طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تزور دواوير جبل اسطمبول بمعسكر

السكان ينتظـرون المشـاريع التّنمويـة

معسكر: أم الخير ــ س

يطالب سكان قرية القرايعية، الموالدة، الزماعشة والجبايلية بجبل اسطمبول، السلطات المحلية بالإلتفات نحو الظروف المزرية التي يعيشونها جراء غياب أبسط ضروريات الحياة الكريمة، بعد أن عاد هؤلاء إلى آراضيهم وبيوتهم التي هجروها خلال العشرية السوداء، فمن يزور المنطقة يفكر تلقائيا في قضاء بعض الوقت طلبا للراحة لكن الواقع عكس ما يجده الزائر، حيث لا يجد هؤلاء المواطنون البسطاء سوى التعبير عن إقصائهم من البرامج التنموية التي تحاول بث الحياة في المنطقة الجبلية، فمؤخرا تم الشروع في تعبيد الطريق الذي يربطهم بالجهة الأخرى.
«الشعب» زارت تلك القرى لتسليط الضوء على معاناتهم اليومية، وعادت مثقلة بهموم هؤلاء المواطنين البسطاء، الذين خيّروا في وقت مضى بين الموت على أيدي المجرمين أو مرغمين على الحياة تحت أسقف القصدير
وبين الإيواء لدى المقربين منهم في المدن، غير أنهم اليوم وبعد استتباب الأمن و عودة الاستقرار يطالبون بنصيبهم من البرامج التنموية التي استفادت منها باقي المناطق الريفية والجبلية في إطار تحسين الإطار المعيشي للمواطنين وتثبيت سكان الأرياف بأراضيهم، حيث تعاني هذه القرى التابعة لبلدية بوحنيفية وبلدية القيطنة من غياب أدنى الشروط الضرورية للحياة على غرار غياب المياه الصالحة للشرب، تدهور الطرقات والمسالك الرابطة بين القرى والبلدية، انعدام شبكة المياه القذرة وكذا غياب المرافق الحيوية المختلفة كالصحية منها.
وتشكو هذه القرى المنتشرة عبر سلسلة جبال اسطمبول، النقص الفادح للمياه الصالحة للشرب، حيث يقتني هؤلاء المياه الشروب على ظهر الدواب مسافات طويلة في شعاب السلسلة الجبلية من المنابع المعدنية، وقد تقرّر في وقت سابق إدراج عملية لربط القرى محل الموضوع بالمياه الصالحة للشرب، غير أن العملية توقّفت ولم يتم استكمال المشروع ولا مد قنوات المياه حسب حديث السكان، في حين لا علم للمصالح الوصية على القطاع بالعملية، حيث لا تزال معاناة السكان في شأن التزود بمياه الشرب قائمة، وتزداد سوءًا كلما حل فصل الصيف حين تجف المصادر الطبيعية لمياه الينابيع.
وتتوفّر قريتي الموالدة والزعامشة على عيادة طيبة، ويحصل سكان الدواوير القريبة منها على الخدمات الصحية مرة في الأسبوع حسب هؤلاء المواطنين، الذين كثيرا ما يلجؤون إلى العلاج الطبيعي بالأعشاب الطبية المتوفرة في غابات المنطقة بكثرة،
ويستعملون الطرق التقليدية في التوليد في الحالات الاستعجالية التي تستدعي التدخل الآني في حال لم تتوفر وسيلة نقل سريعة إلى مدينة بوحنيفية، كما يضطرون إلى دفع مبالغ مالية كبيرة في حال تم نقل مرضاهم إلى المؤسسات الاستشفائية.
سكان قرية القرايعية يطالبون بالبناء الرّيفي والإنارة
قرية القرايعية في أقصى الحدود الاقليمية لولاية معسكر مع سيدي بلعباس، يعيش سكانها أوضاع مزرية بسبب غياب شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي فضلا عن عدم تغطيتها كاملة بشبكة الكهرباء، وعيّنة من هؤلاء السكان الذين يتخبّطون في العطش والظلام، مواطنون عادوا للقرية بعد الاستقرار الأمني واستفادوا من إعانات ريفية، وإضافة إلى ذلك ينتظر 250 شخصا الإفراج عن الإعانات المالية وتسوية وضعيتهم حيال رخص البناء والحصول بسبب غياب عقود الملكية، كون الأوعية العقارية المتوفرة في قرية القرايعية موجودة في الشياع ولم يشملها مخطط مسح الأراضي، وبقي سكان القرية في وضع يتقاذفه المسؤولون على قطاع السكن والتهيئة العمرانية والجماعات المحلية، وفيما يسمح القانون بتسوية العقود دون اللجوء إلى مسح الأراضي حسب رد مدير التهيئة والعمران بمعسكر، فإن التجمع السكاني كان مبرمج للمسح في السنة الماضية، ولم تحصل هذه المصالح على موافقة المديرية الجهوية لمسح الأراضي لمباشرة العملية وإدراج الموقع في مخطط السنة الجارية. ولوضع حد للمشكل، ذكر مدير الوكالة العقارية بمعسكر في شأن هؤلاء السكان المستفيدين من إعانات مالية على الورق، أن المشكل يمكن تسويته بشرط موافقة لجنة الدائرة تحت تحفظ تسوية العقود، وبين أخذ ورد المسؤولين المحليين يخشى هؤلاء المواطنين أن يطول انتظار الإفراج عن الإعانات الريفية، وعدم تمكّنهم من شغل سكناتهم الريفية خلال السنة الحالية ممّا يجعلهم مضطرين إلى البقاء في الأكواخ الهشة التي يقطنون بها.
يذكر أن مدير الطاقة والمناجم لولاية معسكر، أكد أن القرى والتجمعات السكنية الواقعة بالأرياف مبرمجة للربط بشبكة الكهرباء الريفية، موضحا أن 185 دوار سيشمله المخطط الذي رصد له مبلغ ٧ ، ٢ مليار دينار، لتغطية 5900 منزل بالكهرباء منها البيوت الواقعة في قرية القرايعية ببوحنيفية، في حين سيبقى حسب المسؤول حوالي 300 تجمع ريفي بالمناطق المنعزلة دون كهرباء إلى حين توفر الرخص المالية اللازمة لأي برنامج تنموي مماثل.