شكل منتدى الأعمال الجزائري - السويسري، المنعقد بفندق الهيلتون، أمس، فرصة سانحة لوضع النقاط على الحروف، وتحديد رؤية واضحة المعالم عما يريده البلدان، من خلال الشراكة المؤسساتية في قطاعات محددة في إطار المناخ الاستثماري الذي توفره الجزائر للمستثمرين، لاسيما بالنسبة للأجانب المبنية أساسا على أولوية الإنتاج بها وليس التسويق، بما يخدم التنويع في الاقتصاد خارج المحروقات.
في هذا الإطار، قال وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، إن المنتدى اقتصادي يتجاوز اللقاءات الرسمية لفتحه فرصا كبيرة في قطاعات عديدة وسيمكننا من الانطلاق في مشاريع تتعلق بالصناعة الغذائية «نيسلي»، الأدوية «نوفونورديسك»، الخدمات، البناء، الصناعة الكيمياوية الطاقة والمواصلات، خاصة وأن الجانب السويسري أثبت نيته في العمل والاستثمار بالجزائر، والبداية كانت، أمس، بإمضاء اتفاقية في مجال النقل بين شركتين جزائرية وسويسرية.
بخصوص العقار الصناعي، أكد الوزير أنه سيتم تجاوز هذا المشكل مع جوان 2016، حيث سيتم توزيع 8700 هكتار ابتداء من جانفي الداخل وستتبع بـ4 آلاف هكتار مع جوان، كما تم تهيئة وتقييم كل بقايا المؤسسات العمومية، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك حديث عن هذا المشكل من اليوم وصاعدا.
تخفيض استيراد السيارات إلى 100 ألف
بخصوص تخفيض فاتورة الاستيراد، لاسيما ما تعلق بسوق السيارات، تحدث بوشوارب عن التقرير الذي تم تقديمه أمام لجنة المالية للأشهر الأولى، عن تخفيض استيراد السيارات إلى 100 ألف سيارة، أي ما قيمته 1.565 مليار دولار في فاتورة الاستيراد، مشيرا إلى أن الهدف تخفيض ما قيمته (2) ملياري دولار من الفاتورة خلال نهاية السنة، ما سينعكس على تخفيض فاتورة الاستيراد مستقبلا.
فيما تعلق بصناعة السيارات بالجزائر لعلامة بيجو، أكد أن العمل متواصل مع الجانب الفرنسي وهم بصدد الانتهاء من بعض النقاط، وسيتم استقدام شركة أجنبية للإنتاج بالجزائر، فيما ستقوم شركات وطنية بالمناولة، مذكرا بأنه تم الاتفاق على إنتاج أربع أنواع من السيارات لا تشوبها أي شائبة.
من جهتها عبّرت كاتبة الدولة السويسرية للاقتصاد بوزارة الاتحادية الاقتصادية للتكوين والبحث، ماري غابريال إنايشن فلايش، عن اهتمام بلادها بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة وأن الجزائر تعد شريكا هاما لسويسرا في إفريقيا، ولهذا ينتظر أن يشكل هذا المنتدى أرضية عمل للشراكة الحقيقية وفرصة للقاء مباشر بين المؤسسات السويسرية والوطنية لتبادل وجهات النظر وبحث الاهتمامات المشتركة للاستثمار.
سفيرة سويسرا بالجزائر، رموريال برسات كوهان، أكدت أن بلادها مهتمة بالاستفادة من التسهيلات الاستثمارية المتاحة بالجزائر، مؤكدة دعمها المطلق للمهمة الاقتصادية التي جاءت لأدائها المؤسسات السويسرية من خلال منتدى الأعمال، بهدف إيجاد شراكة أكبر، بالتنسيق بين غرفتي التجارة والصناعة للبلدين. وهو ما أكده بدوره «آلان رولاند»، رئيس غرفة التجارة والصناعة السويسرية - الجزائرية، الذي أكد أنهم جاهزون لتجنيد كل إمكاناتهم بغية تحقيق هذه الغاية، مشيرا أن المؤسسات السويسرية ستشارك بقوة في الصالون الدولي للجزائر.
حداد: تحويل التكنولوجيا أولوية
علي حداد، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، قال إن أصحاب المؤسسات مطالبون بتحريك قاطرة الاقتصاد الوطني والتحلي بالفكر الاستثماري الحقيقي وعدم الاكتراث لما وصفه بـ «حديث الصالونات والمتشائمين»، باعتبارهم أساس أي نمو اقتصادي والمساهمة في استحداث مناصب شغل جديدة في إطار التنمية المستدامة. مؤكدا، أن هيئته تقف وراء الدولة ومنخرطة في التزاماتها المتعلقة بتحقيق الجزائر النامية عن طريق الشراكة العمومية والخاصة التي تتم وفقا لآليات استثمارية جماعية، بهدف التخفيف من الواردات وتعزيز الصادرات عن طريق الشراكة المبنية على قاعدة «رابح - رابح».
بلغة الأرقام تحدث حداد عن العلاقات الاقتصادية الجزائرية - السويسرية، التي قال إنها تبقى ضعيفة ودون المستوى، بالنظر إلى حجم التبادل الذي لم يتجاوز 1.2 مليار دولار، وعدد المؤسسات السويسرية بالجزائر التي لم تتعد هي الأخرى نسبة 0.5٪ وانخفاض صادراتنا نحو سويسرا التي تبقى منحصرة في مواد الطاقة ومشتقاتها بما قيمته 35 مليار دولار.