يواصل مستشفى “أول نوفمبر” بوهران تحدياته، من خلال خدماته الصحية المميزة ومواكبته لأحدث التقنيات عالميا، بتوفير جميع التخصصات الطبية والجراحية والمعدات المتطورة والتي تم إضافتها للمؤسسة العمومية، لتساير التقدم التكنولوجي الحاصل في المجال.
كما تم تنفيذ بناء المستشفى ليلبي ويوفر الخدمات الصحية لمرضى الجزائر، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، يشرف عليه طاقم طبي متخصص في مجالات متعددة، لاسيما منها الجراحات المعقدة، أغلبها تتم بإشراك خبرات أجنبية لنقل التجارب العلمية الحديثة والمستحدثة في مجال الطب.
وقد حضرت “الشعب”، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، جانبا من عملية جراحية لترقيع وإصلاح عضلات القفص الصدري، من أصل عمليتين جراحيتين تم برمجتهما خلال نفس اليوم، وهي واحدة من العيوب الخِلقية النادرة، تحتاج تدخلا جراحيا دقيقا باستخدام أحدث التقنيات التجميلية وأغلاها تكلفة.
أجرى العملية الجراحية الأولى، واستغرقت سبع ساعات، فريق طبي من المستشفى بقيادة بروفيسور من ستراسبورغ، خضع لها شاب من الجزائر العاصمة في عقده الثاني. تلتها عملية ثانية، في حدود الساعة الخامسة مساءً، أجريت لشاب آخر في مقتبل العمر من الشرق الجزائري، ليرتفع بذلك عدد العمليات الجراحية إلى 8 عمليات، أجراها المستشفى منذ سنة 2003، تاريخ برمجة 4 عمليات جراحية في هذا الإطار، تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الوطني والثالثة على المستوى المغاربي، بعد تونس والمغرب.
وأكدت المختصة، بودية أمال، مساعدة في الجراحة الصدرية، في تصريح حصري لـ “الشعب”، أن هذه العمليات نجحت منذ برمجتها سنة 2013 بالمستشفى الجامعي، أول نوفمبر، الواقع بإيسطو بنسبة 100% على الرغم من أن نجاحها يتطلب تقنيات عالية بمقاييس عالمية من حيث الجراحة والتخدير والعناية المركزة، ناهيك عن العامل النفسي الذي يتعرض له الشخص المصاب بتشوهات القفص الصدري منذ الولادة، وكذا تأثيره على الأجزاء الداخلية بالضغط على الرئتين والقلب، كما يحدث تقلص في التنفس وفي الحالات الشديدة للتشوه يمكن أن يصيب العمود الفقري.
وقد تمكن المستشفى الجامعي أول نوفمبر، خلال سنة 2015 من إجراء نحو 15 عملية جراحية على مستوى الصدر، من خلال استئصال الأورام ومعالجة الكسور الناتجة عن الحوادث وغيرها من العمليات التقويمية الأخرى، فيما يجرى تقويم عظام القفص الصدري بمادة معترف دوليا بمقاومتها للإلتهابات وعدم تأثرها بالأشعة.
وأشارت الطبيبة إلى نوعين من الإصابات الأكثر أهمية وانتشارا، أولها الصدر المقعر وهو أحد التشوهات الخِلقية المنشأ الأكثر انتشارا لجدار القفص الصدري الأمامي. وثانيها الصدر الجؤجؤي وهو أقل انتشارا من ظاهرة الصدر المقعر، يتميز ببروز عظمة الصدر إلى الخارج ويبرز هذا التحدب فقط في سن البلوغ، كما أنه أكثر انتشارا كذلك في أوساط الذكور. فيما يخضع لهذا النوع من الجراحة، الأشخاص في سن 16 وما فوق، بحسب نفس المتحدثة، التي أكدت أن المستشفى بإمكانه متابعة التشوهات الخلقية للأطفال من خلال التكفل بهم نفسيا إلى غاية بلوغ السن القانونية.
وركزت المكلفة بالإعلام لدى المؤسسة ميسوم حياة، على أهمية الإشهار للكشف عن التطور الذي بلغته مصلحة جراحة القفص الصدري، مؤكدة في حديث لـ “الشعب” أنها ستحدث نقلة نوعية في هذا التخصص على المستوى الوطني.
ودعت في الختام، كافة وسائل الإعلام إلى التعريف بالخدمات الطبية والصحية المقدمة في الجزائر، خاصة وأن الكثير من المرضى يكابدون عناء السفر للعلاج بالخارج، في وقت توفر فيه المؤسسات العمومية الكشف والعلاج مجانا.