وقفت “الشعب”، أمس، رفقة مجموعة من وسائل الإعلام المكتوبة، والسمعية البصرية بالمعهد الوطني للشرطة الجنائية بالسحاولة، على مختلف المؤهلات الموضوعة تحت تصرف مصالحها المكلفة بحماية الأشخاص والممتلكات. توفر وسائل متطورة في مجال البحث، التحقيق والخبرة سمح لهم وبكل فعالية الاضطلاع بمهمة الشرطة القضائية، خاصة ما تعلق منها بمواجهة تصاعد الإجرام العابر للأوطان والجريمة المنظمة. وترجمت في الوقت ذاته مستوى الاحترافية التي تتميز به الشرطة الجزائرية التي أصبحت تتحكم في تدخلاتها من خلال استخدامها للتقنيات الحديثة، خاصة في مجال الشرطة العلمية ومختلف المجالات الأخرى التي أبرزت تحكمها في محاربة المتاجرة غير الشرعية للمخدرات، وكيفية تحديد هوية جثة من خلال استغلال الأدلة الرقمية والإعلام الآلي.
أشرف على الزيارة الإعلامية “حول التكوين التخصصي بالأمن الوطني للشرطة الجنائية بالسحاولة” التي تدخل في إطار مواصلة المديرية العامة للأمن الوطني لبرامجها التوعوية والجوارية الموجهة نحو كافة شرائح المجتمع، مدير المعهد الوطني للشرطة الجنائية، عميد أول للشرطة، عبد القادر شريطية وعدد من الضباط المتخصصين في الشرطة القضائية والمكونين والمدربين المتخصصين في المجال.
وأعطى المدير في بداية الزيارة نبذة تاريخية عن معهد الشرطة الجنائية بالسحاولة وتطوره، كما أبرز الأهمية البالغة التي يحتلها هذا الصرح التكويني في مجال التكوين والتدريب وإعداد المورد البشري المؤهل في مجال التحقيق والتحري والشرطة العلمية والتقنية بمختلف فروعها، ليبرز بعدها طبيعة التكوين المتوفر في المعهد، حيث أوضح شريطية، أنه يتمثل في تجسيد مخططات التكوين المعدة من طرف المديرية العامة للأمن الوطني لاسيما التكوين المتواصل المتخصص لفائدة مختلف المديريات والمصالح الشرطية، تكوين سلك مفتشي الشرطة لنيل صفة ضابط الشرطة القضائية، تكوين تقني مسرح الجريمة والتكوين في إطار التعاون الدولي حيث يسمح التكوين بالمعهد للشرطة الجنائية بتدعيم مصالح الشرطة القضائية في الميدان من حيث الاحتياجات البشرية في مكافحة الجريمة وتأهيل قوات الشرطة للتحكم في تسيير مسرح الجريمة.
كما ساهم المعهد الوطني للشرطة الجنائية، بحسب شروحات شريطية، منذ سنة 2014، إلى يومنا هذا، في تكوين 152 إطار شرطة من الدول الشقيقة، لا سيما تونس، فلسطين، ليبيا، أوغندا، السودان، النيجر، البنين وكينيا. وساهمت الشرطة الجزائرية في تكوين إطارات بعض البلدان الشقيقة في مختلف المجالات منها: تونس، فلسطين، ليبيا، السودان، أوغندا، البنين وكينيا.
وقد بلغ، بحسب شريطية، دائما عدد الدورات التكوينية الخاصة بالتكوين المتواصل المتخصص 179 دورة بين سنوات 1999- 2015 بعدد مستفيدين من التكوين قدر بـ 10118 وتم الإشراف على 18 دورة تكوينية بين سنوات 2005-2015 ، خصّت تأهيل مفتشي الشرطة لنيل صفة ضباط الشرطة القضائية حيث استفاد من هذا التكوين 1278 إطارواستفاد من التكوين 345 تقني مسرح الجريمة، وذلك خلال ١١ دورة تكوينية بين سنوات 2012-2015 وبلغت عدد الدورات التكوينية الخاصة بالتعاون الدولي 145 دورة، استفاد منها 4063 مشاركا، ابتداء من سنة 2002 شاركت فيها كل من فرنسا، أمريكا، إيران وإسبانيا.
واستفادت المصالح النشطة، بحسب توضيحات، مدير المعهد من الدورات التكوينية التي جرت بالمعهد، فقد قدرت بالنسبة لتأهيل ضباط الشرطة القضائية بـ 8.7 بالمائة، أما فيما يخّص تقنيي مسرح الجريمة، قدرت نسبة الاستفادة بـ 2.18٪ في حين وصلت نسبة التعاون الدولي إلى 25.71٪.
وقال مدير المعهد أن التدريب والتعليم هما أساس العملية التطويرية لأي مجتمع من المجتمعات وأن جهاز الأمن الوطني لا يألوا جهدا في تطوير قدرات المنتسبين وإفادتهم بالمهارات والتدريب والتأهيل العام بالإضافة إلى التدريب التخصصي وصولا إلى استثمار طاقات العاملين في التعليم وخاصة العالي منها، مضيفا أن إنجازات المعهد تعد وجها من وجوه العصرنة التي تضيفها المديرية العامة للأمن الوطني لمختلف وحداتها وهياكلها التكوينية.
وأوضح شريطية أن المعهد الوطني للشرطة الجنائية مؤسسة تكوينية تعمل تحت وصاية مديرية التعليم والمدارس، يمتد على مساحة تقدر بـ11ألف متر مربع منها 2500 مبنية، يتكفل بتسيير ومتابعة الدورات التكوينية الخاصة بالتكوين المتواصل المتخصص، تأهيل مفتشي الشرطة لنيل ضابط الشرطة القضائية، تكوين تقني مسرح الجريمة، التكوين في إطار التعاون الدولي.
قاعة محاضرات أ بسعة 121 مقعد، قاعة محاضرات بقدرة استيعاب 50 مقعد، 6 قاعات للدروس بقدرة استيعاب 25 مقعد، مكتبة، مسرح الجريمة، قاعة رياضة، مرقد بقدرة استيعاب 130 سرير، مطعم، عيادة، نادي.
وخصّص لهذه المناسبة معرض أشرف عليه إطارات المعهد، تطرق من خلاله إلى سلسلة البرامج والنشاطات التكوينية المتخصصة التي يستفيد منها موظفو الشرطة، كما تم تخصيص جناح أخر استعرض فيه مختلف الوسائل العلمية والتكنولوجية المستخدمة أثناء التحقيق في القضايا الجنائية المختلفة، مدعمة بإحصائيات دقيقة وتمثيليات بيانية عن مختلف القضايا التي تم فك ألغازها خلال السنة الجارية، كما تعرف الصحافيون على مسرح الجريمة وأساليب التعرف على المتهم في مختلف الجرائم.