كشف وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، أمس، من وهران عن إمضاء اتفاقية نهائية مع الشريك الفرنسي حول إنشاء مصنع لشركة «بيجو»، يبعد مقر المصنع المزمع انشاؤه 10 كيلومترات عن مصنع «رونو»، الواقع بمنطقة واد تليلات جنوب وهران.
أوضح بوشوارب، على هامش إشرافه على اختتام فعاليات الطبعة السادسة من الصالون الدولي السادس للطاقات المتجددة والطاقات النظيفة والتنمية المستدامة «إيرا2015»، بأن الهدف من الاتفاقية، تكمن في خلق قطب ميكانيكي للسيارات بالولاية.
وأعلن الوزير عن استمارات هامة مع الطرف الأجنبي، وأشار إلى أن كلفة المشاريع، التي أشرف خلال زيارته الأخيرة على توقيعها تجاوزت المليار يورو، معبرا عن عزم الحكومة في مرافقة المستثمرين.
وقال بوشوارب أن اجتماع الحكومة بالولاة الأخير، أعطى للوالي صلاحية توزيع الأراضي عن طريق جهاز جديد، بعد إلغاء منح العقار عن طريق «كالبيراف» وأن قانون المالية 2016 منح المستثمر الخاص إمكانية خلق منطقة صناعية لخلق سوق للعقار الصناعي.
كما أكّد الوزير استعداد الدولة لمرافقة كل المؤسسات والفاعلين في المجال، لتطوير هذا القطاع بالجزائر والتقليل من التبعية للمحروقات وخلق أسس جديدة لتنمية الاقتصاد الوطني، ومن بين أهم الأهداف المسطرة،، إنتاج ما قيمته 22 الف ميغاواط من الطاقة البديلة آفاق 2030.
وحسب بوشوارب فإن «2016 ستكون سنة للطاقات المتجددة والصناعة الرقمية»، ويتحقق ذلك، حسبه، بإعطاء كل التحفيزات ودعم الدولة والاستعانة بالخبرات الخارجية.
... مختصون: ترقية صناعة الطاقة المتجددة يفرض
انتقد الخبير في الطاقات المتجددة، مولود بكري، على هامش الصالون «ايرا2015» في تصريح لـ»الشعب» غياب قوانين واضحة، تنظّم صناعة الطاقة المتجددة وترتقي بها، مما يساهم في هجرة الأدمغة على حد تعبيره، مشيرا كذلك إلى ارتفاع أسعار الألواح الشمسية بالمؤسسات الجزائرية.
واعتبر أن أسعارها بالصين والدول المنتجة الأخرى، أقل بكثير، داعيا في الوقت ذاته إلى وضع معايير جديدة، تضبط قطاع الطاقات المتجدّدة، ودعمه بالتقنية اللازمة والأبحاث المبتكرة، قصد الرفع من جاذبيته لدى المستثمرين في القطاع الخاص.
وأشار الخبير إلى أن أكبر مشروع للطاقة المتجدّدة في المغرب الأقصى، يديره حاليا جزائري، وهو ما يؤكّد، أنّ بلادنا، غنّية بالقدرات العلمية.
وكانت شبكة سياسات الطاقة المتجددة للقرن الحادي والعشرين، قد أصدرت تقريرها لعام 2014، والذي حلت فيه الجزائر في المرتبة الخامسة على مستوى العالم بالنسبة لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة لعام 2013.
بدوره، مدير شركة تكنولوجي للصيانة الصناعية الاستباقية، شطيطح ياسين، قال لنا أن اليد العاملة الجزائرية في مستوى عال من التأهيل والنجاعة وسعيها الدائم لمواكبة التطورات والمتغيرات الكبيرة في العالم، وهو ما تتولاه مؤسسته المستحدثة في إطار وكالة دعم وتشغيل الشباب «اونساج». تختص ـ حسب التوضيحات المقدمة ـ في المراقبة والصيانة المنتظمة للآلات، وكذا مراقبة ضغط التيار الكهربائي في الشركات الصناعية والبناءات الكبرى والفنادق الضخمة.
حول الأهمية التي يكتسيها هذا النوع من النشاطات، أكد شطيطح على دور الصيانة وخاصة الاستباقية في الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن القطاع الصناعي، يعتمد بصفة شبه كلية على الآلات الصناعية والتي تفرض على مستعمليها الصيانة الدورية والمنتظمة لتجنب الأعطال المختلفة والتي تكلّف اقتصادنا خسائر كبيرة سنويا، مضيفا أن أغلب التجهيزات والآلات في المؤسسات الصناعية والبناءات الكبرى وغيرها مستوردة، بأثمان باهظة، تشكل عبئا إضافيا على الاقتصاد الوطني.
وقال شطيطح أنها واحدة من الأسباب التي جعلته، يفكر في خلق مؤسسات، تعنى بصيانة هذه التجهيزات، صيانة «استباقية»، تتنبأ بنوع الأعطاب، معبرا عن طموحه الكبير في توسيع نشاط المؤسسة، ليمس أكبر عدد من المؤسسات والتخصصات.