انطلقت حملة جني الزيتون، مع نهاية الأسبوع، عبر مختلف المناطق ببجاية، حيث بادرت اللجان على مستوى القرى والأرياف إلى إحياء العادات والتقاليد الخاصة بموسم الجني واللجوء بذلك إلى «لوزيعة»، والتي تتمثل في عملية النحر قبل البدء في قطف ثمار شجرة الزيتون، في عملية تضامنية تشارك فيها النساء بمختلف أعمارهن وسط أجواء مفعمة بالألفة والسرور.
يولي الأهالي أهمية كبيرة لثمرة الزيتون، وهي مصدر رزق أساسي للسكان.
تنطلق عملية جني الزيتون ككل سنة، بتجسيد عادات وتقاليد راسخة يتوارثها سكان المنطقة أباً عن جد، وهو ما أكدته توران من منطقة أمزاين، والتي تضيف، كما يتوارثون أشجار الزيتون التي تعمّر أكثر من ألف سنة، وهي المرحلة التي ينتظرها السكان بفارغ الصبر وتشارك في العملية العائلات بأكملها، كباراً وصغاراً ورجالاً ونساء رغم أن أغلب من يجني الزيتون بمنطقة القبائل نساء، يشاركهن الرجال العملية في أوقات فراغهم.
«الوزيعة» من العادات التي تقوي الرّوابط الأخوية بين الناس وتغرس في نفوسهم روح التعاون والتضامن، حيث تلتقي النسوة مرتديات اللباس التقليدي الجميل، وسط المناظر الطبيعية الخلابة لجني الزيتون، وهي العملية التي تكون سريعة خشية تهاطل الأمطار من جهة، وضمان عدم ضياع وتعرض جزء المنتوج منه للتخريب من طرف أسراب الطيور من جهة أّخرى.
هذا ويرى العديد من الفلاحين أن المردود السنوي لهذه السنة سيكون وفيرا مقارنة بالعام الماضي، بالنظر للظروف المناخية التي سادت، واحترام الفلاحين للقواعد التي يجب مراعاتها، فضلا عن عدم تسجيل حرائق الغابات في الصائفة الماضية، والرعاية اللازمة بشجرة الزيتون.
سخرت مديرية الفلاحية كافة الإمكانات لإنجاح العملية، حيث وفرت أزيد من 432 معصرة، بينها 207 معصرة تقليدية، و157 نصف أوتوماتكية، و76 معـصرة أوتوماتكية، بالإضافة إلى 36 معـصرة مدعمة من طرف الدولة، بما يعادل 400 مليون سنتيم.
علما أن ذات المصالح خصصت مساحة إجمالية بـ2850 هكتار عبر بلديات الولاية، وذلك لغرس 285 ألف من شجيرات الزيتون، حيث أحصت ذات المصالح 7930 فلاح تقدموا بملفات الاستفادة من الدعم المتعلق بغرس أشجار الزيتون، وقد تم توزيع أشجار الزيتون على هؤلاء.
هذا المشروع الطموح يهدف إلى توسيع المساحة المغروسة بأشجار الزيتون، والجهود تكرس حاليا من أجل تطوير هذا الفرع ورفع مردود ونوعية منتجات الزيتون، إذ تحتل فيها زراعة الزيتون مساحة قدرها 50 ألف هكتار، وتضم 4.4 ملايين شجرة زيتون، وتتمتع بقدرات إنتاج هامة في استخراج زيت الزيتون.
للتذكير، تتوقع المصالح الفلاحية ببجاية مع نهاية موسم جني الزيتون، حوالي 18 مليون لتر من زيت الزيتون، حيث يبلغ مردود الهكتار الواحد من أشجار الزيتون 20 قنطارا، وبمعدل 22 لترا من الزيت للقنطار الواحد.
وتحتل ولاية بجاية المرتبة الأولى في إنتاج زيت الزيتون على المستوى الوطني، وتعتبر زيوت هذه المنطقة من أحسن الزيوت على المستوى العالمي، بالنظر إلى انخفاض نسبة الحموضة بها.