قدّمت جمعية “مرايا” الثقافية، أمسية اليوم، على ركح مسرح قسنطينة الجهوي العرض الشرفي الأول لمسرحية “مائدة اللئام” التي أنتجتها في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية.
ويتلخص نص هذه المسرحية التي ألفها “مبارك شمالي” و أخرجها “ صلاح الدين ميلاط “ في كونها عرضا لجانب من قصة البطل النوميدي “يوغرطا”، حيث تتناول المسرحية أحداث المأدبة التي نصبها له الرومان مع الملك بوخوص، وعن الخيانات التي تعرض لها هذا الملك من أقرب الناس إليه .
ويتقمص أدوار هذه المسرحية مجموعة من الممثلين الشباب منهم: “ عبد الجليل نجاعي، هاجر سيراوي، أبوبكر الصديق زيات، وليد قلقولة، أسامة بودشيش .. والطفلين رقيب الدين وإيناس”.
وقال مخرج المسرحية “صلاح الدين ميلاط” في ندوة صحفية احتضنتها، أول أمس، قاعة الندوات بمسرح قسنطينة الجهوي: “لقد حافظت على أمانة النص في هذا العمل الفني، لكن سيلاحظ المشاهد أن كل مشهد من مشاهد هذه المسرحية يحمل نظرة خاصة، حيث استخدمت مسرح الصورة التي اعتمدت عليها بشكل فني، خاصة وأننا نعيش عصر”الميديا”، وهذا يعتبر تجديد مني، لأنني في الحقيقة لا أهوى النصوص الكلاسيكية بل أفضل بذل جهد إضافي لإخراج أعمالي وهو ما أردت تحقيقه في هذا العمل بالذات ..”.
وعن لغة الحوار في هذه المسرحية أضاف المخرج:« .. لغة الحوار هي العربية الفصحى، غير أنني تركت الحرية فيها للممثلين يتحدثون بها بطريقة سهلة وسلسة بلساننا المغاربي الذي يختلف عن اللسان المشرقي ..” .
وهل اعتمد المخرج على ممثلين لهم تجربة في الميدان؟، قال المخرج: “لقد اعتمدت في هذه المسرحية على ممثلين من داخل الفرقة وخارجها أيضا، فهناك الكثير من لديهم مواهب أكيدة ومن لديهم الخبرة، فهذا العمل هو فرصة أيضا لتكوين الشباب حديثي العهد بالمسرح والبحث أيضا عن المواهب ومحاولة تأطيرها.. “، مؤكدا في الأخير، أن هذا العمل هو عبارة عن إسقاط التاريخ على الواقع المعاصر باعتبار أن التاريخ يعيد نفسه من جديد.
ومن جهته، قال “مبارك شمالي”، مؤلف النص: إن نص المسرحية هو عبارة عن إسقاط بين عصرين للتوضيح أن التاريخ يتكرر وأيضا الإنسان، ولهذا فإن هذا العمل هو دعوة لاستعمال الفكر مرة أخرى للمقارنة بين العصرين هل نطالب مثلا بالحرية وغيرها.. ولقد حاولت أيضا ومن خلال الشخصيات كيف تنظر الى المستقبل وتوصلت أنها تنظر أفضل منا الى هذا المستقبل ..”.
والجدير بالذكر، أن فرقة مسرحية “مائدة اللئام” ستتنقل الى العديد من ولايات القطر لتقديم نحو 30 عرضا لتعود بعدها الى مسرح قسنطينة لتقديم آخر عرض لها بعد هذه الجولة الفنية الطويلة.