إجماع على دور الجزائر المحوري في المنطقة
أعلن ممثلو المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية المجتمعون في المؤتمر الأول لها، المنعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية، أمس، بقصر الأمم بنادي الصنوبر، ميلاد رابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية مقرها الجزائر، مع تزكية محمد الصغير باباس أمينا عاما لها من طرف ممثلي الدول المشاركة والمجالس، بحضور أعضاء من الحكومة وممثلي النقابات وأرباب العمل.
أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، في كلمته ممثلا للحكومة ضرورة التنسيق الفعال وتبادل التجارب لإرساء قواعد الحوار الاجتماعي على المستويين العربي والوطني، معتبرا ذلك أداة للحكم الراشد والدفع به إلى الإمام وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
ودعا لعمامرة الوفود المشاركة إلى الصمود أمام الأزمات الخطيرة التي تهدد كيانات بعض الدول العربية، والحفاظ على السلم الاجتماعي والاستقرار في أوطاننا، مذكرا الدور الكبير للمجالس الاقتصادية والاجتماعية تجاه الحكومات والشعوب من خلال تقديم المشورة والآراء السديدة.
من جهته قال رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس، أن الرابطة ستعمل على دراسة كل الملفات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة العربية لاسيما الفقر وتوفير فرص العمل للشباب بالمنطقة العربية مشيرا إلى أهمية الحوار لتحقيق الأهداف المسطرة.
وتسعى الرابطة ضمن أهدافها المسطرة حسب باباس إلى جعلها منبرا فعليا لمنظمات المجتمع المدني على غرار الشركاء الاجتماعيين والنقابات ودفع عجلة التنمية في المنطقة العربية، مشيدا بموقف المجالس العربية الاقتصادية والاجتماعية لاختيارها الجزائر لعقد المؤتمر الأول للرابطة.
ولتنفيذ الأهداف المسطرة دعا الأمين العام للمنظمة العربية للعمل فايز المطيري في كلمته إلى جعل كل القرارات تصب في مصلحة الشعوب العربية باعتبارها الهدف الأول، وأشاد المطيري في كلمته بدور الجزائر مهنئها بعيد الثورة التحريرية التي تمثل مرجعا لكافة الدول العربية وأثنى على دور الجزائر المحوري في العالم العربي.
وتطرق بدوره الأمين العام الأسبق لمنظمة العمل العربية ضيف شرف المؤتمر محمد لقمان إلى الدور الكبير الذي تضطلع بها الجزائر في المنطقة العربية ما يعكس الاهتمام الفعلي بقضايا الأمة، مشيدا برعاية رئيس الجمهورية للمؤتمر الأول للرابطة الذي يتزامن مع ذكرى أول نوفمبر، مؤكدا أهمية الرابطة لانتهاج سياسات تعزز الاستقرار وتخدم المجتمع وتثري الاستثمارات البينية.
بدوره نوه رئيس المجالس الاقتصادية والاجتماعية الدولية باتريك فوتريني الى ضرورة تكثيف التعاون بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي للمساهمة في الدينامكية بين البلدان، وفي السياق أشاد بجهود الجزائر على مستوى الاتحاد الإفريقي لإحلال السلم والأمن ومساعدة الدول في تجاوز أزماتها.
الدعوة لتعزيز الحوار لمواجهة التحديات
وفي مجال تعزيز التعاون العربي رافع ممثلو الوفود الدول العربية المشاركة وكذا ممثلي المجالس الاقتصادية والاجتماعية لرسم خارطة طريق تحدد أهداف المرحلة القادمة في ظل التغيرات الراهنة التي تواجه العالم بكلمه والوطن العربي على وجه الخصوص وفي هذا التوجه دعا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني احمد المجدلاني، إلى تبني حوار اجتماعي متواصل لإدارة شؤون المنطقة، في حين أكد نظيره اللبناني روجي ناسناس لتعزيز الحوار أكثر، بين منطقة المغرب العربي والمشرق العربي لمواجهة التحديات التي تعصف ببعض الدول.
كما قال ممثل الوفد المصري كمال عثمان عبد الباقي أن الرابطة مطالبة بتفعيل التعاون من أجل تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وهو التوجه الذي شاطره فيه رئيس المجلس الاقتصادي الموريتاني محمد قوريرة الذي أكد ضرورة تلبية مطالب الشعوب وتكثيف التعاون بين الدول.