طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستقطب واقع السياحة العربية الحج والعمرة

السوق الجزائرية وجهة الشركات العربية في محيط تنافسي

 الفندقة والنقل خدمات أساسية تثير الاهتمام
تشكل السوق الجزائرية أهم سوق عربية تستقطب الوكالات السياحية العربية في مجال الحج والعمرة لا سيما في السنوات الأخيرة، بالنظر للعدد الهائل لزوار بيت الحرام على مدار السنة، ما يجعلها في كل موسم تسعى لتقديم الجديد وتحسين الخدمات المقدمة من جانبها حتى تمس شريحة كبيرة من الجزائريين، وهو ما كشفت عنه الجولة الاستطلاعية التي قامت بها جريدة «الشعب» بمختلف أجنحة الملتقى الدولي الـ 17 للسياحة العربية والعمرة المنظم بخيمة بباحة فندق السوفيتال بالعاصمة الذي اختتمت فعالياته، مؤخرا وسط رضا كبير للإقبال الواسعة والمشاركة الكبيرة التي عرفتها التظاهرة هذه السنة.

الملتقى الدولي الـ 17 للسياحة العربية والعمرة المنظم من شركة أسفار لتنظيم المعارض وإداراتها بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع الشركة العربية الدولية لتنظيم المعارض والمؤتمرات وتحت رعاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، شكل فرصة لإبراز صناعة السياحة من خلال تقديم المنتجات السياحية الجديدة وتفعيل تبادل الخبرات بين أصحاب هذه الصناعة الهامة.
يضاف إلى ذلك استقطاب أكبر عدد من الزوار من الداخل والخارج، وإتاحة الفرصة للشركات السياحية والسفر بالترويج لبرامجها وعروضها مع تسليط الضوء على المستجدات في القطاع الخدمي والسياحي، ناهيك عن الاستفادة من تواجد هذا العدد الضخم من العارضين والزوار تحت سقف واحد وتنشيط السياحة العربية البينية والتكامل السياحي بين الدول، وتنشيط تبادل الاستثمارات العربية بين الدول.
وعرف المعرض مشاركة متنوعة من شركات سياحية، شركات الطيران، شركات النقـل البحري والبري، فنادق، وكالات السياحة السعودية، شركات تأمين، شركات السياحة الدينية.
في هذا الإطار أكد سيف هادي الضالعي مدير مؤسسة عبد الإله محمد علي مغربي التجاري من المملكة العربية السعودية المختص في النقل والتي تنشط في المجال منذ 60 سنة، أن مؤسسته استهدفت السوق الجزائرية منذ أربع سنوات من خلال التعامل مع البعثة الوطنية في مجال الحج - وتحديدا بين المدن- بحكم أنها أصبحت سوقا واعدة وكبيرة، وذلك من خلال التعامل والاتفاق مع وكالة سياحية جزائرية رياض بن شطة المختصة في حج، عمرة، تنظيم الرحلات تأشيرة، وتذاكر .
وأوضح الضالعي أن مؤسسته لتكون بمستوى تطلعات زبائنه من الجزائر، حيث عملت على تحديث أسطولها وفي كل سنة يتم العمل على برامج جديدة، والحرص على مواكبة الإجراءات الجديدة المتخذة في سبيل تنظيم محكم لموسم الحج والعمر، كون أن الطموح هو استقطاب شريحة أكبر في السوق الجزائرية، مشيرا إلى أن تعامله مع وكالة بن شطة الذي يمتلك علاقات كثيرة وله سمع سمح لهم بالتوسع أكثر في هذا المجال، حيث يتجه التفكير حاليا الى توسيع النشاط من خلال هذه الوكالة للتعامل مع وكالات أخرى لاسيما بعد تسجيل ارتياح كبير في التعامل أو من حيث التنظيم، لاسيما التسهيلات المقدمة من الجهات المسؤولة .

عروض وأسعار منخفضة لاستقطاب الوكيل الجزائري

وبدوره قال أشرف عبد العزيز مدير المبيعات بشركة «روضة للفنادق»، أن السوق الجزائرية من أهم الأسواق المرجوة في العمرة لأنهم يمثلون جزء كبيرة من مجموعة الفنادق الموجودة بمكة التي تعتبر مركز جذب لجزائريين، وعلى هذا الأساس فإن الهدف من مشاركتهم في هذا المعرض هو زيادة عدد المعتمرين الجزائريين لدى فنادقهم، خاصة وأن هناك فندق جديد سيفتتح بعد مدة شهرين من موسم العمرة والذي يتواجد بمنطقة ريا بخش القريبة من الحرم المكي حوالي 1200 متر.
وأوضح أشرف أن مؤسسته تتعامل مع السوق الجزائرية منذ أعوام بالنظر لأهميتها من خلال التعامل مع الوكالات الخاصة وهو تعامل وصفه بالرائع، سواء من حيث التنظيم أو الإشراف أو الاهتمام بالمعتمرين، مشيرا إلى أن هذا المستوى المريح في التعامل جعلهم يعملون في تنسيق محكم وتام مع السوق السعودي ومجموعة فنادق شركة روضة للفنادق وكذا السوق الجزائرية للتكيف مع الإجراءات الجديدة لتنظيم الحج لاسيما التسجيل الإلكتروني، ولم يكن هناك مشاكل.
وحول الأهداف المرجوة من مشاركتهم في المعرض عاد ليذكر بأن الهدف الرئيسي يكمن في رفع عدد المعتمرين الجزائريين، من خلال تقديم عروض خاصة لهم وذلك بتقديم أسعار خاصة جدا منخفضة عن بقية الأسواق، وتقديم خدمات زيادة داخل الفنادق بما يكفل راحتهم ويلبي طلباتهم.

برنامج خدمات متكامل لجذب الوكالات الوطنية

من جهة أخرى وبجناح شركة الماسة للتسويق الحديثة لخدمات العمرة المحددة وتحت شعار 90 مترا على الحرم تسجل هي الأخرى حضورا قويا من خلال عدد الزوار الذين لاحظناه لا سيما الوكالات السياحية الجزائرية التي كانت مهتمة بالاطلاع على عروضها وخدماتها، هذه الأخيرة التي تسبقها سمعتها والمعروفة بثقلها في السوق السعودية، وهو ما حث فينا الفضول للاقتراب والاطلاع عن عروضها، هذه الأخيرة التي اختارت وكالة سياحة وأسفار «أسمهان تور» أول وكال متعاقدة معها بالجزائر والتي تمتلك فروعا لها في كل من تلمسان، العلمة، الأغواط، باريس، وكذا وكالة «أوليس للأسفار « للترويج لها بالجزائر.
في هذا الإطار قال محمد الهندواي مدير التسويق لشركة الماسة الحديثة مكة المكرمة، أن المعرض هو اختصار للوقت والجهد في التسويق من خلال الاحتكاك المباشر مع الزبائن والوكالات، خاصة وأن المعرض هذه السنة عرف مستوى عالي سواء من حيث التنظيم أو عدد المشاركين والشركات الزائرة.
 وبخصوص السوق الجزائرية، أوضح الهندواي أنها سوق مهمة ويحتل المرتبة الثالثة عربيا من حيث أهميته، ولهذا يتم التعاقد مع الوكالات السياحية المعتمدة المرخص لها بممارسة نشاط العمرة والحج، وننقد لها الخدمات شركة الماسة وهم يتعاملون للسنة الخامسة معها وفي كل عام هناك ارتفاع لعدد شركائها.
وحسب محدثنا يعود السبب إلى ذلك إلى كون الماسة الحديثة هي شركة من الحجم الكبير تمتلك مجموعة من الفنادق التي تقع بجنب الحرم أو القريبة منه وأخرى بعيدة عنه يتجاوز عددها 10 فنادق بالمدينة ومكة، وشركة نقل بأسطول حافلات جديدة تتجاوز 210 حافلة وشركة عمرة ما يجعل منها شركة متكاملة لتوفير كل حاجات الوكيل الخارجي من عمرة، تذاكر، فندقة، نقل، الرحلة والتأشيرة.
وحول إستراتجيتهم المسطرة تحدث الهندواي عن سعي الشركة وطموح القائمين عليها لأن يكون حجم عملها أكبر في الأسواق ومضاعفا لاسيما في الجزائر وأن يكونوا بالمستوى في تقديم الخدمات دون تقصير وتقديم المساعدة الكافية للوكيل الجزائري ليقدم هو الآخر خدمة جيدة لزبائنه خاصة في ظل حرص سلطاتها على إنجاح كل ما يتعلق بموسم الحج والعمرة، واختيار العمائر القريبة من الحرم وهو ما توفره شركة الماسة الحديثة التي تعمل في كل سنة على تحسين خدماتها.
وغير بعيد تشارك مجموعة حسين محمد حجازي لنقل المعتمرين والزوار ولإدارة وتشغيل الفنادق هي الأخرى بالتظاهرة التي تعد ملتقى ووسيط حقيقي بين الوكالات السياحية الوطنية والشركات السعودية والعربية، حيث تقدم خدمات متنوعة من 15 فندقا بمكة المكرمة أقربها 700 متر وأبعدها 2500 متر مع ضمان المواصلات 24 /سا، وفندقين بالمدينة المنورة.
إلى جانب ذلك تقدم مجموعة حسين محمد حجازي بالتعاون مع مجموعة الموصلي لخدمات العمرة والزيارة ترخيص رقم 39 خدمات نقل لضيوف الرحمان من خلال توفير حافلات مكيفة للحصول على درجة عالية من الراحة، وذلك وفق برنامج متكامل لموسم العمرة وبرنامج متكامل للحج فيما يخص تأجير الحافلات للشخصيات الهامة بمميزات خاصة.
ونفس الأمر بالنسبة لشركة حمد حماد الزايدي وشريكه لخدمات المعتمرين ترخيص رقم 86 التي تقوم بالحصول على الموافقات والتأشيرات للعمرة والحج من وزارة الحج وتأمين السكن المناسب في كل من مكة والمدينة المنورة وتأمين الحافلات الحديثة والمكيفة لنقل المعتمرين من المطار إلى الفنادق والعكس ضمن المشاعر المقدسة.
وتتوفر شركة حمد حماد الزايدي وشريكه على سبعة فنادق بمكة وخمسة بالمدينة المنورة بالإضافة إلى أسطول من الحافلات خاصة بالشركة، وبغية ضمان أحسن خدمة نقل تتعامل مع شركات أخرى على غرار شركة أم القرى، دلة، رواحل المشاعر، الجزيرة، النقل الجماعي.
وتؤكد كل الشهادات التي جمعناها من أصحاب الشركات السياحية الخاصة بالحج والعمرة أن السوق الجزائرية هي سوق واعدة بالنظر للتنظيم المحكم وحرص السلطات العليا للجزائر على ضمان أحسن خدمة وتسيير لضيوف الرحمان بالمشاعر المقدسة، وهي نقاط يأخذها مسؤولو هذه الشركات بعين الاعتبار في توفير خدماتها حسب الإمكانيات المادية لزوار بيت الله.