رصدت مجلة «الجيش» في عدد أكتوبر، إنجازات المؤسسة العسكرية المتعددة خلال الشهر المنقضي، في صدارتها فوز الفريق العسكري لكرة القدم بكأس العالم التي جرت وقائعها بكوريا الجنوبية، متفوقا على كبار الأندية.
جاء اللقب العالمي لثاني مرة على التوالي، بفضل الروح الوطنية العالية، الانضباط، الصرامة والاحترافية. وانتزع الفريق الوطني اعتراف العالم قاطبة بالإنجاز التاريخي الذي هنّأ فيه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أبطال الجزائر.
كان الفوز الحاسم محل حفل التكريم الذي نظمه الفريق ڤايد صالح رئيس أركان الجيش على شرف النخبة الرياضية العسكرية المتوجة بعدة ألقاب، سواء في كرة القدم أو تخصصات أخرى صنعت مجد الجزائر.
في المجلة، الوفية للألوان الوطنية (الأخضر، الأحمر والأبيض)، مواضيع ثرية أخرى طبعت المشهدين الوطني والدولي، منها رسالة رئيس الجمهورية في الذكرى الـ10 للمصادقة على ميثاق السلم والمصالحة الذي أعاد الجزائر من بعيد، مكسرا الحظر غير المعلن من جماعة شنغن، اجتماع مجلس الوزراء والقرارات التي اتخذها لمواجهة ظرف صعب منجر عن تداعيات انخفاض أسعار البترول وما يحتمه من تدابير استعجالية تخص الرشادة المالية والنجاعة الاقتصادية.
هناك موضيع في غاية الأهمية الاستراتيجية توقفت عندها المجلة، تخص زيارات العمل والتفتيش التي قام بها الفريق ڤايد صالح في مختلف جهات الوطن، متابعا تجسيد السياسة الدفاعية ومضامينها في إطار تأمين الحدود ومحاربة الجريمة. وهي محطات حاسمة كشفت مدى التواصل والاتصال بين قيادة الجيش وقاعدته ووحداته في أكثر من ناحية عسكرية، والصرامة في مواجهة تداعيات المرحلة المتميزة باضطرابات في المحيط الجيو استراتيجي وتهديداته الأمنية التي تفرض رؤية استشرافية يعول عليها في حماية الوطن وتحصينه من كل خطر مهما كان مصدره وشكله.
وأظهرت المجلة في افتتاحيتها هذا البعد الاستراتيجي الثابت في سياسة المنظومة الدفاعية المعتمدة من الجيش الوطني الشعبي، التي تشدد على عدم التسامح مع أي طرف يهدد السيادة الوطنية ولا يضع في الحسبان أن الاسقرار الوطني خط أحمر.
كان هذا الخيار أساسيا للجيش الوطني الشعبي، الذي تصدى بمفرده للهمجية الإرهابية وقضى على فلولها ضاربا المثل للقوى الخارجية التي تمادت في حملتها المسعورة ضد الجزائر بترديد عبارات مسمومة «من يقتل من؟» حتى ضربت العواصم العالمية ودمّرت المواقع الأكثر حساسة في قلب النظم الاستراتيجية، عندها أدركت المعمورة أن الإرهاب لا يقتصر على دولة أو بقعة وأن جرائمه عابرة للأوطان والحدود، متفهمة بحق ما رافعت من أجله الجزائر وما نادت وحذرت منه.
تحدت المؤسسة العسكرية الوضع وغيّرته، يسندها في ذلك الشعب الذي كان دوما إلى جانبها تماما مثل جرى في الثورة التحريرية، محطمة أسطورة «الجيش الفرنسي الاستعماري لا يُقهر»، واضعة حدّا لمشروع استيطاني بني على خرافة وأساطير وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان.
هذا الشعب الذي ساند بقوة الجيش خلال أكثر من عشرية، هو نفسه ينتفض من أجل المصالحة الوطنية التي كان لها حيز معتبر في مجلة «الجيش» الوفية لخطها ونهجها المتمسكة به في كل الظروف.