دعا سفير دولة فلسطين بالجزائر، لؤي عيسى، إلى وقف التنظير وتحليل الشأن الداخلي الفلسطيني من قبل الأشقاء العرب متخذين منه ذريعة للتملص من دفع التزاماتهم المالية تهربا من مسؤولياتهم، لافتا إلى أنه لا انقسام في فلسطين وأن ما يحدث خلاف بين الفصائل بدليل أن الشعب الفلسطيني موحد، مضيفا أنه انعكاس للفوضى الخلاقة وتفتت المنطقة.
حرصت «الشعب» أمس، على تنظيم طبعة جديدة من منتداها خصص لإحياء الذكرى الـ27 لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة من الجزائر منتصف نوفمبر من العام 1988، تناولت موضوع «الدولة الفلسطينية... الانتصار الدبلوماسي، طريق إلى الاستقلال التام»، نشطها سفير دولة فلسطين بالجزائر لؤي عيسى، الذي حرص من جهته على أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أمهل أمريكا خلال لقائه الأخير بجون كيري نهاية نوفمبر الجاري للرد على مقترحاته، ومهما يكن الرد فان الأمر الأكيد ـ حسبه ـ أنه لا عودة للانتخابات بالشكل الذي جرت عليه في السابق.
ومن بين المطالب الفلسطينية الحماية الدولية من هيئة الأمم المتحدة، وطرد إسرائيل من الجمعية العامة، كما أن اتفاقية «أوسلو» لم تعد تلزم الفلسطينيين بعد قفز الطرف الآخر عليها، وذهب السفير الفلسطيني الذي عددها خلال النقاش الذي أعقب الندوة، إلى أبعد من ذلك بالتأكيد بأن الهبة الشعبية في الميدان تعد لا محال جزء لا يتجزأ من العملين السياسي والدبلوماسي، وبعدما جدد التأكيد إلى أنه لا مجال للعودة إلى المفاوضات بالشكل القديم، قال بصريح العبارة «لا ننتظر دعما من الحالة العربية».
وأفاد في سياق موصول، «المطلوب من الأشقاء العرب توقيف التنظير فينا، الانقسام الفلسطيني لا يعدو أن يكون خلافا بين الفصائل، أما الشعب الفلسطيني فانه موحد»، واستنادا إلى توضيحاته فان الصراع انعكاس للفوضى الخلاقة وانعكاس للتفتت العربي التي كانت فلسطين سباقة إلى التحذير منه بعد اطلاعها على تقارير أمريكية، وبعدما أشار إلى أن فلسطين تتألم وشعبها يموت ويحترق.
لم يخف استيائه من حديث البعض الذين يقولون أن «القضية الفلسطينية مؤجلة» ومع ذلك ـ أضاف يقول نحترم رأيهم ـ لافتا إلى أنهم يتخذون من الخلاف بين الفصائل ذريعة لعدم دفع المستحقات المالية، لتبقى شبكة الأمان العربية حبر على ورق، ويتاجرون بورقة الانقسام الذي يعد انعكسا للواقع العربي والفوضى الخلاقة.
ولم يتوان في التأكيد من منبر «الشعب» أن «فلسطين والفلسطينيين ليسوا ورقة لإيران ولا للسعودية ولا لتركيا ولا لروسيا ولا لأمريكا»، كما أنهم منشغلون بكفاحهم العدوان الصهيوني، منبها إلى أن «الحرب وسيلة من وسائل الدبلوماسية، كما أن الآليات العسكرية شكل من أشكال العمل السياسي، ولا خيار غير ذلك في ظل تعنت الدول العظمى وإسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني الذي يتجرع ويلات المحتل الصهيوني.