طباعة هذه الصفحة

«سمفونية الرمال» بلؤلؤة الصحراء جانت

حينما يختلط عبق الموسيقى بسحر الطبيعة والتاريخ

في قلب منطقة جانت، وبالضبط في «تيغرغرت» أين يقف شامخا معلم من أهم المعالم التاريخية الجزائرية، المعروف بـ»البقرة الباكية»، عزفت الأوركسترا السمفونية الوطنية، مرفوقة بكورال الجزائر البوليفونية، «سمفونية الرمال»، باعثة في هذا المكان السياحي والمعلم الأثري والطبيعي الساحر، روحا وعبقا من مختلف بقاع الجزائر والعالم.
مبعوث «الشعب» إلى جانت: أسامة إفراح
وحضر الحفل وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وأربعة سفراء لكل من السودان، موزمبيق، بلجيكا وكوريا الجنوبية، إضافة إلى مسؤولي وأعيان المنطقة. وأدت الفرقة البوليفونية كوكتيلا من الأناشيد الوطنية، أعقبها أداء الفنانة ندى الريحان «لأنك مثلي تحب الجزائر» من كلمات عز الدين ميهوبي وألحان الموسيقار نوبلي فاضل، ثم الحركة الأولى من السمفونية الخامسة لبتهوفن، ومعزوفتين للزرنة ومقطوعة «رحلة»، قبل أن يؤدي ابن المنطقة الفنان ميلودي محمد شوغلي «أيتمانين» و»تيماوضين» وتكريما للراحل عثمان بالي أغنية «أمين أمين»، وسط تفاعل كبير لجمهور قدم إلى قلب الصحراء ليستمتع بتزاوج سحر المكان والموسيقى.
وقال وزير الثقافة مخاطبا الأوركسترا السمفونية الوطنية عقب الحفل: «لقد قطعتم مسافة 2000 كلم لتسعدوا هذه المنطقة وتعيدوا الروح لهذا المكان، لأن عزف مثل هذه الإيقاعات الجميلة وهذه الموسيقى الرائعة وهذه الأغاني التراثية التي تفاعل معها الحاضرون يؤكد القيمة التي تحوزها الأوركسترا الوطنية، أنا سعيد لأن المبادرة كانت منكم أولا، من عبد القادر بوعزارة وأمين قويدر وكل أعضاء الأوركسترا، وقد آمنتم بأن تنتقل الموسيقى العالية القيمة والعميقة من مدن الشمال إلى مدن الداخل وهذه المناطق الرائعة، أنتم الآن تعزفون في مكان يعود فيه التاريخ إلى 12 ألف سنة، وأنتم تسمعون أجمل الألحان وتبعثون روح الإبداع في هذا المكان التاريخي الذي كثيرا ما كان عنوانا لعبقرية الجزائريين عبر التاريخ». كما ضرب ميهوبي موعدا بتندوف، آخر محطات الأوركسترا السمفونية التي تكون قد جابت 47 ولاية.