الاقتصاد الأخضر مولد الثروة الدائمة
هم شباب يحملون أفكارا لتجسيد مفهوم الاقتصاد الأخضر على أرض الواقع وذلك بجمع النفايات وإعادة رسكلتها على غرار بعض الجمعيات المقدر عددها اثنى عشرة جمعية، تنشط في نفس المجال وتسعى للحفاظ على البيئة من خلال الحملات التحسيسية والقيام بخرجات ميدانية لجمع النفايات وإعادة رسكلتها.
ما أبدعته أنامل شباب هذه الجمعيات البيئية على غرار جمعية «عائشة أم المؤمنين» بالأغواط، «نبض الحياة» بعين الدفلى، وجمعية «أرض لحماية البيئة» يستحق حقا التحفيز والتشجيع من قبل السلطات المعنية، حيث لقت التظاهرة التي نظمتها بالمركز الثقافي مصطفى كاتب بشارع ديدوش مراد بالعاصمة وتحمل شعار»نحمي محيطنا برسكلة نفاياتنا» التي انطلقت يوم الجمعة المنصرم وتستمر لغاية الخميس القادم إقبالا كبيرا من طرف الزوار المولعين بهذا النوع من النشاط .
حاويات تساعد على الفرز والرسكلة
أكد «رشيد سماتيا» عضو في جمعية نبض الشباب بعين الدفلى قائلا لـ»الشعب»: منذ أن تأسست جمعيتنا سنة 2013 وهي تنشط في مجال الحفاظ على البيئة على مستوى عين الدفلى وذلك بالتحسيس بخطورة الثلوث بإلقاء النفايات بطريقة عشوائية مؤكدا أن الثلوث البيئي أضحى حاليا قضية تعرف نقاشا كبيرا على المستوى العالمي و»بروتوكول بال» الدولي تنص بنوده على لحماية البيئة من الثلوث الذي أضحى يهدد العالم بأسره وتنوعه الإيكولوجي. وقال رشيد سماتيا بأن الجمعية استغلت فرصة تنظيم التظاهرة بالمركز الثقافي مصطفى كاتب حيث عرضت نموذج لحاويات يساعد على فرز النفايات كل على حدا كالورق، البلاستيك الزجاج والنفايات الأخرى.
وأضاف رشيد سماتيا بأن حملاتهم التحسيسية تركز على العائلة، وذلك بنشر الثقافة البيئية لدى أفرادها خاصة الأم، حيث اعتاد أعضاؤها ومن خلال خرجاتهم الميدانية تلقين الأمهات الطريقة المثلى لرمي النفايات وذلك بتخصيص حاويات منفصلة، واحدة للبلاستيك والثانية للزجاج والثالثة للورق والأخيرة للقمامة عامة، وبهذه الكيفية وفقط ذكر مسؤول -جمعية نبض الشباب -نتمكن من وضع كل نوع من النفايات في إطاره المحدد وهو ما يسمح بنقلها من طرف شاحنات جمع النفايات التابعة لوزارة البيئة ..
وأكد رشيد سماتيا أن نشاطهم يركز أيضا على التحسيس بخطورة نفايات المستشفيات على صحة السكان، مؤكدا في سياق حديثة أنه يقتضي نقلها من طرف عمال نظافة يتم الترخيص لهم بذلك، إذ يجب نقلها من مواقع جمعها مرتين في الأسبوع على الأقل وتنظيف أماكن وضعها بعد كل نقل.
تحف من نفايات ..
تكاد تجزم بأن ما تم عرضه من تحف صغيرة بالمركز الثقافي مصطفى كاتب بشارع ديدوش مراد بالعاصمة ليس مصدره نفايات بل مادة أولية مخصصة لهذا الغرض وفي هذا الصدد كشفت «خديجة جبار»، عضوة في جمعية عائشة أم المؤمنين بالأغواط أن الجمعية التي تنشط في الميدان منذ 1998 تركز على إعادة رسكلة النفايات حيث يتم استغلالها والاستفادة منها في صنع تحف جميلة ....كدلاء الزيت التي تحول إلى إكليل من الإزهار، و»الخيشة» التي تجزأ ويصنع منها أكياس، توضع فيها الأعشاب للحفاظ على نكهتها ومنافعها الصحية ..والخشب الذي يلقى به في حاوية النفايات، يتم استرجاعه لصنع إطار المرايا وغيرها من اللوحات الفنية ....وكلها تحف تم عرضها في الجناح المخصص للجمعية بالمركز الثقافي....
من جهته أشاد قادة دحمان ممثل «جمعية أرض لحماية البيئة» ببجاية بمثل هذه المبادرات التي تنظم لفائدة الشباب من حين لأخر والتي تسمح لهم بعرض أفكارهم وإيصال رسالة مفادها أنه بإمكاننا الاستفادة من أي نوع من النفايات، باسترجاعها واستغلالها في أشياء مفيدة ...والأهم في كل هذا على حد قوله أن العملية تفيد الاقتصاد الوطني، فبجمعها وفرزها وإعادة رسكلتها يعاد بيعها في السوق كمادة أولية ....وأكد قادة دحمان أنه بهدف التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة، تم إشراك فريق من الغطاسين لاستخراج النفايات من أعماق البحر قصد تنقيته، نظرا لغياب الحس المدني لدى بعض الصيادين والمواطنيين على حد سواء الذين يلقون بمختلف النفايات في قاع البحر، كما أننا نقوم بخرجات بيداغوجة نحو المدارس للتوعوية والتحسيس بمخاطر مواد النفايات التي ترمى في الطبيعة بطريقة عشوائية والتي تؤدي إلى التلوث.