طباعة هذه الصفحة

اللواء بوسيس مختتما ورشة الضباط السامين «سويرمو 2015»

الجزائر تناضل من أجل السلم واحترام حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة

آسيا مني

 

التحديات الأمنية والتهديدات تفرض تطبيق القانون الدولي الإنساني

أسدل الستار، أمس الأول، على فعاليات الطبعة التاسعة لورشة الضباط السامين «سويرمو 2015»، بعد أسبوع من تبادل الخبرات والدروس حول القوانين الدولية المسيرة للعمليات العسكرية الأولى، تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهادفة إلى ترقية قانون الحرب وتدعيم واحترام الالتزامات القانونية للقوات المسلحة عند إدارة المعركة.
شهدت مراسم الاختتام التي احتضنتها المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهدنس «باجي مختار»، بالرويبة، تقديم شهادات تقديرية للضباط السامين المشاركين في أشغال هذه الطبعة والتي شهدت مشاركة 87 ضابطا وضابطا ساميا يمثلون 64 دولة و04 منظمات دولية، بينهما حلف الشمال الأطلسي «الناتو».
في كلمته الاختتامية، نيابة عن الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أبرز اللواء بوسيس، مدير الشؤون القانونية والمنازعات، مساهمة الجزائر في هذه المهمة النبيلة التي تقودها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وذلك لتمسكها الشديد بالقيم الإنسانية واحترام الكرامة الإنسانية، باعتبار أن الجزائر التي تناضل من أجل السلم والوئام عبر العالم كانت دوما طرفا فعالا في القانون الدولي الإنساني.
وقد مكنت هذه الدورة، بحسب اللواء بوسيس، المشاركين من استيعاب شامل لمسائل القانون الدولي الراهن مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إدماج الاعتبارات القانونية في الممارسات العملياتية، بتبادل التجارب في المجال ودمج اعتبارات القانون الإنساني في الممارسات العملياتية وترقية قانون الحرب وتدعيم احترام الالتزامات القانونية للقوات المسلحة أثناء الصراعات.
وأثنى بوسيس على أهمية هذه الورشة التي نظمت، لأول مرة، في دولة عربية، والثانية على المستوى الإفريقي، على الدور المحوري لهذه الورشة التي جمعت ضباطا من مختلف جيوش العالم في تفعيل وترقية قانون النزاعات المسلحة وتشجيع احترام الالتزامات الشرعية للقوات المسلحة أثناء إدارة الأعمال القتالية، كما توفر إطار مناسبا لتبادل الخبرات والدروس المستقاة في هذا المجال.
وفي آخر مداخلته، أعرب اللواء بوسيس، عن أمله في أن تكون الطبعة التاسعة لسويرمو، التي احتضنتها الجزائر، لبنة إضافية في النضال القائم على احترام القيم الإنسانية، متوجها بالشكر لكل الأساتذة على مساهمتهم الفعالة في إثراء هذه التظاهرة وكذا المشاركين على انخراطهم التام في أشغال «سويرمو 2015» التي سلطت الضوء على عدد من المسائل الهامة التي تدعم لا محالة قانون الحرب بالنسبة للقوات المسلحة.
ممثل الصليب الأحمر بالجزائر: أشغال الدورة تتوج بنجاح
من جهته أثنى إيمار ياكوف أشكار، ممثل الصليب الأحمر بالجزائر، خلال مداخلته عقب اختتام فعاليات الطبعة التاسعة لورشة الضباط السامين «سويرمو 2015»، عن المجهودات المبذولة من طرف الجزائر في إنجاح هذه الورشة التي مكنت المشاركين من استيعاب شامل للمسائل القانونية الدولية الراهنة.
وقد كانت الورشة الهادفة، بحسبه، إلى ترقية قانون النزاعات المسلحة وتشجيع احترام الالتزامات الشرعية للقوات المسلحة أثناء إدارة العمليات القتالية، المنظمة على مدار 7 أيام، إطارا مناسبا لتبادل الخبرات والدروس المستقاة في هذا المجال بين جيوش العالم، خاصة وأن طبيعة النزاعات المسلحة المعاصرة معقدة، حيث تفرض تحديات حيال تطبيق القانون الدولي الإنساني، سواء كان للعمل الإنساني أو للعسكريين وهذه النزاعات لديها نتائج إنسانية وخيمة خاصة على المدنيين.
وأبرز ايمار ياكوف، أن ورشة «سويرمو»، تأتي للتذكير بضرورة الأخذ بعين الاعتبار بقواعد القانون الدولي الإنساني خلال التخطيط وسير العمليات العسكرية، سواء كانت مهمة قتال أو مهمة حفظ الأمن والسهر على أن تكون جزءاً من التشريع العسكري، التعليم، التدريب واستعمال الوسائل وكذا أنظمة الجزاء بهدف تشجيع احترام القانون في كافة مراحل العمليات العسكرية.
مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إدماج الاعتبارات القانونية في الممارسات العملياتية، حيث كانت هذه الدورة سانحة لإيقاظ الضمير الإنساني، بالاحترام الصارم لقانون الحرب وحماية من لا يقاتلون أو الذين توقفوا عن القتال، واحترام الكرامة الإنسانية وحماية الإرث الثقافي العالمي.
 كما أن هذه الورشة حول القوانين الدولية المسيرة للعمليات العسكرية، يضيف رئيس الوفد بالجزائر قائلا، تعد موعدا سنويا هاما يجمع ضباطا من مختلف جيوش العالم لمدة أسبوع، من أجل التشاور ومناقشة جملة من المسائل المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.