دعا سيد أحمد فروخي وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، إلى إعطاء القيمة الحقيقية للأراضي المسقية، بشكل يترجم جهود الدولة الداعمة لقطاع الفلاحة من خلال تهيئة المحيطات المسقية وتجهيزها بمعسكر.
استمع الوزير لشروحات حول مشروع رد الاعتبار لسهل غريس، عن طريق مشروع تحويل مياه سد ويزغت لتمويل السهل الذي بلغت نسبة إنجازه 75٪ واستهلك مبلغ 2,2 مليار دينار من المبلغ المرصود للمشروع المقدر بـ3 ملايير دينار، حيث تقرر في شأنه تأهيل مساحة 1000 هكتار كحصة أولية وتسليمها في غضون شهر مارس المقبل واستكمال باقي المساحة المقررة بعد الحصول على رخصة مالية إضافية تقدر بـ4 ملايير دينار.
كما استبعد الوزير تسجيل عملية كبيرة في الظرف الاقتصادي الراهن، ليدعو الفاعلين في القطاع إلى التنسيق والتفكير في حلول ذكية تمكن من بلوغ المساحة المسقية بسهل غريس والمبرمجة تقنيا بـ5 آلاف هكتار قابلة للتوسع هي الأخرى، من خلال البحث عن سبل تمويل هذه المساحة بطريقة طبيعية.
من جهة أخرى، وخلال عرض لمشروع سهل غريس ومحيط كشوط بعين فراح بأقصى جنوب - شرق الولاية، دعا سيد أحمد فروخي إلى الاستغلال الأمثل لمحيط كشوط البالغة مساحته 500 هكتار، قابلة للتوسع إلى 1200 هكتار بعد الفروغ من إنجاز سد وادي التحت في المنطقة، موضحا أن الاستغلال الحقيقي للمحيط يتمثل في إعطائه القيمة الحقيقية بتنويع الزراعات وعدم حصرها في الزراعات المعيشية للخضروات.
وأوضح المسؤول الأول عن القطاع، أن الفلاحين أصبحوا مطالبين بالاندماج في الديناميكية التي يعيشها القطاع الفلاحي وإيجاد حلول لترقية القطاع، مادامت تتوافر كل المعطيات الممهدة لذلك، منها نية الحكومة في إيجاد حلول لإشكالية مياه السقي وتوسيع الرقعة الفلاحية المسقية.
وأعطى الوزير توجيهات عملية لفلاحي منطقتي المحمدية وغريس بأن نقاط القوة في تنمية القطاع الفلاحي تحتاج إلى المرافقة، بعصرنة التقنيات والممارسات وعدم ربط ذلك بدعم الدولة بدون بذل مجهود من طرف الفلاح، مؤكدا عدم التخلي عن سياسة دعم الفلاحين، داعيا إياهم إلى التنظيم والعمل الجماعي قصد إيجاد حلول شاملة ومعمّمة، خاصة في إشكالية السقي الفلاحي.
وأوضح فروخي، أن هناك محيطات مسقية مهيأة، لكن غير مجهزة. فيما توجد موارد مائية غير مستغلة أو لا تجد من يشرف على تسييرها، حاثّا على وجوب التنسيق بين مختلف المصالح الوصية على الموارد المائية والمصالح الفلاحية، وهيكلة الفلاحين في جمعيات للسقي الفلاحي.
ولدى تفقده وحدة صناعية لإنتاج الحليب والأجبان في زهانة بمعسكر، دعا الوزير إلى استغلال التكنولوجيا وعصرنة طرق التعليب والتسويق في المجال. أما مصبرو الزيتون بمدينة سيق، فدعاهم إلى الحفاظ على التقنيات القديمة في تصبير الزيتون طبيعيا وضبط وتنويع الزيتون الموجه للتصبير مع الاستعانة بمنتوج المناطق المجاورة في التصبير والتصنيع.
إلى جانب ذلك، تابع سيد أحمد فروخي عرضا عن أنشطة مفتشية الغابات بمعسكر والعراقيل التي تعيق إطلاق عديد المشاريع التنموية. فيما أشرف المسؤول الحكومي على توزيع استفادات عينية من مشاريع تربية الأبقار والأغنام والنحل على بعض فلاحي المنطقة. ليواصل الوزير زيارته إلى معسكر، أمس، بتفقد مشروع إقامة حوض مائي لتصحيح المجاري المتدفقة ومعالجها بطريقة بيولوجية وميكانيكية، حماية للتربة والأراضي الفلاحية المجاورة من خطر الانجراف، مع إمكانية الاستفادة من مياه الحوض في السقي الفلاحي.