أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، ببرودة دم النار على فلسطيني بالقرب من مستوطنة غوش عتصيون، جنوب الضفة الغربية، وذلك غداة مغادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنطقة في زيارة لبحث التهدئة. وبحسب مزاعم الشرطة الإسرائيلية، كانت هناك محاولة طعن، ما أدى لإطلاق النار على المهاجم الذي تمكن من الهرب. بالموازاة، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة العبيدية شرق بيت لحم. ومن جهة أخرى، تعرض الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي لاعتداء من قبل مجهولين في مدينة رام الله ما أدى لإصابته بجروح.
وقالت مصادر محلية، ان البرغوثي اعتدي عليه بآلة حادة أمام منزله في رام الله وأصيب بجروح.
يأتي ذلك فيما استأنف مستوطنون، أمس، اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الإسرائيلي رغم أن نتنياهو قد تعهد لكيري بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، لاسيما من جهة منع غير المسلمين من الصلاة في الحرم القدسي.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الاقتحامات تتم عبر مجموعات صغيرة ومتتالية وتضم عددا من المستوطنين المتطرفين في حين يتصدى المصلون بهتافات التكبير الاحتجاجية ضد جولات المستوطنين الاستفزازية في الأقصى المبارك.
يشار إلى أن مجموعات من المستوطنين اليهود تقتحم المسجد الأقصى بشكل شبه يومي وسط حراسات معززة من قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة في الوقت الذي تفرض فيه إجراءات وقيود مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد والصلاة فيه. كما تقوم قوات الاحتلال باحتجاز هويات الشبان الفلسطينيين على بوابات المسجد خلال دخولهم إليه إلى حين انتهاء الصلاة والخروج من المسجد.
57 شهيدا و 2000 جريح
هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء السبت، أن 57 مواطنا استشهدوا منذ بداية أكتوبر الحالي في الضفة الغربية وقطاع غزة بينهم 13 طفلا وسيدة حامل وأسير توفي نتيجة الإهمال الطبي في مستشفى” سوروكا” الاسرائيلي.
وأوضحت الوزارة أن عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس بلغ 39 شهيدا وفي قطاع غزة 17 شهيدا من بينهم أم حامل وطفلتها ذات العامين فيما استشهد شاب من منطقة “حورة” بالنقب داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948. وأشارت إلى أن معدل ارتقاء الشهداء منذ بداية أكتوبر هو شهيد كل 10 ساعات فيما يصاب في كل ساعة حوالي 10 مواطنين.
و أوضحت الوزارة أنه فيما يخص الإصابات سجلت المستشفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة حوالي 2000 إصابة بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح والحروق، منهم نحو 450 من الأطفال والنساء عدا الإصابات بالاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع التي تقدر بأكثر من 4 آلاف إصابة.
تنكيل بوالدي شهيد
منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي والدي شهيد بلدة “قباطية” الفتى أحمد محمد كميل “16 عاما” الذي استشهد، السبت، على حاجز “الجلمة” العسكري، شمال مدينة جنين من مشاهدة جثمان نجلهما ورفضت تحديد موعد تسليمه.
وذكر شهود عيان أن جنود الاحتلال المتواجدين على حاجز “الجلمة” أطلقوا نحو 5 رصاصات باتجاه الشاب أثناء مروره على إحدى بوابات الحاجز. وقال والد الشهيد، إن سلطات الاحتلال قامت بتأخيره هو ووالدة الشهيد واستجوابهما في حاجز “ الجلمة” العسكري لأكثر من خمس ساعات بشكل استفزازي ومهين.
وأوضح أنه طالب مشاهدة جثمان نجله إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك واكتفت بتصويره من خلال جهاز خلوي، كما رفضت تسليمه أو تحديد موعد التسليم. وأضاف “ أرغمنا جنود الاحتلال على خلع ملابسنا بالكامل وسط توجيه الشتائم والصراخ وتم استجوابنا لساعات كل على حدة”.
واشنطن تخفض مساعدتها للسلطة
خفضت الولايات المتحدة قيمة المساعدة المالية التي تمنحها سنويا للسلطة الفلسطينية، وذلك احتجاجا منها على قيامها بما تعتبره “إجراءات لا طائل منها”. وأكد دبلوماسي أمريكي على هامش زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري إلى عمان السبت أن هذا القرار اتخذ قبل عدة أشهر، وهو ليس مرتبطا مباشرة بالمواجهات المستمرة منذ قرابة الشهر بين إسرائيل والفلسطينيين، وأدان في الوقت نفسه ما سماه الخطاب التحريضي في الأسابيع الأخيرة، ولكن من دون أن يسمي بشكل صريح القيادة الفلسطينية.
وأوضح أن “عوامل عدة ساهمت في اتخاذ هذا القرار، من بينها إجراءات لا طائل منها اتخذها الفلسطينيون إضافة إلى الضغوط التي ترزح تحتها موازنة المساعدة الدولية الأمريكية.
وكانت واشنطن رصدت في بادئ الأمر مبلغ 370 مليون دولار لمساعدتها المالية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة للسنة المالية 2016، لكنها قررت لاحقا خفضها إلى 290 مليون دولار.
كاميرات لنزع فتيل التوتر في القدس
اقترح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الأول، خطوات منها مراقبة إسرائيلية-أردنية عبر الفيديو قال، إنه يأمل ان تخفف حدة التوتر بشأن الحرم القدسي بعد العنف المستمر منذ أسابيع والذي أودى بحياة العشرات. وأشاد كيري باقتراح العاهل الأردني بمراقبة الموقع بكاميرات فيديو على مدار اليوم وقال إن نتنياهو وافق على “الاقتراح الممتاز”. وأوضح إن فرقا فنية ستجتمع قريبا لتحديد كيفية تنفيذ الفكرة.
وقال مسؤول أمريكي انه لم يتحدد بعد من الذي سيدير عملية مراقبة الموقع بالفيديو مضيفا ان هذا الأمر سيناقشه مسؤولون إسرائيليون وأردنيون لدى اجتماعهم. وقال جودة إن الأردن لا يدعم فحسب بل يطالب بإعادة الهدوء فورا وانهاء كل اعمال العنف والافعال الاستفزازية وإن من مصلحة الأردن والولايات المتحدة أن تكون الأوضاع هادئة.