قد تختلف اولويات التنمية المحلية من بلدية الى اخرى حسب البرامج المسطرة والامكانيات المتوفرة لتجسيد مشاريع ومرافق عمومية تستجيب لاحتياجات كل منطقة، لكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الاختلاف على اساسيات الحياة اليومية للمواطن التي تأتي على رأس هذه الأولويات على غرار مياه الشرب، غاز المدينة، السكن وغيره مثلما تعيشه بعض البلديات النائية بولاية بومرداس التي لم تدخل بعد مرحلة الاختيار، لكنها مضطرة للبحث عن كيفية تحقيق الحد الأدنى من هذه الأساسيات كبلدية تيمزريت..
تقع في اقصى الجنوب الشرقي لولاية بومرداس، تتشكل من مجموعة من القرى تتعدى 30 قرية صغيرة تشكل بدورها تجمعات سكانية هامة يطلق عليها العروش منها عرش اعفير عزازنة، اولاد سيدي عمارة، اولاد زيان وغيرها من المناطق، لا تزال لحد اليوم تكابد من اجل توفير مياه الشرب بصفة يومية ومنتظمة نظرا لاهتراء القناة القديمة التي تربط البلدية على مسافة 14 كلم انطلاقا من واد سيباو بمنطقة تادمايت، وبطيء في عملية انجاز الشبكة الجديدة لتزويد المنطقة انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر براس جنات.يقول رئيس بلدية تيمزريت اعمر برارة في تعليقه على موضوع اولويات المرحلة الراهنة بالنسبة للسلطات المحلية..لا تزال اولوية سكان بلدية تيمزريت هو مياه الشرب، كنا ننتظر تسليم المشروع وربط البلدية من محطة التحلية قبل الصيف، لكن لا اعتقد ذلك بسبب طبيعة الاشغال التي لا تزال متأخرة، حيث لم يتم لحد الآن مدّ سوى القنوات في حين تبقى محطات الضخ والخزانات غير منجزة، وعليه يبقى السكان يعانون ويستعينون بالشبكة القديمة المهترئة التي تعرضت للربط غير القانوني، وبالتالي لا يمكنها ملا خزانات المياه، مما اضطرنا الى وضع برنامج اسبوعي للتوزيع على التجمعات السكانية احيانا يصل الى مرة في الأسبوع وقد يصل الى مرة في الشهر..وعن ملف غاز المدينة الذي يعتبر هو الآخر من الحاجيات الأساسية نظرا للمعاناة الكبيرة لسكان هذه المنطقة الجبلية في فصل الشتاء بسبب تذبذب عملية توزيغ غاز البوتان كشف رئيس بلدية تيمزريت “أن البلدية استفادت من مشروع لربط السكان بهذه المادة الحيوية عبر أربع عمليات مع تعيين المقاولات لإطلاق عملية الانجاز في البعض منها لكنها بطيئة خاصة واننا انتظرنا اعطاء اشارة الدخول في الخدمة يوم 5 جويلية الماضي..بالإضافة الى هذه الأساسيات التي تبقى غير مضمونة بصفة كاملة، لا تزال بلدية تيمزريت تفتقد لحد اليوم لثانوية، حيث يضطر التلاميذ الى قطع مسافة 21 كلم للوصول الى بلدية يسر لمزاولة دراستهم في ظروف قاسية حسب وصف رئيس البلدية الذي اكد ان السلطات المحلية مضطرة لتسخير 8 حافلات للنقل المدرسي بعضعها غير صالحة للسير دون الحديث عن الأعباء الإضافية لهذه البلدية الفقيرة على حد قوله، كما اعتبر اعمر برارة ان البلدية بحاجة ماسة الى توفير الأمن نتيجة ارتفاع نسبة الإجرام من سرقة وتعاطي المخدرات وعليه فإن انجاز مرافق أمنية للشرطة والدرك الوطني اصبحت من اولى الاولويات يقول رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي اكد ايضا “انه وبالرغم من هذه الظروف فإن البلدية اعطت اهمية قصوى لأشغال التهيئة في القرى كتعبيد الطرقات وفتح مسالك جديدة رغم ذلك يبقى مركز المدينة يعاني من غياب مشروع لإعادة التهيئة وهو حاليا قيد الدراسة بمديرية التعمير مثلما قال..