دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر «تاج»، عمار غول، الأحزاب السياسية إلى وثبة نوفمبرية جديدة لمواجهة التحديات الراهنة، وأكد انضمامه لمبادرة «الأفلان» الرامية لتشكيل جبهة وطنية لمساندة الرئيس بوتفليقة، واقترح تخفيض 7٪ من رواتب الإطارات السامية للدولة.
خصص حزب «تاج»، جامعته السنوية، لتسليط الضوء على التحديات الأمنية، الاقتصادية والسياسية التي تواجه الجزائر في الظرف الحالي، ودعا التشكيلات السياسية على اختلاف توجهاتها إلى التكاتف والتلاحم حول القضايا المصيرية للأمة.
وقال غول، في كلمة الافتتاح، أول أمس، بالقاعة البيضاوية، بالعاصمة، “آن الأوان لتتخلى الأحزاب عن أنانيتها، ولنصنع معا وثبة نوفمبرية جديدة، تقتضي التلاحم للتصدي لما تواجهه البلاد من تهديدات”.
وأكدد أن الطريقة الناجعة لمواجهة التحدي الأمني، “مجسدة اليوم في وقوف الشعب الجزائري مع القيادة العليا للباد والتفافه حول الجيش الوطني الشعبي، فهو من يصنع الاستقرار”، مشيرا إلى أن الأفكار الهدامة التي يراد منها صناعة فكر تدميري للشباب الجزائري، بغرض التآمر والمغامرة بمكتسبات الوطن.
ولفت غول إلى ذكرى تأسيس حزب تجمع أمل الجزائر، التي تزامنت مع ما أسماه “الربيع الدموي الذي قضى مقدرات ومقومات عدد من الدول العربية”، مضيفا “أن إنشاء تاج، كان من أجل مواجهة ما يسمى بالربيع العربي”.
غول، وأمام أنصار الحزب الذين جاؤوا من مختلف الولايات، ورؤساء وممثلي الأحزاب والسلك الدبلوماسي، أكد ضرورة بناء اقتصاد وطني متنوع خارج المحروقات، وطالب بترشيد النفقات للتحكم في ميزانية التسيير. ليقترح، تخفيض المسؤولين والإطارات السامون للدولة، لرواتبهم بنسبة تتراوح بين 5 و7٪، معتبر أنها مساهمة رمزية ووثبة وطنية اجتماعية، وعربون وفاء منهم للوقف مع دولتهم.
ودعا غول إلى إعادة الاعتبار للعمل كواجب مقدس، وطالب بإعادة النظر في التحويلات الاجتماعية، ويقصد مراجعة سياسة الدعم الاجتماعي للأسعار، موضحا “أنه لا يمكن أن يدعم كل شيء للجميع، ويجب أن يقتصر الدعم على الفقراء والمعوزين والطبقة ما مادون المتوسطة”.
وطالب غول، من الأحزاب السياسية أن تتحلى بالشجاعة اللازمة لدعم هذا المقترح والخروج من “بعض الشعبويات لأن استمرار سياسة الدعم الاجتماعي كما ستكسر الاقتصاد الوطني”. وانتقد بشدة التدبير اليومي لمواد مدعمة، على غرار الخبز الذي يشترى بالعملة الصعبة.
وجدد رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، دعمه للحكومة التي يقودها الوزير الأول عب المالك سلال، قائلا “هناك نقائص وأخطاء، ونستطيع استدراكها بالإرادة والعمل الدائم”.
ويرى غول، أن مواجهة التحدي السياسي، يكون بالاجتماع على ما يجمع الجزائريين، والابتعاد عن التراشقات الكلامية بين الأحزاب وأخلقة الفعل السياسي.
وأعلن في السياق، عن دعمه لمبادرة «الأفلان»، القائمة على تشكيل جبهة وطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية، وقال أنها تستحق التشجيع والالتفاف حولها لإنجاحها، لبناء فضاء واسع، مشيرا إلى دعم حزبه لكل مبادرة تخدم الوطن مهما كان مصدرها.
غول شدد على “تعزيز المصالحة الوطنية التي جاء بها رئيس الجمهورية واستطاع من خلالها حقن دماء الجزائريين”، وأشار إلى دعوة «تاج» إلى دسترة المصالحة في الدستور المقبل. وبشأن هذا الأخير، قال غول أنه على ثقة بأن الرئيس سيعلن قريبان عن تعديل الدستور الذي سيكون توافقيا ويسع الجميع.