شهدت علاقات التعاون بين الجزائر والمجر في مجال الاقتصاد والبحث العلمي لحظات حاسمة خلال الأشهر الأخيرة، حيث عرفت مبادلات هامة، والتي تمثل ترجمة لإرادة السلطات العليا في البلاد من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين بغية التوصل لتجسيد شراكة متينة، بحسب ما أعلن عنه وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار.
أبرز الوزير حجار، خلال إشرافه، أمس، على افتتاح معرض اللوحات العلمية للمستشرقين المجريين، المنظم بجامعة بن يوسف بن خدة «الجامعة المركزية»، بمعية وزير العدل المجري لازلو تروكساني، أهمية هذا الحدث الذي يلتئم، كما قال، في لحظة حاسمة في بعث علاقات التعاون بين بلدينا، وهي العلاقات التي شهدت الأشهر الأخيرة تبادلات هامة، لاسيما انعقاد اللجنة المشتركة الجزائرية - المجرية، للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني التي جرت أعمالها في بودابست في 07 سبتمبر 2015.
في هذا السياق أبرز الوزير حجار دور المستشرقين المجريين في التعريف بالثقافة العربية الإسلامية، لافتا إلى أن المدارس الاستشراقية المجرية في شمال أوروبا معروفة بكونها أكثر موضوعية من غيرها من المدارس، مؤكدا أهمية البحوث والوثائق التي نشرت في المعرض والتي ستفيد الباحثين، بحسب تعبيره.
ويندرج تنظيم هذا المعرض، كما أوضح الوزير، في إطار تطبيق الاتفاق الذي تم بين البلدين، في الأشهر الأخيرة، والذي يترجم إرادة السلطات العليا في البلاد من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال البحث العلمي بغية التوصل لتجسيد شراكة متينة، تكون في مستوى طموحات الشعبين ومستوى التحديات التي تواجهها.
وأكد في هذا الصدد، أن هناك حاجة للتأكيد على الدور الفعال للموارد البشرية، ذات الجودة في أي سياسة حقيقة للتنمية المستدامة وإشعاع المجتمع، مبرزا أهمية المعرض، لأنه يشكل قاعدة صلبة لتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين ويعطيها نفسا جديدا.
ويخص مجال التعاون، كما أفاد الوزير، تبادل المعلومات العلمية والخبراء، تركيب المشاريع البحثية المشتركة وتعزيز التعاون مابين الجامعات وكذا المساهمة في التظاهرات العلمية المنظمة في كلا البلدين، وبفضل هذا البرنامج، كما ذكر، يتابع 100 طالب دراساتهم العليا بالجامعات المجرية.
من جانبه صرح وزير العدل المجري لازلو تروكساني قائلا للصحافة، إن بلاده تبحث كيف تعمل مع الجامعات الجزائرية، مؤكدا أن التاريخ يربط البلدين، مشيرا إلى أن المجر كانت دائما مساندة للجزائر منذ الخمسينيات من القرن الماضي، واستمر الدعم والتعاون بعد الاستقلال، وتواصلت في سنوات السبعينيات والثمانينيات ولغاية اليوم.
وقال ضيف الجزائر، إنه من خلال هذه اللقاءات تعمل بلاده على إعادة بعث الروابط مع الجزائر، وبحث كيفية العمل بين الجامعات الجزائرية ونظيرتها المجرية، وبين السلطات العمومية لكلتا الدولتين.