تتواصل بولاية سيدي بلعباس، فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية الذي يدخل يومه الرابع على التوالي بإقامة عديد الأنشطة والبرامج، التي تهدف أساسا إلى ترقية المقاولاتية وتوسيع مجالات الاستثمار، من خلال زرع ثقافة المقاولاتية لدى الأوساط الشبانية وترقيتها خاصة لدى فئة الطلبة الجامعيين ومتربصي التكوين المهني لتحفيزهم على خلق فكر مقاولاتي خالص، يركز أساسا على انتهاج سبل الاعتماد على النفس والابتعاد عن الفكر الإتكالي، للتحول من طالب عمل إلى صاحب العمل في ظل توفر أجهزة دعم وتشغيل الشباب بمختلف أنواعها وأنماطها.
الأسبوع هذا ـ الذي يستمر إلى غاية 22 من الشهر الجاري ـ عرف إشراك عدة هيئات على غرار جامعة الجيلالي اليابس، قطاع التكوين المهني ومختلف أجهزة دعم التشغيل، والتي لعبت دورا هاما في إنجاح هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة، فبمركز التسهيل كان الشباب على موعد يوم أمس الأربعاء مع عدد من حاملي المشاريع الناجحة، الذين نقلوا وبروح تحفيزية جد عالية تجاربهم وخبراتهم للطلبة والمتربصين لولوج عالم المؤسسة المصغرة والإنتاج الذاتي، كما تم أيضا إبراز دور الوصايا في مرافقة المرأة من خلال التركيز على المقاولة النسوية بعرض تجارب ناجحة لنساء خضن التجربة وفرضن أنفسهن في نسيج المقاولة بعد أن تحدين كل العراقيل والصعوبات، وفي هذا السياق أكدت السيدة وسيلة بن زرافة مديرة مركز التسهيل أن هذا الأخير يضع ضمن أولوياته مرافقة كل شاب حامل لفكرة أو لديه خبرة في مجال ما ومساعدته على إنشاء مؤسسته مع تفادي الموت المبكر لها من خلال وضعه في علاقة مع مخابر البحث، استفادته من برامج تكوين وإعداد مخططات الأعمال.
وسيستفيد المشاركون، اليوم الخميس، من زيارة ميدانية لاحدى المشاتل الخاصة بهدف التعرف على تجربتها الرائدة والمتفردة في مجال صناعة الطحالب التي تدخل في صناعة تغذية الأنعام، كما ستخصص الفترة المسائية لإلقاء محاضرة حول أهمية التمكن والتمكين التطبيقي بكلية التكنولوجيا، على أن تستمر الأنشطة الخاصة بالتظاهرة بإقامة مائدة مستديرة يوم السبت لمناقشة موضوع التمويل المالي للمؤسسات من تنشيط الدكتور قوميري مراد بمشاركة المدير الجهوي لصندوق ضمان القروض ومدير الصندوق الاستثماري الولائي، وتختتم التظاهرة من معهد التكوين والتعليم المهنيين سنحضري عبد الحفيظ بتقديم عرض شامل لأجهزة الدعم والمرافقة ورفع جملة من التوصيات لحاملي المشاريع مع تقديم شهادات للوفد المشارك.
يذكر أن التظاهرة ومنذ إعطاء إشارة انطلاقها بدار الثقافة كاتب ياسين شهدت تجاوبا كبيرا من قبل الشباب، الذي أبدى حماسا غير مسبوق في اكتشاف عالم المقاولاتية والاستثمار من خلال إقباله على الأبواب المفتوحة التي نظمت بالمناسبة وإهتمامه بالدورات التكوينية والورشات وحتى المداخلات المتعلقة بالنظام الهيكلي لإنشاء المقاولات، وهو ما يعكس نمو الوعي لدى الفئات الشبانية خاصة حاملي الشهادات في التوجه إلى المقاولة باعتبارها الحل الأنجع في ولوج عالم الشغل وخلق حيز مستدام داخله.