قدّم المنتخب الوطني لكرة القدم أفضل مستوياته بعد أن سحق، أول أمس، نظيره التانزاني بسباعية كاملة تحت قيادة الفرنسي كريستيان غوركوف الذي وضع نفسه في موقع قوة بعد الانتقادات التي طالته مؤخرا.
الملاحظ خلال مواجهة «الخضر» وتانزانيا هو تراجع غوركوف عن خياراته التكتيكية و قناعاته التي غالبا ما تمسك بها كاللعب بطريقة 4-4-2 مما أثر سلبا على المستوى الفني للاعبين.
والنقطة الأخرى التي تستحق التنويه هو عدم قيام غوركوف بتغيير الفريق الذي فاز به في تانزانيا فقام بإشراك نفس العناصر التي قلبت النتيجة في الشوط الثاني وكان بإمكانها إنهاء مواجهة الذهاب بانتصار.
من بين القناعات التي بقيت راسخة في ذهن غوركوف هو إشراك براهيمي كمهاجم ثان رفقة سليماني مما أثر سلبا على مستوى اللاعبان اللذان لا يحسنان التواجد معا في منطقة العمليات.
ووجد لاعبو المنتخب راحتهم كثيرا بعد التغييرات التي قام بها غوركوف من خلال العودة إلى خطة 4-3-3 التي تعود عليها اللاعبون خلال الفترة الماضية التي حققوا فيها نتائج مميزة في المونديال .
غزارة تهديفية وأمان دفاعي
من ايجابيات الخطة التي اعتمد عليها غوركوف هو الغزارة التهديفية حيث كان معدل الأهداف المسجلة مرتفعا خاصة إذا كان اللاعبون المعتمد عليهم يمتازون بامكانيات فنية و تقنية كبيرة .
وكان يجب استغلال هذه الإمكانيات التي يمتاز بها اللاعبون لتحقيق النتائج الايجابية خلال المباريات لكن تغيير الخطة بعد مجيء غوركوف أثر سلبا على مستواهم و أدى لتراجع المستوى الفني للمنتخب.
الناحية الدفاعية هي الأخرى عرفت تأثرا ايجابيا بعد تراجع غوركوف عن قناعاته من خلال رفض إشراك لاعب ارتكاز دفاعي خلال الفترة الماضية وهو ما جعل محور الدفاع يفقد توازنه.
وأدت عودة غوركوف لإشراك مجاني كلاعب ارتكاز متقدم عن ثنائي الدفاع لاستعادة هذا الأخير توازنه و قوته كما انه منح الأمان للخطوط الأخرى بفضل تمركزه الجيد في الوسط و استغلال حسن ارتقائه في الكرات العالية .
عودة الثقة في انتظار المزيد
ومنح الانتصار المحقق للمنتخب الثقة كما أنها أعادت حبل الوصال مع الأنصار بعد أن انقطع خلال الفترة الماضية بسبب الأداء الباهت الذي ظهر به زملاء براهيمي أمام السنغال وغينيا و قبلها أمام ليزوتو في تصفيات «كان» 2017.
وستساهم عودة الدفء في العلاقة بين الأنصار و اللاعبين إلى عودة الثقة للمنتخب و هو ما يرجوه الجميع خاصة أن التحضير لتصفيات كأس العالم يجب أن يسود في ظروف و أجواء هادئة لبلوغ الهدف المنتظر.