دعا وزيرالشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أمس، الأئمة إلى الانتقال بالمسجد من الوظيفة الدينية إلى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية، من خلال الاستمرار والإصرار على تلقين المرجعية الدينية الوطنية وإعلائها ونشر الوسطية في التدين واجتثاث التطرف، والحيلولة دون عزوف وجنوح المصلين عنها لاسيما الشباب منهم إلى فضاءات غير آمنة لتعلم الدين الإسلامي.
في هذا الإطار، قال الوزير خلال مداخلة له بالندوة العلمية الموجهة للأئمة بدار الإمام، أن على المسجد استيعاب المعادلة الاجتماعية التي أصبحت تفرض معطيات جديدة على المجتمع الجزائري تتطلب متابعتها لاسيما تلك التي لديها انعكاسات خطيرة تمس بالجمع في دينه وقيمه وأخلاقه، مذكرا بتجربة أئمة الجزائر إبان العشرية السوداء والتي ذهب ضحيتها 100 إمام في سبيل تأدية رسالته، والتي أصبحت نموذجا يحتذى به في المواثيق الأممية.
وأشار عيسى إلى أن الأئمة من خلال الدفاع عن منابر المساجد نجحوا في تهدئة خواطر المجتمع وأبطلوا أدلة الإرهاب وكل ادعاءاته ومستنداته وبرؤوا الإسلام من الفتاوى الشاذة ونجحوا في محاصرة التطرف، لكن بالرغم من ذلك ما تزال الجزائر معنية بالظاهرة ولهذا يتعين الاستمرار في احتواء الظاهرة وتجفيف منابعها ومحاربة أسسها لاسيما تلك المبنية على الأفكار والنحل الدينية الشاذة والمتطرفة التي تهدف إلى تقسيم المجتمع الجزائري إلى تيارات طائفية .
وفي هذا السياق تطرق المفتش العام بالوزارة زين الدين بزاز إلى أهمية مواكبة المسجد للتحديات الراهنة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقا على المجتمع، باعتباره المؤسسة المؤهلة أكثر للقيام بهذه الرسالة، داعيا إلى إعلاء المرجعية الدينية الوطنية حتى ينضوي تحتها كل الجزائريين في مواجهة النحل الدخيلة و الأفكار الهدامة.
وعرفت الندوة عرض تجربة مسجد أسامة بن زيد بحي الوئام ببئر مراد رايس والمدرسة القرآنية التابعة له في الجانب الاجتماعي حيث تنوعت نشاطاته بين التعليم القرآني من خلال حلقات السلكة لأحكام الرواية، والحزب الراتب و الدروس الأسبوعية، إلى الرسالة المسجدية في الإصلاح بين المتخاصمين، ومائدة رمضان وتوزيع قفة رمضان وألبسة العيد وجمع الزكاة بنوعيها إلى التبرعات أإلى القرى النائية بولايات أخرى واستقبال وإفطار طلبة البكالوريا، ناهيك عن الدولار الثقافي والتربوي.