تشرف، عائشة طاغابو، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية، اليوم، على افتتاح اليوم الدراسي المنظم من قبل غرفة الصناعة التقليدية والحرف لسكيكدة بدار الثقافة سراج محمد. ويهتم اليوم الدراسي بموضوع دور حرفيي الرخام في تطوير المهنة والمساهمة في الاقتصاد الوطني، وهو يتزامن مع اختتام الدورة التكوينية في صناعة المنتجات التقليدية من الرخام والتي جرت بداية شهر فيفري الماضي إلى غاية 11 من الشهر الجاري بتأطير من المدرسة الايطالية.
كانت غرفة الصناعة والحرف التقليدية لولاية سكيكدة، قد وقعت اتفاقية مع مؤسسة إيطالية خاصة لتكوين 200 شاب متمهن في عدة اختصاصات حرفية تتعامل بمادة الرخام، وسمحت هذه الاتفاقية، حسب رئيس الغرفة لـ»الشعب» بتوسيع مجال التكوين المهني في صناعة الرخام وتطوير المنتجات الرخامية سواء في المجالات المنزلية أو العمارات وكذلك في الاستخدامات العامة.
ويجري التحضير لإنشاء مركز مهني متخصص في تكوين الشبان العاطلين عن العمل والراغبين في الانخراط في مجالات الصناعات التقليدية المتعلقة بالرخام، ويأتي إنشاء هذا المركز بالنظر لتوفر منجم ضخم للرخام في منطقة فلفلة الغنية بمختلف أنواع المواد الرخامية والذي يقدر احتياطه بأكثر من 100 سنة قادمة ويشغل في الوقت الحاضر من طرف المؤسسة الوطنية للرخام ومؤسسات خاصة ويسوق جزء مهم منه إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.
كما أكد خبراء أمريكيون مختصون، أن الرخام الجزائري مستعمل بشكل واسع في الولايات المتحدة وحسب دراسة قامت بها الجمعية الأمريكية فإن الرخام الجزائري استخدم في تزيين البيت الأبيض ومركز روكفيلير الشهير، كما يستعمل في عدد من الدول الأوروبية.
وأكدت جمعية «اسموسيا» في دراستها التي نشرتها الوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية التابعة لوزارة الطاقة والمناجم أن هذا الفريق أثبت أن مناجم الرخام ببفلفلة شرق سكيكدة، قد استعملتها خلال السيطرة الإمبراطورية على الجزائر لتزيين قصورها وأثبت أيضا أن الرخام المعروف باسم «قريكوسكريتو» وهو رخام أبيض استعمل في تزيين الحمامات المعدنية العتيقة في شييتي بإيطاليا قد جلب من الجزائر.
ويمتد منجم فلفلة على مساحة إجمالية قدرها 100 هكتار فيما لا تستغل قدراته سوى في حدود 30 حسب مصدر من مؤسسة الرخام بسكيكدة، الذي أوضح من جهة أخرى أن المنطقة تتوفر على مادة رخامية هامة ذات نوعية عالية منها رخام أبيض وبني معروف خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط.