عمت الفرحة، أمس، منزل عائلة أمين ياريشان العائد سالما ومعافى، والذي اختطف من مقر إقامته بحي 11 ديسمبر بدالي إبراهيم بتاريخ 21 أكتوبر المنصرم، وفور وصولنا وجدنا جمعا غفيرا من جيران الحي وحتى من الأحياء المجاورة، واقفين أمام منزل الطفل لمشاركة أهله فرحة عودته، وينتظرون وصوله على أحر من الجمر، حيث تعالت الزغاريد والألعاب النارية، بما في ذلك الأطفال واللاعب السابق في فريق شبيبة القبائل عزيز بن حماد والمغني توفيق، الذي تعهد بإقامة حفل كبير بمناسبة عودة أمين، وكانت فرحة جد وجدة أمين لا توصف كون فلدة كبدهم عاد إليهم سالما، شاكرين الشعب الجزائري ومصالح الدرك الوطني والإعلام على مساعدتهم معنويا، وعلق جده قائلا: “فرحة أول نوفمبر 1954 على الشعب الجزائري فأل حسن على عائلتي بعودة أمين”.
طالب جد أمين عمي رشيد من السلطات العليا بتنفيذ عقوبة الإعدام ضد مختطفي الأطفال، شاكرا المجهودات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني للعثور على مكان احتجاز أمين، قائلا: “الحمد لله استرجعنا ولدنا ونشكر الصحافة ومصالح الأمن”، واصفا الشعب الجزائري بالعظيم الذي يستحق كل شيء والذي أبان عن مساعدته في هذه المحنة، مضيفا في تصريح للصحافة أن الشعب الجزائري، احتفل أول أمس بإندلاع حرب التحرير الوطني، واليوم احتفلت عائلته بعودة ابنهم، مشيرا إلى أن 14 يوما من الانتظار كان بالنسبة له بمثابة جحيم، وأن أمل رجوع أمين كانت بنسبة 50 بالمائة، لكن ثقتهم في مصالح الدرك جعلتهم يطمئنون.
وعن موقفه من أن مختطف حفيده هو أقرب أصدقاء ابنه، أجاب الجد قائلا: “اختطاف طفل برئ عمره ثماني سنوات تعتبر خيانة للشعب الجزائري، وندين كل جرائم الاختطاف”، نفس الأمر عبرت عنه الجدة جميلة التي ربت أمين منذ كان في عمره 6 أشهر، مفيدة أنها طيلة 13 يوما لم تذق فيه طعم الأكل والشرب والنوم، وتنتظر خبر العثور عليه إما مقتولا وموضوعا في كيس أمام المنزل أو يعود لها سالما، مطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام على كل مختطفي للطفل وتسبب في معاناة الأمهات اللائي فقدن فلذة أكبادهن، مشيرة إلى أنها تحدثت في الهاتف أمس مع أمين وهو ما يزال مصدوما قائلا لها: “توحشتك ماني”.
وعبر الطفلان محمد زيتوني ويونس فرحي عن فرحتهما بعودة أمين، نفس الفرحة لمسناها لدى الجيران، حيث علقت إحدى الجارات قائلة: “سنستقبل أمين بباقة من الورود، هو مثل ابننا وتألمنا كثيرا لما أصاب عائلته من حزن”.
من جهته، تأسف المجاهد والضابط المتقاعد في صفوف جيش التحرير الوطني، خياري، في تصريح لـ«الشعب” عن حدوث مثل هذه الجرائم في حي محترم يسكنه مجاهدون على حد قوله، معتبرا هذه الحادثة بأنها جريمة اعتداء على كل سكان الحي، وليس فقط عائلة ياريشان، فكيف لصديق يخون صديقه، أضاف يقول، مشيرا إلى أن أفكار المجتمع تغيرت والأخلاق في طريق الذوبان.
وحسب صديق أب أمين، فإن المختطف بعث رسالة نصية إلى الأب يطالبه بدفع فدية تقدر بالعملة الجزائرية بحوالي 30 مليار دج، كما أن المختطف كان من أقرب أصدقاء الأب ويأكل في منزله ويبيت معهم، كما شارك في المسيرات تضامنا مع العائلة، لغاية اكتشاف أمره من طرف أحد الشباب.
وزارة العدل تكشف تفاصيل الحادث
وحسب بيان وزارة العدل، الذي تسلمت جريدة “الشعب”، أمس، نسخة فإنه بتاريخ 02 نوفمبر 2015 وعلى الساعة السادسة صباحا، عثر رجال الدرك الوطني على الطفل ياريشان أمين، الذي تم اختطافه يوم 21 أكتوبر الفائت من أمام مقر اقامته بحي 11 ديسمبر بدالي إبراهيم، وهذا في نواحي المحمدية بالحراش، والذي كان محتجزا داخل منزل كان محل تشميع بسبب قضية مخدرات تورط فيها صاحبها منذ عدة سنوات منه، وكان رفقة أحد الجناة صديق الأب منذ الطفولة.
وأوضح ذات البيان، أنه عثر على الطفل أمين سليم ومعافى وتم فك لغز القضية من طرف الدرك الوطني بعد عدة أيام من التحقيقات المتواصلة واستخدام الأساليب التقنية، مشيرا إلى أن التحقيق لا يزال لتوقيف جميع العصابة الإجرامية التي تورطت في هذه الجريمة، والتي كانت تطلب تقديم فدية لإطلاق سراح الطفل.