لأبسن مع مخرجها الفذ المرحوم عز الدين مجوبي والتي حصدت الكثير من الجوائز الوطنية داخـل الوطن، والعالمية خارج الوطن كان أهمها جائزة أفضل دور رجالي في مهرجان قرطاج الدولي لسنة 1993 للممثل جمال طيار.
“ الدبلوماسي” لفوزية آيت الحاج وجاءت بعدها “الدالية” لعز الدين ميهوبي وجمال مرير حيث لاقت إقبالا جماهريا واسعا داخل وخارج الوطن
ورغم مرور الجزائر بالعشرية السوداء إلا أن ذلك لم يمنع المسرح من استمراره في العطاء فجاءت مسرحية  “ الدبلوماسي” لفوزية آيت الحاج وجاءت بعدها “الدالية “ لعز الدين ميهوبي وجمال مرير حيث لاقت إقبالا جماهريا واسعا داخل وخارج الوطن.
وتواصلت الأعمال المسرحية، ولم يتأخر مسرح باتنة في إعطاء الفرص للمبدعين الشباب فكانت إسهاماتهم مشرفة بقدر الثقة التي وضعت فيهم.
أما تجربة مسرح الطفل فكانت متميزة جدا مع مسرح باتنة، حيث خاضت هذه المؤسسة تجارب عالمية ونجحت فيها على غرار مسرحية “الأمير الصغير” والتي حازت على جائزة أحسن عمل متكامل في مهرجان قرطاج الدولي سنة 1999 وتوالت التجارب من “ماريووالتنين” الايطالية إلى “نجمة فوق الخزانة” إلى “نهاية ثعلب” و«علي بابا الكبير”، ويشغل المسرح الناطق بالأمازيغية حيزا في   اهتمامات مسرح باتنة في السنوات الأخيرة من حيث الإنتاج وتوزيع هذا النوع من المسرحيات ذات العلاقة بالموروث الثقافي الامازيغي.
لم يبخل مسرح باتنة على جمهوره “الصغير” في أيام العطل الشتوية والربيعية أيام الطفل المسرحية طيلة العطل المدرسية يقدم خلالها مسرحيات للأطفال
أما بخصوص التظاهرات الثقافية، فإن مسرح باتنة من السباقين إلى تنظيمها بكل فخر وثقة في قدراته من حيث التحكم في البرامج المسطرة والعمل على توفير أحسن شروط الراحة لضيوفه وأحسن استقبال لجمهوره، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ثقافية ومهرجانات من بينها المهرجان المغاربي للمسرح، مهرجان المسرح  الأمازيغي، الربيع المسرحي. ولم يبخل مسرح باتنة على جمهوره “الصغير” في أيام العطل الشتوية والربيعية أيام الطفل المسرحية طيلة العطل المدرسية يقدم خلالها مسرحيات للأطفال على مدار الفترة الصباحية والمسائية، وذلك لاحتواء الجمهور الذي يتوافد بكثرة لمشاهدة هذه الأعمال، كما ينظم طيلة الشهر الفضيل سهرات فنية ومسرحيات، حيث استقبل خلال السنة الماضية 196.504 متفرج لمشاهدة أكثر من 400 عرض للكبار والصغار داخل وخارج الولاية، وبهذا يكون مسرح باتنة قد افتك وبجدارة شعلة الثقافة والفن وأضاء بها سماء باتنة ولما لا سماء كل الجزائر.