عرض مسرح سكيكدة الجهوي مسرحية “وداعا سيرتا”، وذلك في إطار المشاركة في فعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، النص لشهلة حركات ومن إخراج عز الدين عبار، وهذا العمل يعد الإنتاج الرابع لسنة الحالية للمسرح الجهوي، بعد مسرحيات “يما”،و”فندق العالمين”، و”سلالة التفرعين”.
وقد أنتج المسرح الجهوي منذ سنة 2009 إلى الوقت الحالي، 23 مسرحية، حسب ما ذكره مدير المسرح فريد بوكرومة، وقد حصدت المسرحيات الثلاث التي أنتجت خلال سنة 2013 عديد الجوائز في مختلف المناسبات على غرار “ما تبقى من بريد الشهداء” لمراد بوكرزازة وإخراج عمر معيوف فيما لاقت المسرحية الثانية بعنوان “زهرة الرمال الملعونة “ للفقيد أحمد بوطاطة والذي يعتبر أول كاتب مسرحي يتطرق إلى موضوع تفجيرات رقان النووية استحسان الجمهور والنقاد خصوصا أنها كانت عملا اندرج في إطار الاحتفال بخمسينية الثورة التحريرية.
والفقيد أحمد بوطاطة المخرج المسرحي، الذي كان آخر عمل له “سلالة الفرعون” الذي انتقد من خلاله المنتخبين المحليين والبيروقراطية وغيرها من المعاناة التي يتخبط فيها المواطن الضعيف، انظم إلى الركح وهو لايزال في عزّ الشباب، في السبعينيات، وقد كان العمل المذكور آنفا “سلالة التفرعين” أول عمل قام بإخراجه لمسرح سكيكدة، إلى جانب أعمال أخرى كانت مبرمجة، غير أن المنية اختطفته من بين أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة المسرح.
ويخضع المسرح الجهوي بسكيكدة الذي يعدّ أوّل مسرح على المستوى الوطني يتمّ تصنيفه، كمعلم تاريخي لقيمة هندسته المعمارية وديكوره وزخارفه الفنية والنقوش النادرة المتواجدة به، إلى عملية ترميم واسعة انطلقت مطلع شهر مارس الماضي بعد أن رصد للمشروع غلاف مالي إجمالي يقدّر بـ 130 مليون دج، حيث ستمس العملية كمرحلة أولى بأشغال التهيئة من ترميم وتدعيم للهياكل وتجديد البناية بصورة عامة وكاملة لجعلها تتلاءم والمواصفات التقنية العالية للمسارح العالمية لتليها فيما بعد، وكمرحلة ثانية أشغال التكييف المركزي والتجهيز العام من مقاعد وتلبيسات داخلية وتدعيم المسرح بمختلف الأجهزة التقنية الضرورية جدّ المتطوّرة من أجهزة العرض وأجهزة نظام الصوت والإضاءة، والمسرح الجهوي تمّ إنجازه على أنقاض معبد فينوس وتدشينه في 19 جانفي 1932، والمتربع على مساحة تقدّر بحوالي ألف متر مربع.
وأكد وزير الثقافة خلال زيارته الأخيرة لولاية سكيكدة بأن عملية ترميم المسرح التي من المتوقع أن تنتهي بعد سنة من الآن تهدف إلى جعل المسرح الجهوي لسكيكدة يتلاءم والمواصفات التقنية للمسارح العالمية، فضلا عن المحافظة على هذا الصرح الثقافي لسنوات أخرى قادمة.——