طباعة هذه الصفحة

يؤرخ لجانب من تاريخ الجزائر

مخبر بحث يُعنى بأدب الشخصيات الصوفية

يعتزم معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي “أحمد بن يحيى الونشريسي” لتيسمسيلت إنشاء على المدى القريب مخبر بحث يعنى بأدب الشخصيات الصوفية بالوطن العربي وبالجزائر على وجه الخصوص، بحسب ما علم، أمس، لدى نائب مدير المعهد.

وأوضح الدكتور خالد تواتي على هامش الملتقى الدولي الأول حول “التصوّف وقيم التسامح والتعايش والمواطنة” الذي تتواصل أشغاله لليوم الثاني والأخير بتيسمسيلت أن المخبر الذي سينشأ بالتعاون مع الاتحاد الوطني للزوايا سيشرف على تأطيره أساتذة مختصون في الأدب القديم بالمركز الجامعي لتيسمسيلت.
وسيعمل على تحديد مجموعة من الدراسات والبحوث الأكاديمية حول أبرز كتب التصوّف التي ألّفتها شخصيات صوفية بارزة بالوطن العربي وبالجزائر على غرار “الأربعين في أصول الدين” لأبي حامد الغزالي و«الفتوحات المكية” لمحيي الدين ابن عربي و«المواقف” للأمير عبد القادر.
كما سيقوم المخبر من خلال العمل الميداني على البحث والتنقيب عن المخطوطات والكتب القديمة التي تزخر بها عدد من زوايا ولاية تيسمسيلت خصوصا تلك التي تعنى بالجانب الصوفي على غرار زاوية سيدي علي الشاذلية بمنطقة “المقطع” ببلدية برج بونعامة فضلا عن تنظيم ملتقيات وأيام دراسية، مثلما أشير إليه.
من جهة أخرى، أشار المشاركون في اليوم الأخير من هذا الملتقى الدولي الى القيم الإنسانية والروحية التي اتسم بها التصوف الإسلامي عبر التاريخ.
وفي هذا الصدد، صرّح أستاذ بجامعة البليدة الدكتور عبد الله شطاح أن “الحاجة الفعلية للتصوّف في الحضارة الإسلامية ساهمت مساهمة كبيرة في نشر القيم الإنسانية المثلى في عديد البلدان العربية، منها الجزائر، “مبرزا أن “الوجه الحقيقي للإسلام في التصوف هو الانفتاح على الآخر وقبوله”.
بدوره  لفت الأستاذ بجامعة سعيدة الدكتور حاكمي لخضر إلى أن “التصوف هو روح الإسلام وحقيقة الإيمان وانه حياة روحية صافية ومجاهدة للنفس وأهوائها”، مضيفا أن التصوف يحمل رسالة روحية في هذا العصر هي كفيلة بتمرير مجموعة من الرسائل التي تنشر القيم الإنسانية باختلاف اللغات والثقافات.
كما تطرق الأستاذ عبد المنعم القاسمي الحسني من جامعة ورقلة الى الدور الجهادي للطريقة الصوفية الرحمانية العزوزية وذلك من خلال مساهمتها في تحريك الشعب الجزائري نحو الجهاد والثورة ضد المحتل الفرنسي.
وينظم الملتقى الدولي الأول حول “التصوف وقيم التسامح والتعايش والمواطنة” بمبادرة من المركز الجامعي لتيسمسيلت بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للزوايا بحضور مختصين وأساتذة جامعيين من الجزائر ومصر وتونس.  وينتظر أن تتوّج أشغاله مساء اليوم بإعلان التوصيات الختامية الناتجة عن عمل الورشات.