شكل النقاش الذي تلا، أمس، الندوة الفكرية التي احتضنها منتدى جريدة ‘’الشعب’’، بمناسبة الذكرى الـ27 للإعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة، من الجزائر يوم 15 نوفمبر 1988، فرصة للإشادة بوحدة الشعب الفلسطيني الأبي وبنضاله الفذ ومقاومته الشعبية المستمرة، في وجه الكيان الصهيوني المدجج بالأسلحة وبالكراهية لأمة تظل صامدة مدافعة عن أرضها وعن مصيرها وحريتها.
اعتبر السفير الفلسطيني بالجزائر، د.لؤى سعيد، أمس، «أن الهبة الشعبية التي تشهدها حاليا أرض فلسطين، وانتفاضة الشباب والنساء والأطفال، ما هي سوى أداة صراع ضد الكيان الصهيوني، وترجمة لإرادة قوية تعكس الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، بالرغم من اختلاف فصائله».
وقال السفير الفلسطيني في رده على بعض أسئلة الحضور، خلال النقاش الذي أعقب الندوة، أن الشباب المنتفض حاليا في القدس المحتلة وفي غزة المحاصرة وفي كل شبر من فلسطين، مشبع بإيديولوجية فلسطين، مؤكدا أن الهبة الشعبية تدافع اليوم وبأمانة عن الأمة العربية وعن إنسانيتها كافة».
وأضاف د.لؤى مخاطبا العرب كافة «اتركونا نصبر على آلية صراعنا مع الكيان الصهيوني، نترك لكم حرية قراءة التاريخ والتحدث عنه» معاتبا من يقول منهم أن «فلسطين قضية مستعجلة»، مشددا بالمقابل، أنها قضية جوهرية ومحورية في استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها».
وأكد السفير أن الفلسطينيين يملكون اليوم، نظرة دقيقة وتصورا واضحا ليومهم وأمسهم ومستقبلهم، وإنهم مواصلون للصراع بكل وحدة شعبية، نافيا أن يكونوا ورقة في يد أية جهة، بل الفلسطينيون هم ورقة للأمة العربية جمعاء».
وذكر السفير الفلسطيني، من منبر منتدى «الشعب»، أن مقاومة الشعب الفلسطيني هي معركة وجود، لا معركة حدود، كما هو الشأن بالنسبة للنزاعات الدائرة في الشرق الأوسط، مضيفا أن الشعب الفلسطيني متمسك أكثر من ذي قبل بمطالبه الشرعية، التي تدور حور رفع الحصار عن غزة وعن المسجد الأقصى، ورفضه العودة للمفاوضات بشكلها القديم، ومعاقبة المجتمع الدولي إسرائيل على جرائمها.