53 سنة تمر على بسط السيادة على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون...مشوار مهني حافل صنعه إعلاميون سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب بكسبهم رهان التحدي من أجل تفعيل مستوى التلفزيون والإذاعة لتكونا أقرب من المواطن ومرآة عاكسة لهمومه وأفراحه وما يطلب منها من رهانات استراتجيه تحافظ بها على مهمتها الأساسية المتمثلة في ضمان خدمة عمومية تنافسية وذات نوعية ركيزتها الصدق والمصداقية، رافعة بذلك صوت الجزائر الحرة المستقلة.
قطعت مؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني خطوات كبيرة في مجال التحكم في التقنيات الحديثة المتطورة بمعالجة لا مثيل لها ما جعلها تحظى بثقة المستمع والمشاهد الجزائري هذا ما ورد على لسان مجموعة إعلامية في السمعي البصري.
الإعلامي محمد شلوش: الإذاعة كرست الإعلام الجواري بإمتياز
فالاحتفال بهذه المناسبة المجيدة يقول الإعلامي الكبير محمد شلوش مساعد المدير العام للإذاعة الوطنية مكلف بالاتصال والعلاقات العامة، يأتي في وقت تعززت فيه الإذاعة الجزائرية بعدد هائل من الإذاعات الجهوية الجوارية التي تخصص فضاءات، ربورتجات وتقارير ميدانية تمس انشغالات المواطنين بالدرجة الأولى كما تمكنت من تجسيد إذاعة جهوية على مستوى 48 ولاية كرست الإعلام الجواري بامتياز وعززت دورها في الخدمة العمومية.
واستطرد شلوش يقول أنه يجب الإعتراف بمساهمة هذه المؤسسات الجوارية في حل مشاكل المواطنين وإيصال صوتهم إلى المسؤولين للبث في قضياهم المعلقة على غرار ما تقوم به حصة البهجة عندكم التي تربط الرحال في كل مرة إلى بلدية من بلديات العاصمة حيث يتم عقد لقاء على المباشر يجمع المواطن والمنتخب المحلي، هذه الأخيرة التي حققت نجاح ورواج لدى المواطن الجزائر بعد أن ساهمت في حل العديد من القضايا المتعلقة بحياة المواطن البسيط.
كما تملك الإذاعة يقول شلوش منظومة بث تتمتع بجودة راقية تؤهلها للمنافسة المفروضة عليها من مختلف الفاعلين في مجال الاتصال وتسمح لها في التطور حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات بكل ثقة وثبات وما يطلب منها من خدمات بمختلف المجالات الثقافية الرياضية الدينية الترفيهية والمعرفاتية...، يسهر عليها مهنيين وأسماء إعلامية كبيرة.
وفي هذا الإطار تطرق مستشار المدير العام للإذاعة الوطنية إلى الشق المتعلق بالتكوين والذي يشكل أحد الركائز الضرورية في إنجاح المنظومة الإعلامية، حيث أشار شلوش إلى مركز التدريب الإذاعي، الكائن مقره بإذاعة تيبازة والذي يعد لبنة أساسية لمؤسسة الإذاعة الجزائرية التي تدعمت بهذا الصرح من أجل مواكبة كل ما هو جديد في قطاع الإعلام من خلال تأهيل عمال الإذاعة الوطنية بمختلف مشاربها الوطنية والجوارية حيث يعد فضاء يخلق احتكاك وانسجام ما بين مؤسسات إعلامية أجنبية تضمن تحلي الإعلامي الجزائري بمهنية واحترافية أكثر تتماشي والتطورات الراهنة وكذا إيمانا من أن كل العمال والإطارات مطالبون باليقظة الدائمة والسهر للرقي أكثر بهذه المؤسسة الإعلامية.
الإعلامية فوزية بوسباك: ضمان التغطية الآنية لمختلف الأحداث عبر الوطن
وإن كان للإذاعة دور فعّال في ضمان خدمة عمومية تنافسية وذات نوعية، فالتلفزيون الجزائري وبمختلف قنواته الـ5 يمثل أهم جهاز إعلامي في الجزائر لما يضطلع به من مهام رئيسية يحددها دفتر شروط بموجبه تابع في وسائطها الاتصالية النشاطات الرسمية لمؤسسات الدولة بالتبليغ والبث وفق ما يقتضيه الصالح العام كما يضطلع بمهمة التوجيه والإعلام فضلا عن الترفيه والتثقيف ومختلف الجوانب التي تهم الرأي العام.
باستعماله لمختلف التقنيات العلمية الجديدة من تكنولوجيات الأعلام والاتصال، وهذا بعد توسيع حركية الرقمنة داخل المؤسسة والتركيز على العمل بأجهزة متطورة حيث يعمل هذا الجهاز على مواكبة مختلف التطورات الراهنة.
ويتجلي دور التلفزيون حسب الإعلامية فوزية بوسباك نائب مدير قناة الجزائرية الثالثة ومقدمة حصة «نقاش مفتوح» وهي من أبرز الإعلاميات الذين كرسوا مجهودات كبيرة للتلفزيون الجزائري عبر القناة الثالثة في ضمان التغطية الآنية لمختلف الأحداث عبر كامل التراب الوطني وهذا بهدف الوصول بأهدافه الاجتماعية والثقافية إلى كل شرائح الجزائر العميقة.
وتركز هذه المؤسسة الإعلامية العمومية حسب بوسباك على البرامج المتنوعة ذات البعد الوطني في الدرجة الأولى، وكذا المجتمع الدولي ومختلف القضايا الراهنة، التي تحرص المؤسسة على تقديمها إلى الجمهور الجزائري بكل شفافية.
بوسباك دافعت بقوة عن المؤسسة الإعلامية الأم التي لا طالما ولا تزال رائدة في مجال السمعي البصري لما تحرص على تقديمه رافضة بعض الصور الترويجية المقدمة من طرف مؤسسات إعلامية أخرى تزرع اليأس في نفوس المواطنين، مشيرة في هذا الصدد إلى أن برامج عدة يتم بثها على مستوى التلفزيون تعنى بانشغالات المواطنين ومشاكلهم، رافضة كل التأويلات المروجة إلى تقصير المؤسسة الإعلامية بالأعمال الجوارية المتعلقة بانشغالات المواطنين وميلها لتقديم أخبار رسمية.
وفي هذا المجال قالت فوزية أن كل الأحكام صادرة حول نشرة الثامنة التي تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة والتي يلزمها دفتر الشروط الخاص بهذه المؤسسة الإعلامية إلى عرض مختلف النشاطات الرسمية، غير أن المؤسسة تقول تعمل على تحقيق توازن من حيث التنوع في البرامج المقدمة والتي تمس مختلف الشرائح والفئات العمرية.