طباعة هذه الصفحة

تعرض اليوم على ركح سيرتا

مسرحية “عودة الولي” طيف من إبداع الطاهر وطار

قسنطينة: أحمد دبيلي

يعود الأديب الراحل “ الطاهر وطار” الى قسنطينة، من خلال روايته “ الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي” والتي اقتبس منها “محمد بورحلة” نص مسرحيته الجديدة “عودة الولي” التي أنتجها مسرح باتنة الجهوي، في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
ويتقاسم أدوار هذه المسرحية التي أخرجها “عمر فطموش” وتقدم هذه الأمسية في عرض شرفي أول على ركح سيرتا،مجموعة من الممثلين “سمير أوجيت، صالح بوبير، جمال طيار، لحسن شيبة، فؤاد لبوخ، خليفة بن براهيم، جوهرة درافلة، ماجد كويتان، عز الدين بن عمر، عبد الناصر أعراب، محمد لمين نية، عبد السلام شيليا وجنان زايد”.
وتتلخص قصة المسرحية، بحسب مقتبسها “محمد بورحلة “ أنه “ في مكان مجهول، على رأس جبل، يوجد المقام، الذي أصبح ملاذا لأصحابه، يتحصنون به من الوباء الذي أفسد البشر ويعيشون طقوسهم على الإيمان بحتمية العودة إلى عصر الآباء المؤسسين للطريقة .. وعلى رأس هذه الطريقة يوجد شخص غريب الأطوار، لافتا للنظر هو “الولي”، هذا الرجل يغيب في رحلات يجوب خلالها الأزمنـة والأمكنة مبشرا بمعتقده أو مقاتلا لأجله، يعود بعدها إلى مقامه ليجد السكينة وعطف مريديه وعبق الماضي المنير، لكن المقام يعرف أزمة سببها “مرجانة”، الطالبة الجميلة المقربة إلى قلب “الولي” لسببـها يدب القلق بين المريدين وينسى “الولـي” رباطة الجأش، فيأمر بأمر ويندم على فعلته لكن آلة الجنـون تحركت ولا سبيل لمن يوقفها ؟« .
وفي كلمته يقول المخرج، عمر فطموش: “إن التراث الإسلامي والمغاربي وكذا الشمال إفريقي لم يكن خاليا من المظاهر المأسوية على غرار فاجعة الحلاج وكذا في العديد من الأشكال الفرجوية المتجذرة في الثقافة الشعبية فينظر الى ما تختزنه من عناصر درامية تشبه عناصر الإيهام المسرحي من شخصيات وحوار وتعبير جسدي، حيث حاولنا في عملنا هذا ـ عودة الولي ـ أن ننتفض جماليا على البناية المسرحية التقليدية من أجل فتح الفضاء لخطاب مسرحي جديد مرتكز على الطاقوية المبدعة للمثلين لنجعل من المأساة ملهاة ساخرة تفجر الجماليات الشعرية للنص من خلال حضور العناصر الدرامية في المسرحية”. والجدير بالذكر،أن هذه المسرحية وبعد عرضها خلال ثلاث أمسيات على ركح مسرح قسنطينة الجهوي، تتنقل الفرقة بعدها في جولة فنية عبر بعض ولايات القطر.