دعا المتدخلون في فعاليات الملتقى الدولي الأول حول “الذاكرة الشعبية”، أمس، بقاعة المحاضرات لولاية تيبازة، إلى ضرورة استغلال تكنولوجيات الإعلام الحديثة والمناهج العلمية للحفاظ على التراث الشعبي مع إقتراح فتح عدة ورشات نقاش وبحث حول الموضوع لا سيما ما تعلق بالجوانب المرتبطة بعلاقة الذاكرة الشعبية بالتاريخ.
وفي ذات السياق، قال رئيس الملتقى الدكتور عبد الحميد بورايو، في معرض تدخله، خلال اليوم الأول من الملتقى، بأنّ العدد الأول منه يعتبر انطلاقة مؤسسة لفتح عدة ورشات بحث يشارك فيها الباحثون والطلبة، على حد سواء، تهدف إلى وضع خطة عملية يلتزم من خلالها الجميع وعلى كافة المستويات بالسهر على حفظ الذاكرة الشعبية، كما أشار الدكتور بورايو إلى أنّ المنظمين اجتهدوا في دعوة محاضرين أكفاء من الأساتذة المحنكين بمعية آخرين من الشباب في بادرة تهدف إلى ربط صلات التواصل الشامل ما بين الجيلين.
ودعا الأستاذ بورايو جميع الطلبة الشباب والأساتذة الكبار للعناية أكثر بهذا الموضوع، إلا أنّ الطرح الذي يبقى بحاجة ماسة إلى بحث أكثر عمقا في الموضوع يعنى بعلاقة الذاكرة الشعبية بالتاريخ، وهي النقطة التي لم تطرح للنقاش والتحليل بمختلف المداخلات المبرمجة خلال يومي الملتقى، كما أشار رئيس الملتقى أيضا إلى كون عدّة باحثين كانوا قد استجابوا لدعوات المشاركة في الملتقى من 6 دول عربية بمعية الأساتذة والباحثين بالجامعات الجزائرية ومشاركين من فرنسا أيضا، إلا أنّه تعذّر حضور مدعوين من هؤلاء أحدهما توفي قبل انعقاد الملتقى فيما تعذّر إرسال تذكرة السفر لمشارك آخر لأسباب تقنية.
من جهته، أشار الأستاذ علي بزي من لبنان إلى أهمية الاستخدام الأمثل للتكنولوجيات الحديثة للحفاظ على الذاكرة الشعبية، وقال بأن التقنيات الحديثة تعتبر من أساسيات العصر الحديث ومن الذكاء أن نفكر في كيفية استخدام الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة لإغناء وإثراء الثقافة الشعبية ومن المهم جدا الاستنجاد بهذه التقنيات للحفاظ على الهوية والشخصية الوطنية.
ومن جهته، أقرّ الأستاذ “محمد بشرى” من السودان بوجود قواسم مشتركة ما بين جميع الشعوب العربية تتعلق بتداعيات مختلف المراحل التاريخية التي مرّت بها ومن المهم جدا الحفاظ على تراث الشعوب وتثمينه.
تجدر الإشارة إلى أنّ الملتقى الدولي الأول حول الذاكرة الشعبية وتحديات العصر تحتضنه قاعة المحاضرات المحاذية للحي الإداري لولاية تيبازة، أمس واليوم، وينظمه معهد اللغة والأدب العربي للمركز الجامعي “مرسلي عبد الله” لتيبازة بالتنسيق مع مخبر الدراسات في الثقافة الشخصية والتنمية والمركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ وكذا وحدة البحث في الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون.