طباعة هذه الصفحة

الأداء الإعلامي من الهواية إلى الاحترافية

الفضائيات الجزائرية والرهانات

سيدي بلعباس: غنية شعدو

ناقش دكاترة وأساتذة جامعيون، على مدار يومين، واقع الفضائيات الجزائرية والرهانات المستقبلية التي تواجهها في ظل الانفتاح على القطاع السمعي البصري، في ملتقى وطني نظمه قسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، بالتنسيق مع مخبر الجزائر تاريخ ومجتمع، وبحضور أساتذة ومختصين من كافة جامعات الوطن.
الملتقى كان فرصة حقيقية لتشريح المشهد السمعي البصري في الجزائر، الذي بات يضم عددا لا بأس به من الفضائيات تتنوع ما بين العامة والمتخصصة، العمومية والخاصة، وتستهدف جمهورا متنوعا تسعى لتلبية احتياجاته الإعلامية وتؤثر عليه سلبا وإيجابا.
شكل ظهور هذه القنوات منعطفا حاسما في مسيرة الإعلام الجزائري، فالمتتبع للمشهد السمعي البصري يدرك أنه بحاجة إلى وقفة تأمل ومراجعة شاملة لجميع مكوناته وإلى وضع خطة تنظم عمل المنظومة الفضائية للإعلام الجزائري حتى تواكب التحولات والتغيرات الكبرى في ميدان التلفزيون الرقمي.
ويهدف الملتقى حسب ما رصدته «الشعب» إلى وضع إستراتيجية علمية توضح بدقة كيفية الإنتقال بالتلفزيون الفضائي الجزائري من الهواية إلى الاحترافية، وتقييم لمدى إلتزام القنوات بأخلاقيات المهنة في تغطيتها لمختلف القضايا والأحداث، وقد تركزت محاور الملتقى حول موضوع القنوات الخاصة بين الحرية والمسؤولية الإجتماعية، موضوع المهنية، الإحترافية، الموضوعية، المصداقية وأخلاقيات العمل الإعلامي، بالإضافة لمحور الإطار التنظيمي والتشريعي  المنظم لنشاط السمعي البصري، و دور سلطة الضبط ومقارنتها مع الدول الرائدة في المجال الإعلامي، كما تطرق الملتقى أيضا لمحاور أخرى تتعلق بالإشهار وحقيقة خضوع القنوات الخاصة للوبيات المال، وإلى توجهات وأحزاب سياسية وإيديولوجيات تبعدها عن وظائفها الأساسية.
15 مداخلة في الملتقى تنوعت بين التحاليل الأكاديمية والمقاربات، حيث تطرق الأستاذ محمد امزيان برغل، من جامعة تيزي وزو وإعلامي بقناة خاصة إلى ظروف الأداء الإعلامي خاصة ما تعلق بالموضوعية والمصداقية مع دراسة مقارباتية حول الواقع السوسيومهني داخل المؤسسات الخاصة، الأستاذ نصر الدين نواري من جامعة سطيف، أبرز دور القنوات في صنع المنتوج الإعلامي والفكري مع مقاربة تفكيكية في بنية القنوات الخاصة،ومن جهته الأستاذ كمال يعقيل من جامعة سعيدة خلص في مداخلته التي حملت مقارنة بين قناتين خاصتين إلى القول بأن هذه القنوات تستبعد النخبة وتركز على الأراء الشعبوية في تحليلاتها الإعلامية، كما تم التطرق لعديد المواضيع أهمها أزمة التسويق الدرامي بالفضائيات الجزائرية، ومشاكل القرصنة،السمعي البصري بين الأخلاقيات والمهنية في عصر التكنولوجيات الحديثة.
وتواصلت المداخلات القيمة خلال اليوم الثاني من الملتقى أهمها مداخلة الأستاذ يسري من جامعة الشلف والذي تطرق لبرامج الكوميديا السياسية الساخرة في الفضائيات الخاصة بين الوظيفة النقدية والآلة التحريضية أين تحدث عن الإنزلاقات التي تقع فيها هذه القنوات من إنتهاك للخصوصية، شخصنة النقد والتعدي على الذوق العام، الأستاذة بوخاري مليكة من المدرسة العليا لعلوم الإعلام والصحافة عرضت دراسة مقارنة لقنوات خاصة حول التحقيقات الصحفية بين العمل الاحترافي وصحافة الإثارة ونوهت لإنعدام المهنية والموضوعية في هذه التحقيقات التي تعتمد على الشعبوية والذاتية في الطرح، دور الاشهار في اقتصاديات القنوات، تساءل الأستاذ محمد شحات من المركز الجامعي لغليزان عن مدى إعتماد القنوات على الإشهار في موازاناتها المالية، مؤكدا وجود فراغ قانوني في ما يسمى باقتصاد الاشهار.