طباعة هذه الصفحة

رهانات قمة

س. ناصر
29 نوفمبر 2015

تستضيف فرنسا أكبر مؤتمر مناخي في العالم، يحضره حوالي 40 إلى 45 ألف مشارك، بينهم 150 رئيس دولة وحكومة في موقع يمتد على مساحة 18 هكتاراً في منطقة بورجيه شمال العاصمة باريس ويأتي انعقاده عقب الأحداث  الدموية التي عرفتها مؤخرا، لذلك اتخذت فرنسا إجراءات أمنية حيث تم نشر نحو 2800 من عناصر الشرطة والجيش لتأمين موقع المؤتمر، كما تم نشر 6300 فرد منهم في أرجاء باريس.

المؤتمر الذي ستستضيفه فرنسا، اليوم، بحضور ما بين 40 و45 ألف مشارك، بينهم 150 رئيس دولة وحكومة، يمتد على مساحة 18 هكتاراً في حديقة المعارض في منطقة بورجيه شمال العاصمة باريس، يسعى إلى التوصل لاتفاق يمهد لوقف الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري، الذي اعتبرته لجنة علماء تابعة للأمم المتحدة «مسبباً لكثرة الفيضانات وموجات الحر وارتفاع مناسيب مياه البحار».
وسيلقي، اليوم، كلمات كلّ من الرؤساء؛ الفرنسي فرنسوا هولاند، والأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جينبينغ، والهندي نانريندرا مودي.
وعشية افتتاح المؤتمر وضعت فرنسا نشطاء في مجال البيئة قيد الإقامة الجبرية. وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، في مدينة ستراسبورغ، إن بلاده «استخدمت قوانين الطوارئ التي طبّقت بعد هجمات باريس»، مضيفاً إن «السلطات اشتبهت في أن النشطاء خططوا لاحتجاجات عنيفة» قبل المحادثات التي بدأت، أمس الأحد.
في المقابل، قال جان فرانسوا جوليارد، مدير فرع منظمة السلام الأخضر «غرينبيس» في فرنسا، إن «نشطاء البيئة الموضوعين قيد الإقامة الجبرية مسالمون لم يسبق لهم أبداً ارتكاب أي أعمال عنيفة أو اتهامهم بأي شيء».

محكمة خاصة بالتقلبات المناخية
رئيس بوليفيا إيفو موراليس، المنتقد للاقتصاد الليبرالي الجديد، في سانتا كروز، شرق بوليفيا، دعا من جهته إلى إنشاء «محكمة خاصة بالتقلبات المناخية لمحاكمة الدول التي لا تحترم الأهداف العالمية المحددة».
وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص، أمس الأحد، في استراليا في اليوم الثالث من المسيرات العالمية لمطالبة رؤساء الدول والحكومات 150 المجتمعين في فرنسا، بالتوصل إلى اتفاق طموح خلال المؤتمر. ويتوقع أن تنظم تظاهرات أيضاً في سيول والبرازيل، ونيويورك.
موقع المؤتمر ينقسم إلى ثلاثة قطاعات: مركز المؤتمر الذي تشرف عليه الأمم المتحدة المخصص للأشخاص المعتمدين، مركز «أجيال المناخ» المفتوح أمام العامة والذي يمكن أن يستقبل 10 آلاف شخص، إضافة إلى قاعة عرض للشركات.
كما يشمل موقع المؤتمر قاعتين للاجتماعات الموسعة، و32 قاعة للمفاوضات، ونحو عشرين قاعة للأنشطة الموازية والمؤتمرات، و61 منصة للعرض، حيث من المقرر إجراء حوالي 350 محاضرة ومناقشة في مركز «أجيال المناخ» الذي سيضم نحو مئة منصة.
ستقدم نحو خمسين شركة فرنسية وأجنبية رعايات بقيمة 25 مليون يورو معظمها عينات. وبحسب المنظمين، يتوقع أن يدر المؤتمر نحو مئة مليون يورو لمنطقة إيل دو فرانس.

إشادة بدور الصين
من جهته أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالدور الفعال والبناء للصين في مواجهة التغير المناخي، متعهدا بتعزيز تعاون المنظمة الأممية معها، باعتبارها أكبر دولة نامية، بغية العمل من أجل مستقبل مستدام. وأضاف، لعبت الصين دورا فعالا في مفاوضات اتفاقية باريس التي من المتوقع تبنيها في مؤتمر باريس بشأن تغير المناخ. وقال أيضا، إن التنمية الصينية ستساعد الصين ليس فقط في مواجهة الضغط المتزايد على استهلاك الموارد والتأثير على البيئة، لكن أيضا في الإظهار للعالم والدول النامية الأخرى بشكل خاص أنه من الممكن اتباع نمط تنمية جديد أكثر استدامة وصديقا للبيئة.