طموحات كبيرة لأشبال شورمان رغم صعوبة المهمة
تنطلق، اليوم، فعاليات البطولة الافريقية لكرة القدم لأقل من 23 سنة بالسينغال، المؤهلة للألعاب الأولمبية القادمة بريو دي جانيرو 2016 ، أين يسعى
المنتخب الوطني كسب التأشيرة وحضور الموعد الأولمبي لثاني مرة .. ذلك أن المشاركة الوحيدة للمنتخب الجزائري لكرة القدم تعود الى أولمبياد موسكو عام 1980 .
فكل الاهتمام تركز على التشكيلة الوطنية لأقل من 23 سنة منذ أشهر عديدة للتحضير للدورة القارية النهائية بكل الامكانيات، وتجنب تضييع هذه الفرصة الكبيرة هذه المرة، خاصة وأن معطيات عديدة تصّب في منحى أن الفريق الجزائري يملك كل المؤهلات التي تجعله ضمن المرشحين لخطف إحدى المراكز الثلاث المؤهلة الى الأولمبياد، و حتى المركز الرابع الذي سيعطي للمنتخب فرصة للعب مباراة فاصلة مع منتخب من أسيا.
المهم أن كل اللاعبين الذين تنقلوا، يوم الأربعاء الماضي، ذكروا أن التحضيرات كانت موفقة، بالرغم من أن المقابلة الودية الأخيرة لم تكن نتيجتها موفقة، والتي تبقى ودية تحضيرية، لأن الأهم هو أن الفريق يقدم المستوى المنتظر منه خلال المقابلات الرسمية .
الخبرة الدولية لعدة لاعبين .. نقطة إضافية
ولعلّ الشيء الذي سيركز عليه الناخب الوطني لأقل من 23 سنة، بيار شورمان هو المجموعة المتكونة من لاعبين ممتازين، كل متتبعي الكرة الجزائرية مقتنعون بامكانياتهم على مستوى الأندية التي يلعبون لها، ومعظمهم يلعب كأساسي، الأمر الذي يفيد كثيرا في إعطاء الثقة الكاملة لهم في هذه الدورة المؤهلة.
كما أن المشاركات الدولية لكل من فرحات، عبد اللاوي، درفلو، بن خماسة مع فريق اتحاد العاصمة الذي وصل الى نهائي رابطة الأبطال الافريقية سيكون له وزن في المغامرة القارية للمنتخب الوطني الأولمبي .. أين سيقدمون الدعم المعنوي الكبير لزملائهم فوق الميدان.
وللطاقم الفني عدة خيارات بالنظر الى القائمة التي تضم لاعبين ممتازين بداية من حراسة المرمى التي ستكون “ المنافسة “ بين الحارس الأساسي صالحي و القادم بقوة حارس اتحاد الحراش شعال، الذي أبهر المتتبعين في المدة الأخيرة بمستواه الكبير، والذي سيكون في صالح تشكيلة المدرب شورمان.
وتحمل التشكيلة أيضا لاعبين أمثال شيتة الذي استرجع امكانياته، وقعقع، أمقران ... الذين يشكلون مجموعة متكاملة، فبالرغم من عدم مشاركة الثنائي المحترف المشكل من بن سبعيني، أيت عثمان بسبب عدم تطابق هذه المنافسة المؤهلة الى الأولمبياد مع تواريخ الفيفا، إلا أن ذلك لن يعيق المنتخب الوطني الأولمبي في مهمته التي ستكون كتابة صفحة أخرى في عالم الكرة الجزائرية، بعد المشاركة المميّزة للمنتخب الوطني الأول في المونديال البرازيلي، وكذا تتويج وفاق سطيف برابطة الأبطال الافريقية الموسم الماضي وتأهل اتحاد العاصمة الى نهائي نفس المنافسة هذا الموسم .. خاصة من ناحية التكوين في الأندية الجزائرية كون كل اللاعبين الذين يشاركون في دورة السينغال تكونوا هنا .. وهو الأمر الذي سيرفع من معنويات التقنيين في الأندية ويحفز اللاعبين على بلوغ مستويات أفضل.
وضع اللّمسات الأخيرة بمدينة مبور السينغالية
وبداية المنافسة ستكون قمة كبيرة بالنسبة للمنتخب الوطني الأولمبي الذي سيواجه غدا نظيره المصري في مباراة بين مرشحين للعب الأدوار الأولى في الدورة، ذلك أن المواجهات الجزائرية المصرية كانت دائما في القمة، لا سيما وأن المنافسة التي تجري على شكل دورة تكون الانطلاقة فيها دائما أساسية، و الفوز بالمباراة يعطي أسبقية في النقاط وكذا المعنويات بالنسبة للاعبين.
و من أجل ذلك، فإن المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة تدرب في الملعب الرئيسي “ كارولين فاي “ لمدينة مبور التي تبعد عن العاصمة السينغالية داكار بمسافة 85 كلم، بكل التعداد، وكل اللاعبين مركزين على المباريات المبرمجة، غدا أمام مصر قبل مواجهة كل من ماي يوم 2 ديسمبر ونيجيريا في الـ 5 من نفس الشهر .. الأمر الذي يعني أن مستوى المنافسة سيكون كبيرا في المجموعة الثانية بحضور هذه المنتخبات، خاصة إذا علمنا أن نهائي كأس العالم الأخيرة لأقل من 17 سنة جمعت بين منتخبين إفريقيين معروفين بالتكوين المميّز ، وهما مالي و نيجيريا، وعاد اللقب العالمي لنيجيريا.
والأمر الذي يفيد المنتخب الوطني الأولمبي هو أن الطاقم الفني عمل مع هذه المجموعة من اللاعبين في ظروف مواتية بعيدة عن الأضواء، وبامكانيات كبيرة و استطاع أن يجري العديد من المقابلات التحضيرية .. كما أنه تنقل في رحلة خاصة الى السينغال، الأمر الذي جعل اللاعبين يتفادون التعب بشكل كبير، من أجل الوصول الى الهدف الذي ينتظره الجميع، و هو التأهل الى الألعاب الأولمبية القادمة بعد أن ضاعت في الدورة السابقة الفرصة أمام منتخبنا الأولمبي في الدورة المؤهلة الى أولمبياد لندن بقليل جدا بعد أن قدم زملاء بنلعمري مستوى كبير في المقابلات التي لعبوها، لكن قلة الفعالية أمام المرمى ضيعت منهم البطاقة المؤهلة .
فبالتجربة و التنظيم المحكم قد تكون هذه المرة الأمور مواتية للنخبة الأولمبية الجزائرية للعودة الى تنشيط الدورة الأولمبية القادمة بالبرازيل .