أنهت شركة الخطوط الجوية الجزائرية كافة التفاصيل المتعلقة بمشروع العصرنة وإعادة الهيكلة خلال الفترة 2015 - 2020 وتتطلع بموجبه إلى بلوغ مستوى عال من النجاعة وتحسين التكفل بالزبائن. وأبرمت في الوقت ذاته، اتفاقية شراكة مع متعامل الهاتف النقال موبيليس ومؤسسة كوندور للإلكترونيات.
قدم مدير الخطوط الجوية الجزائرية، عبدو بودربالة، وإطارات الشركة، أمس، بالعاصمة، مخطط العمل المعتمد خلال السنوات الخمس المقبلة، يمس الجانبين التنظيمي والهيكلي. وأفاد، أن إيجاد موارد دخل مالي جديدة وتلبية احتياجات ورغبات الزبائن ووضعهم في أفضل الظروف، تشكل أهدافا رئيسية للمؤسسة.
كشف بودربالة، أن مسار العصرنة انطلق باستحداث فروع ذات استقلالية مالية، ستتحول الشركة بعد دخولها حيز الخدمة، إلى مجمع (هولدينغ) بحلول 2020، يتعلق الأمر بفروع الإطعام، الشحن، إدارة العمليات على الأرض، الصيانة والخدمات، هذه الأخيرة ستستفيد عن إنشائها مع نهاية السنة المقبلة من طائرات إسعاف وبريد، حيث اعتبر بودربالة أن النشاطين مهمّون ولابد أن تحصل عليها المؤسسة بدل شركات أخرى، كما هو حاصل حاليا.
وأفاد المتحدث، أن أسطول الخطوط الجوية الجزائرية، سيتعزز، السنة المقبلة، باستلام 8 طائرات بوينغ، ليبلغ العدد الإجمالي 59 طائرة نهاية ديسمبر 2016، هذا الرقم سيسمح بالتحكم أكبر في حركة نقل المسافرين ويضمن خدمات جديدة ورفاهية.
في السياق، أكد الرئيس المدير العام للشركة، أن إرضاء الزبائن يتصدر الأولويات قائلا: «الهدف الأساسي من العصرنة هو ضمان النجاعة، وهذه الأخيرة تؤدي تلقائيا إلى التقليل وبشكل محسوس من هاجس التأخرات الذي يؤرق الزبائن».
وأضاف بودربالة، «أن مرسوما تنفيذيا سيصدر قريبا، ينص على تعويض الشركة للزبائن في حال تأخرت الرحلات لثلاث ساعات، وهو ما يشكل دافعا أكبر لها لتفادي هذه المشكلة».
ولتحقيق هذا الهدف، تبنّت المؤسسة سياسة جديدة تجاه مواردها البشرية باعتبارهم عصب العملية التنظيمية، حيث سيستفيدون من دورات تكوينية وعمليات إعادة تأهيل دورية، كما سيحصلون على الوسائل التقنية اللازمة لأداء مهامهم في أحسن الظرف.
على الصعيد التجاري، تتطلع الشركة، بحسب مديرها العام، إلى عصرنة عمليات حجز وبيع التذاكرة، عبر اعتماد الأنترنت وبطاقات الدفع الإلكتروني، ما سيعفي الزبائن عناء التنقل إلى الوكالات المعتمدة ونقاط البيع، التي أكد بودربالة أنها سيتم غلق عدد منها بشكل تدريجي وإعادة توزيع موظفيها، وذلك بسبب ضعف مردوديتها المالية والتوجه نحو تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة.
وقال بودربالة، إن مسار العصرنة يكرس ثقافة المؤسسة التي كانت غائبة في السابق، مشيرا إلى أن وضع مجموعات عمل والتنظيم الضروري في الميدان من شأنه أن يجسد هذه الثقافة.
وشدد في المقابل على أهمية الاستقرار داخل الشركة للنجاح في تنفيذ مخطط العصرنة، لافتا إلى أن تحلي الشريك الاجتماعي خلال مرحلة الذروة في فصل الصيف وموسم الحج بالهدوء، انعكس إيجابا على أداء المؤسسة.
وعن رقم أعمال الخطوط الجوية الجزائرية لسنة 2014، كشف عبدو بودربالة، أنه بلغ 76 مليار دينار، فيما استعادت ملياري دينار من ديونها العالقة لدى مختلف الجهات.
حصيلة موسم الصيف مقبولة
اعتبر بودربالة أن أداء الخطوط الجوية الجزائرية خلال فترة الصيف المعروفة بالاكتظاظ وارتفاع حركية السفر، «تم بطريقة مقبولة»، ورأى أن حصيلتها «إيجابية عموما». مشيرا إلى أنه تم نقل أزيد من مليون ونصف مسافر في الفترة الممتدة بين 22 جوان و19 سبتمبر 2015، وقدر معدل التأخرات بـ30 دقيقة. كما تكفلت الشركة بنقل 28 ألف حاج إلى البقاع المقدسة في موسم الحج المنقضي. وسجل مطار الجزائر العاصمة 5 ملايين مسافر في 2014، وبين 9 آلاف و10 آلاف مسافر يوميا في الصيف الماضي، بينما يقدر العدد حاليا بـ6 آلاف مسافر يوميا.
إتفاقية شراكة مع موبيليس وكوندور
وقعت، أمس، شركة الخطوط الجوية الجزائرية اتفاقية شراكة مع متعامل الهاتف النقال «موبيليس»، ومجمع كوندور للصناعة الإلكترونية، تقضي بتزويد طياري المؤسسة وكافة طواقمها بهواتف ذكية وألواح إلكترونية.
وأكد مدير عام «موبيليس» سعد دامة، تزويد عمال الخطوط الجوية بخدمة الجيل الثالث بمعايير دولية، فيما نوّه عبد الرحمن بن حمادي مدير مجمع كوندور بالشراكة بين المؤسسات الوطنية.