انتهت عملية محاصرة الإرهابيين التي شنتها قوات الأمن الفرنسية، فجر أمس الأربعاء، بشقة بحي سان دوني الشعبي، شمال باريس، بمقتل اثنين علی الأقل (امرأة ورجل)، واعتقال سبعة أشخاص لا يزالوا قيد التحقيق، فضلا عن إصابة خمسة أفراد من شرطة النخبة الفرنسية. المداهمة جاءت في سياق عملية تفتيش واسعة بحثا عن عبد الحميد بن عمار، العقل المدبر لاعتداءات باريس الجمعة المنصرمة، حسب ما أفادت به الشرطة الفرنسية التي أودت بحياة 129 قتيل و350 جريح.
عملية المداهمة التي جرت باحترافية ودقة عالية شارك فيها 110 شرطي بين عناصر النخبة الوطنية والشرطة القضائية التابعة للضاحية الحادية عشر. هذا وكشفت النيابة الفرنسية أن من بين المشتبه بهم امرأة شابة 26 سنة فجرت نفسها بحزام ناسف مع بداية عملية المداهمة حوالي الخامسة صباحا وهي سابقة في فرنسا، بعد أن فشلت في تضليل عناصر الأمن للمجيء نحوها طلبا للنجدة إلى جانب مقتل مشتبه به آخر كان برفقتها متحصن داخل الشقة قتل بطلقات رصاص قناص محددة.
قوات الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص آخرين عند مغادرتهم الشقة في الصباح إلى جانب توقيف شاب في الثلاثين من العمر من أصول مغربية يدعی ماجد مالك، له سوابق عدلية، حيث صدر في حقه حكم سنة 2008 لتورطه في عملية قتل وصديقته حياة، اللذان اعترفا قبل توقيفهما أمام وسائل الإعلام علی المباشر، أنهما بريئان، وقد استأجرا الشقة خدمة لصديق طلب منهما ذلك لإيواء أصدقاء جاؤوا من بلجيكا لبضعة أيام.
عقد الرئيس فرانسو هولاند اجتماعا طارئا وعرض قانون جديد لتمديد حالة الطوارئ اليوم للمصادقة عليه بالبرلمان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وبعد الهجوم الإرهابي مباشرة دعا الى اجتماع طارئ شارك فيه كل من وزير الداخلية وزير العدل ووزير الخارجية والدفاع معلنا أن الضربات التي استهدفت فرنسا هي إعلانا للحرب وعليها مواجهة الإرهاب والتصدي له، مؤكدا علی ضرورة حماية الفرنسيين والمقيمين هنا. وبعدها مباشرة أشرف هولاند علی اجتماع رؤساء بلديات فرنسا، أين دعا الرؤساء المنتخبين لضرورة تعزيز القوات الأمنية عبر كامل بلديات الوطن وتشديد إجراءات التفتيش كامل الإدارات والفضاءات العامة، مؤكدا أن “الإرهاب استهدف جميع الفرنسيين بكل الأعراق، الألوان والأديان هدفه تفرقة الشمل وبث الخوف بيننا” وعليه من واجبنا أن نتصدى له محيا رئيس بلدية سان دوني نيابة عن مواطنيه، لتحليهم بأصول الشجاعة ورشاقة التصرف خلال الهجوم الأمني الذي استهدف محاصرة شقة الإرهابيين وسط الحي الذي يبعد عن ملعب فرنسا الذي استهدفه الإرهاب الجمعة الماضي بحوالي كيلومترين.
الرئيس الفرنسي استبعد في خطابه أمام رؤساء البلديات أن تغلق الأبواب أمام 30 ألف لاجىء سوري تستقبلهم فرنسا خلال العامين المقبلين جراء الأحداث الأخيرة. الخوف والهلع يهددان سكينة سكان باريس مظاهر الخوف والهلع بادية بشكل ملموس بشوارع باريس وحي سان دوني تحديدا، شوارع ومحطات مسافرين خالية يتجنبها المواطنون خوفا من عمليات إرهابية محتملة بالأماكن العامة فضلا عن تواجد زحمة كبيرة بكل الطرق المؤدية لباريس وضواحيها كما تقول موظفة بباريس «منذ حدوث الهجوم الإرهابي يوم الجمعة أصبحت اتجنب ركوب القطار خوفا علی حياتي وحياة عائلتي، والأحسن أن نتنقل بالسيارة في الوقت الراهن بالرغم من صعوبة السير”، التخوف من وقوع اعتداءات جديدة هي طريقة أخری تصنع القلق والخوف في نفوس الفرنسيين علی خلفية الشائعات الباطلة لانفجارات متفرقة هنا وهناك. يحدث هذا في وقت يخشى مسلمو فرنسا أن يؤدي هذا الوضع إلی استهدافهم علی غرار المرات الفائتة، بالرغم أن ضحايا الاعتداءات الإرهابية راح ضحيتها شباب، طلاب، عمال، إطارات، وفنانيين من أصول وألوان وانتماءات دينية متفرقة هذا وأكد النائب العام بالعاصمة الفرنسية باريس “فرانسوا مولان” أنه لم تحدد هوية إلا إرهابيين متواجدين في الشقة لصعوبة التحقق من طرف الشرطة التقنية العلمية وسط ظروف اهتراء شبه كلي لجدران الشقة التي كان تقيم بها الجماعة الإرهابية.
وسيعرض اليوم الخميس قانون تمديد حالة الطوارئ إلی ثلاثة أشهر في الحالات الاستثنائية، للمصادقة عليه أمام البرلمان، حفاظا علی أمن واستقرار فرنسا بطلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في أول ردة فعل له بعد الاعتداء الإرهابي الذي مس باريس الجمعة الفارط.—