أبرز السفير الفلسطيني عيسى لؤي، خلال ندوة النقاش بمنتدى جريدة «الشعب»، بمناسبة الذكرى 27 لإقامة دولة فلسطين من الجزائر يوم 15 نوفمبر 1988، أنه لا يوجد حل في منطقة الشرق الأوسط وللصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، إلا بعودة فلسطين على الخريطة، مشددا «لا نقبل إلا بحل فلسطيني يحقق هذا الهدف الأخير».
ولم يتوقف طيلة الندوة بالتذكير في كل مرة بدور الجزائر، التي تركت بصماتها تاريخيا على مكونات فلسطين وعلى ثورتها وعلى شعبها، لدرجة أنه قال «إننا فلسطينيون لا نستطيع أن نخرج من جلدنا الجزائري، الذي أكسبنا بما نقل لنا من الثورة الجزائرية العظيمة، التي خرجت بمجموعة من المقومات الفكرية والسياسية وحتى الاجتماعية».
ومن خلال حديثه، أفاد أن الثورة الفلسطينية التي عبرت عنها الجزائر تاريخيا عبر كافة المراحل، قد قدمت مجموعة كبيرة من المعادلات مختلفة من 1954، وركز على معادلتين أساسيتين يمكن وضعهما كأرضية، الأولى وهي أن الجزائر لا يكتمل استقلالها إلا باستقلال فلسطين، هذه المعادلة التي توضح طبيعة المعركة وطبيعة الصراع في هذا العالم، عندما تربط الجزائر استقلالها باستقلال فلسطين يعني أننا شخصنا طبيعة العالم والمعايير وقضاياه.
في هذه النقطة، أضاف السفير أن الجزائر لم تكن تتكلم عاطفيا عن هذه الحالة، وإنما تشخيص حقيقي لهذا العالم، الذي ما يزال مستمرا لغاية اليوم على نفس هذه القاعدة التي تتبدل مفرداتها ولا تختلف أهدافها، والمعادلة الثانية و»هي نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وبهاتين المعادلتين دخلنا في الحالة الدبلوماسية والسياسية للقرار المستقل».
وأضاف أن فلسطين عندما تستهدف من أجل أغراض استعمارية، هي مجرد الإلهاء عن قضايا، وكانت دائما بؤرة صراع، مبرزا أن الفلسطينيين عبر التاريخ لم يتقاعسوا عن الدفاع عن قضيتهم التي كانوا ينظرون إليها على أنها حالة متكاملة، مشيرا إلى أن انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 كان على خطى الثورة الجزائرية وبالفهم الجزائري كحركة تحرر بتحديد عدو مركزي وهو العدو الصهيوني وليس اليهود، وبالتالي تم تشخيص الحالة الفلسطينية بأدوات جزائرية.
واعتبر المتحدث أن ضمن هذه الحالة، كانت الآليات العسكرية شكل من أشكال العمل السياسي، «وقد نجحنا في المؤتمرات التي قادتها الجزائر»، مشيرا إلى أن الفضل يعود إلى الرئيس الراحل هواري بومدين الذي انتزع انتزاعا «من العرب» أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.
ومن جانب آخر واجهت فلسطين إشكالية كيفية مخاطبة العالم بلغته، بشأن القضية الفلسطينية، في ظل وضع متميز بتفتيت الدول العربية، لافتا إلى أن بلاده فقدت خيرة أبنائها من المقاتلين الدبلوماسيين، الذين تعرضوا لتصفية جسدية في دول دون حماية أمنية.
وقد وجدت فلسطين الحماية والحل من طرف الجزائر سنة 1974 التي أتاحت لها إطلالة سياسية وإستراتيجية على العالم، للتعبير عن القضية «أننا دعاة سلام واستقرار»، حيث قال «عملنا على التوافق بين الحالة العسكرية والحالة السياسية، لافتا إلى أن التفاوض صراع كذلك».
ورد السفير الفلسطيني عن التهم الموجهة للفلسطينيين «بالخيانة لقضيتهم»، قال السفير الفلسطيني، أنهم يرافقون الدعاية الأخرى الصهيونية، معترفا أنه في حياة الفلسطينيين في خضم الصراع كان هناك صعود وهبوط، لكننا واجهنا حالات مختلفة من عدم الاستقرار في الدول المجاورة على غرار الأردن، ليؤكد مجددا على الدور التاريخي الذي لعبته الجزائر مع كافة القيادات الفلسطينية.