يشرف اليوم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، على تدشين مقر الأمانة التقنية لمقر “المبادرة الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار”، التي تم الإعلان عنها من قبله شخصيا خلال الاجتماع الأول لأعضاء اللجنة المركزية في أعقاب المؤتمر العاشر مطلع أكتوبر الأخير، واستنادا إلى قيادة التشكيلة، فقد أكد 40 حزبا انضمامهم إضافة إلى شخصيات وطنية وممثلي المجتمع المدني كلها ستكون حاضرة.
استطاع عمار سعداني في ظرف أقل من شهرين جمع عدد كبير من التشكيلات السياسية حول مبادرته تناهز اليوم الـ40، ولم تكن المهمة سهلة بما في ذلك مع أحزاب الأغلبية، لا سيما بعد بروز مبادرات مماثلة، وكان الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي” أحمد أويحيى سباقا إلى الدعوة إلى ائتلاف سياسي يكرس الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية، متبوعا بسعداني الذي رفض المقترح شكلا وتفصيلا ليس لأنه ضد الفكرة والمبدأ بدليل أنه أعلن لاحقا وتحديدا يوم الرابع من شهر أكتوبر المنقضي، لكنه كون “الآفلان” صاحب الأغلبية فانه ينبغي أن يكون القاطرة، ولا تنازل في هذه المسألة حسب سعداني.
لكن ما يحسب للأمين العام للحزب العتيد تقدم المبادرة بشكل ملموس، فبعد مرور أسابيع قليلة، تم التحاق 40 تشكيلة سياسية بصفوف “المبادرة الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار”، وكذا شخصيات وطنية، بالإضافة إلى إشرافه اليوم على تدشين مقر الأمانة التقنية لها، على عكس أحزاب أخرى لم تتجاوز مبادراتها حدود الفكرة ولم تر النور سواء المحسوبة على الأغلبية والموالاة أو المعارضة، فحزب القوى الاشتراكية “الأفافاس” الذي كان سباقا إلى مبادرة الوفاق الوطني، التي لم تتعد حيز اللقاءات الذي جمعت السكرتير الأول محمد نبو بقادة مختلف الأحزاب.
وإذا كان حزب “الأفافاس” قد بادر بلقاءات، وان لم ينجح في عقد ندوة وطنية للوفاق التي تم الإعلان عن تنظيمها في فيفري الماضي إلى يومنا هذا، فان أويحيي من جهته اكتفى بالدعوة إلى التئام الأحزاب السياسية على شاكلة الائتلاف الرئاسي، ولم يعلن عن الخطوات التي يقوم بها الحزب في اتجاه تكريس الفكرة في الميدان، لكن رفض “الآفلان” يكون قد أفشل الخطوة، وفضل رئيس تجمع أمل الجزائر ـ تاج عمار غول الذي أعلن بدوره عن مبادرة في نفس الاتجاه، لكن ذلك لا يعني ـ حسبه ـ عدم الانخراط في مبادرتي سعداني وأويحيى، لأن الجزائر في حاجة لمثل هذه المبادرات.