أنامل تبدع في إنجاز تحف حرفية أصيلة
تم، أمس، توزيع الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية والفنية في طبعتها الـ14 على 06 فائزين; من خلال حفل تزامن والاحتفالات باليوم الوطني للحرفي المصادف لـ09 نوفمبر من كل سنة، وبحضور وفد وزاري هام يتقدمهم وزيرا القطاع، وكذا وزراء قطاعات التعليم العالي والتكوين المهني والاتصال، وشخصيات فنية وإطارات.
وعادت جائز الصناعة التقليدية لكل من مراكشي فازية حول جبة قبائلية ترجمت التراث المادي لمنطقة القصر، كمال بوبكر عن صناعة «قلة» بتقنيات جد دقيقة فيما عادت المرتبة الثالثة لبن شريف نصيرة عن صناعتها لقفطان قسنطيني مطروز.
أما جائزة الصناعة التقليدية الفنية فعادت لكل من نسيمة زاهر عن إنجازها لطاقم خزفي مكون من 85 قطعة، لتليها زهرة باشا عن مجموعة من أواني الفخار التقليدي، ووردية سوكري عن خياطتها لملحفة خاصة بتقنية جديدة جدا.
وعكست الجائزة حرص ووعي الحرفيين الذين استعملوا مهاراتهم وطاقاتهم لإنجاز تحف فنية فيها عامل الإبداع والأصالة والابتكار والفن الراقي استجابة للمعايير العالمية، ما صعب على أعضاء اللجنة الوطنية للجائزة عملية الانتقاء للمنتجات الحرفية، بهدف ترقية المنتوج التقليدي وجودته لاسيما تلك الموجهة للتصدير.
في هذا الإطار، قال وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية عمار غول، أن حفل التكريم يدخل في إطار تكريم الأيادي الفنية والحرفية، التي تمثل الإبداع والموهبة والفن الراقي عكفت لجنة مستقلة على اختيار الفائزين من بين 1100 مشارك من خلال التنقل عبر الصالونات الوطنية المتخصصة المنظمة بثماني ولايات.
وأشار الوزير إلى أن الصناعات التقليدية أصبحت تخرج منتجات عالية الجودة تؤهلها لدخول السوق الدولية وحان الوقت لذلك لأن إمكانياتها تمكن من العودة للجزائر بالعملة الصعبة والمساهمة في التنويع في الاقتصاد خارج المحروقات، داعيا الحرفيين إلى تحديد الملكية الفكرية والصناعية وتسجيل العلامة الجزائرية على منتجاتهم واحترام المعايير الدولية.
وأبرز المسؤول الأول عن القطاع رغبة الوزارة في جعل الصناعة التقليدية القلب النابض للسياحة خاصة وأن هناك قرارا بإنشاء ألف مشروع وامتداده للقطاعات الأخرى باعتبار أن المنتوج التقليدي يمثل رمزا من رموز الهوية الوطنية، ومن ثم سيكون حاضرا في مشروع الجامع الكبير.
من جهتها، اعتبرت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية عائشة طاغابو، أن تكريم الجزائريين لحرفييها هو اهتمام واحتضان للموهبة الوطنية في مهدها ورعاية عملت الدولة على توفيرها لفائدة الحرفيين من خلال مختلف البرامج التنموية والترقوية التي تم تسطيرها، ما يجعل من الجائزة دافعا للتنافسية وأداة لتحسين النوعية والإبداع والتميز وجودة الإنتاج.
وأشارت طاغابو إلى النتائج المرضية التي حققها قطاع الصناعة التقليدية بفضل برامج الحكومة، حيث تم تسجيل 334 ألف نشاط حرفي أدى لتوفير أزيد من 800 ألف منصب شغل، وإنجاز 74 هيكلا لدعم الصناعة التقليدية، وتوزيع 51.400 محل على الحرفيين، ناهيك عن تقديم دعم مالي مباشر لفائدة 2442 حرفي 2013-2014، واستفادة أكثر من 23 ألف حرفي من دورات تكوينية في مختلف المجالات التقنية والتسييرية والمساهمة في إدماج 32 ألف من نزلاء المؤسسات العقابية، ما يجعل القطاع مؤهلا ليكون قاطرة للتنمية المحلية المستدامة بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأعلنت المكلفة بالقطاع في إطار تثمين جهود كل متعاملي الصناعة التقليدية عن تخصيص ابتداء من السنة القادمة لجواز الصناعة التقليدية الفنية لكل اختصاص استجابة لطلب الحرفيين، إلى جانب إعادة النظر في تصنيف الفنادق من خلال مراعاة مدى عرضها للمنتجات التقليدية، معربة عن أملها في أن يكون هذا دافعا ايجابيا لهم لمزيد من العطاء وتحقيق متطلبات الاقتصاد الوطني وتنويعه.