شلبية وينون: هدف اللقاء توحيد صفوف الأحزاب بنظرة شاملة
ثمن رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 61 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، معتبرا إياها بـ»التاريخية» التي جاءت في وقت تاريخي كونها احتضنت كل الجزائريين بمختلف أطيافهم السياسية، منتقدا طلب بعض الشخصيات وعلى رأسهم لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال مقابلة رئيس الجمهورية للتأكد من صحة اتخاذ القرارات، قائلا: «هذا تطاول وقلة احترام لشخص الرئيس»، داعيا لمراجعة قانون الأحزاب ودسترة دور المجتمع المدني.
ثمنت أحزاب الجبهة الجزائرية للتنمية والحرية والعدالة برئاسة الطيب ينون، وشلبية محجوبي رئيسة حركة الشبيبة والديمقراطية، وياسين لكال رئيس الجبهة الوطنية للأحرار من أجل الوئام، المشاركين في اللقاء التشاوري الذي عقده، أمس، حزب التحالف الوطني الجمهوري، مضمون رسالة رئيس الجمهورية التي يؤكد فيها المواقف الثابتة للجزائر والرافضة لأي تدخل في شؤوننا الداخلية أو أي تواجد أجنبي فوق أراضينا، وكذا عزم الدولة على مواصلة مكافحة الإرهاب ومنع كل المحاولات الرامية إلى إعادة الجزائريين إلى سنوات المأساة الوطنية في إطار ترسيخ ثقافة المصالحة الوطنية، ومواصلة جهود التنمية الشاملة في القطاعات الإستيراتيجية مع ترقية الحوار الاجتماعي وغيرها.
وبالمقابل، رحبت هذه الأحزاب باستكمال المسار الإصلاحي الذي بادر به عام 2011 من خلال إتمام مشروع تعديل الدستور، لاسيما ما تعلق بتعزيز الوحدة حول مقومات الشخصية الوطنية ودعم مكانة الشباب ودوره في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، وكذا تعزيز الحريات والحقوق واستقلالية القضاء وتوسيع آلية الإخطار الدستوري ودعم صلاحيات مؤسسات الرقابة ودسترة آلية مستقلة لمراقبة الممارسة الديمقراطية بما يتماشى مع تطلعات الشعب الجزائري لتحقيق ديمقراطية هادئة، وحسبهم أن هذه الإصلاحات أتت بنتائج ايجابية.
وجددوا استعدادهم التام للمساهمة بقوة في إنجاح مبادرة حزب التحالف الوطني الجمهوري، التي تحمل شعار»مبادرة سياسية وطنية من أجل التقدم في ظل التلاحم والاستقرار»، والتي من شأنها تعميق الإصلاحات وتعزيز اللحمة الوطنية وتقوية التماسك الاجتماعي، شريطة أن تتغاضى جميع القوى السياسية عن خلافاتها، كون الوضع يتطلب تغليب المصالح العليا للجزائر، على حد قولهم.
وفي هذا الصدد، أوضح ساحلي رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري أنه تطرق في لقاءه بالأحزاب السالف ذكرها لكل الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تهم الرأي العام وكذا السياسة الخارجية ، من أجل تبادل الآراء حول كبرى القضايا، ويرى ساحلي ضرورة استكمال الإصلاحات السياسية وتحقيق دستور توافقي في إطار إستيراتيجية مشتركة لرفع التحديات، مثمنا مبادرة حزب جبهة التحرير الوطني.
وانتقد بشدة مطلب بعض الشخصيات للقاء رئيس الجمهورية، والتأكد من أنه في مازال في قواه معتبرا ذلك بتطاول لشخص الرئيس، داعيا إلى تكريس دور المجتمع المدني كسلطة مضادة في الدستور القادم، ومراجعة قانون الأحزاب.
نفس الأمر ذهب إليه كل من الطيب ينون وشلبية محجوبي، بالتأكيد أن اللقاء هدفه توحيد صفوف الأحزاب بنظرة شاملة لإخراج الوطن من الأزمة، خاصة في ظل التهديدات الدولية، ومحاولة إيجاد آليات تسمح بتنشيط الاقتصاد الوطني والتوجه نحو قطاعات الصناعة والخدمات، آملين في أن تعطي هذه اللقاءات ثمارها وتجسد تطلعات الشباب، حيث أبدت محجوبي تخوفهم من استغلال بعض الأحزاب التي تستغل المبادرات للتهميش على حد قولها.