الاحتباس الحراري يهدد السلم ويزيد في تنامي الجريمة العابرة للأوطان
جدد الوزير الأول عبد المالك سلال، ممثلا لرئيس الجمهورية، في الندوة 21 حول التغيرات المناخية بباريس، موقف الجزائر الثابت من أجل إعداد برنامج جاد لتقليص الاحتباس الحراري الذي يهدد السلامة البيئية وتوازناتها ويتسبب في اختلالات تستدعي العلاج الأنسب بالوفاء بالالتزامات والتعهدات.
وقال الوزير الأول في الندوة التي يشارك فيها 150 رئيس دولة وحكومة في صدارتهم الجزائر، أن هذه المسألة باتت ضرورة حتمية ولا تستدعي أي بطء. وأضاف سلال، أن الجزائر التي تصدت للإرهاب خلال عشرية وقاومته بحدة، تتقاسم مع فرنسا حزن الفرنسيين وجرحهم جراء الاعتداءات الإرهابية التي أودت بحياة بشر غالية، مجددا تعاطف الشعب الجزائري وحكومته ورئيسه السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يبلغ الحضور تحياته وتمنياته بنجاح الندوة.
جدد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، خلال الندوة العالمية حول المناخ التي تعقد بباريس، عزم الجزائر على العمل من أجل الوصول إلى اتفاق عالمي جديد يكون طموحا وموجها نحو التحرك ومرتكزا على الإنصاف.
وقال سلال خلال افتتاح الندوة 21 لأطراف الاتفاقية - الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، “تؤكد الجزائر مجددا عزمها على العمل من أجل المصادقة على اتفاق دولي جديد وطموح بمشاركة الجميع وهو اتفاق موجه نحو التحرك ويرتكز على الإنصاف، اليوم وغدا، وكذا على التضامن في مجال التصدي لانعكاسات المناخ يكون مقتبسا من روح الانتماء المشترك لمصير عالمي مشترك”.
وأشار الوزير الأول إلى أن الجزائر وافقت، مثلما سبق وأن فعلته خلال المفاوضات الخاصة باتفاقية ريو حول المناخ، على المسؤولية الثقيلة في رئاسة أحد ديبلوماسييها البارزين اللجنة التحضيرية لندوتنا هذه مناصفة مع مواطن بارز من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشار إلى أن اللجنة يرأسها مناصفة الجزائري أحمد جغلاف والأمريكي دانيال ريفسنايدر.
وأضاف سلال، أن الجزائر كانت ضمن البلدان الأولى السائرة في طريق النمو التي عرضت، منذ 4 سبتمبر الماضي، مساهمتها المؤقتة والمحددة على المستوى الوطني والتي تعكس - كما قال - التزام وعزم السلطات العليا لبلادي في الشروع دون آجال في انتقال طاقوي يقوم على الطاقات النظيفة لاسيما الطاقات المتجددة.
في هذا الصدد، كشف الوزير الأول أن الجزائر تسعى إلى تنظيم منتدى إفريقي للطاقات المتجددة الذي ستكون بمثابة أرضية سنوية للحوار والتشاور بين صناع القرار السياسي ورؤساء المؤسسات والمجتمع العلمي.
كما سيكون هذا المنتدى - يضيف سلال - فضاء مناسبا لنشر الممارسات الجيدة ولعرض آخر الابتكارات التقنية والتكنولوجية.
ولفت إلى أن توفر الجزائر على مصادر هامة للطاقات المتجددة، يعني بأن تطوير هذه الأخيرة ليس قرار بيئي فحسب، بل رهان مستقبلي وخيار اقتصادي إرادي وبالتالي طموح صناعي سديد.
وأبرز سلال، في هذه المناسبة، استعداد الجزائر للعمل مع آخرين لرفع طموحها النظيف وتحفيز مجهود منسق فيما يتعلق بالتخفيف والتكييف مع التغيرات المناخية.
كما أكد في السياق ذاته يقول: “نشجع شركاءنا في الشمال وفي الجنوب على الانضمام إلينا في إطار أصدقاء مرافقة الطموح الجزائري في مجال الحد والتكيف مع التغيرات المناخية”.
من جهة ثانية، شدد سلال أنه “على غرار الإرهاب لا تعرف التغيرات المناخية حدودا، إذ لا تستثني آثارها المتعددة الأشكال أي بلد وإن البلدان الأكثر هشاشة هي الأكثر عرضة”.
وذكر سلال بأن المجتمع الدولي اعترف أخيرا بأن التغيرات المناخية عامل يؤدي إلى مضاعفة التهديدات التي يواجهها السلم والأمن العالميان، إذ يزيد من التوترات وانعدام الأمن وتدفق المهاجرين المناخيين، كما يزيد من حدة الجريمة العابرة للأوطان.
كما لفت إلى أنه جرى الاتفاق بدوربان (جنوب إفريقيا)، منذ أربع سنوات خلت، على اعتماد اتفاق دولي جديد ملزم بباريس بمشاركة الجميع بغية تفادي ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض التي قد تهدد التوازنات البيئية الضرورية.
منتدى إفريقي للطاقات المتجددة الرهان والتحدي
من جهة أخرى أبرز سلال طموح الجزائر في “إنشاء منتدى إفريقي للطاقات المتجددة والذي سيمثل قاعدة سنوية للحوار والتوافق بين أصحاب القرار السياسيين ورؤساء المؤسسات والنخبة العلمية”.
ويعد هذا المنتدى كذلك “مجالا لنشر الممارسات الجيدة وكذا عرض آخر الاكتشافات التقنية والتكنولوجية”، بحسب الوزير الأول.
كما أضاف سلال، أنه بالنسبة للجزائر “التي تتوفر على موارد هامة للطاقات المتجددة، فإن تطوير هذه الأخيرة لا يتلخص فقط في قرار بيئي وإنما يعتبر كذلك كتحدّ مستقبلي وخيار اقتصادي وبالتالي طموح صناعي مدروس”.
وقال الوزير الأول، إن البلد مستعد للعمل مع باقي الدول للرفع من الطموح في هذا المجال وكذا توحيد الجهود للتقليل والتأقلم مع التغيرات المناخية.
ولبلوغ هذا الهدف، “نشجع شركاءنا من الشمال والجنوب للانضمام إلينا في إطار أصدقاء مرافقة طموح الجزائر في إطار التقليل والتأقلم مع التغيرات المناخية”، بحسب الوزير الأول.
كما صرح سلال، أن النتائج النهائية لهذا الإجراء ستتبلور في الطرح النهائي لمساهمة الجزائر خلال دخول اتفاق باريس حيز الخدمة في 2020.
الوزير الأول يتحادث مع رئيس طاجكستان
أجرى الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بباريس محادثات مع رئيس طاجكستان ايمومالي رحمون، وذلك على هامش أشغال الندوة الـ21 لشركاء الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية.
وتطرق الجانبان خلال هذا اللقاء إلى السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وكذا إلى المسائل الطاقوية.
..ومع الوزير الأول الفرنسي
أجرى الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، محادثات مع الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس وذلك على هامش أشغال الندوة الـ21 لشركاء الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية الجارية في باريس.
وشكل هذا اللقاء فرصة للتطرق الى المسائل المدرجة في جدول أعمال الندوة وكذا العلاقات الثنائية والسبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها.
وقد جرى اللقاء بين السيدين سلال وفالس بحضور وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والدولي رمطان لعمامرة.