الأمن الوطني خط أحمر... والتشهير في القضايا الأخلاقية جريمة
الإعـــلامـــي رقيب على السيــــــــاسي وليس تـــــــابعا له
اعتبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام المصرية، أحمد السيد النجار، أن «مهنة البحث عن الحقيقة قد يبدو مطلقا، لكن هناك ضوابط أخلاقية» تراعي مسائل جوهرية، على غرار «الأمن القومي»، لافتا إلى أن الصحافي جزء من ضمير الوطن والأمة. وأوضح في سياق موصول، أن «شبكات التواصل الاجتماعي» إذا ما استُغلت بالشكل الجيد، فإنها تخدم وسائل الإعلام ولا تلغيها. أما الإعلام العمومي فلابد أن يعتمد على نفسه من خلال الاستثمار في عدة مجالات، لافتا إلى أن الأهرام تطبع ثلاثة أرباع الجرائد الصادرة في مصر ولها مكتبات ومصانع وقرية سياحية.
بحضور وزير الاتصال حميد ڤرين الذي لم يفوت في كلمة ترحيب مقتضبة تثمين المسار المهني الثري لرئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إلى جانب حضور السفير المصري بالجزائر، أفاد النجار لدى تنشيطه دورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة حول موضوع «الاعتبارات المهنية والأخلاقية في الصحافة: ضرورات للتحديث والتنمية»، أمس، بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة ببن عكنون، بأن هناك فرقا كبيرا بين تقديم الحقيقة كاملة أو بعضها وبين تقديم عكسها وهو الأمر المرفوض تماما. وبرأيه، فإن الصحافي مطالب بالانتصار للقيم التي تبني المجتمع وليس لتلك التي تهدده.
ولدى تناوله إشكالية العلاقة بين الإعلامي والسياسي، قال ذات المتحدث إنها واضحة تماما؛ ذلك أن الصحافي رقيب على الحكام والمحكومين، وذهب إلى أبعد من ذلك باعتباره جزءاً من ضمير الأمة، ولذلك لابد أن يلتزم بميثاق أخلاقيات المهنة. وبعدما أشار إلى أن الموضوعية لا تنفي الانحياز، انتقد الابتذال في التعامل مع الاستقلال الوطني.
فيما يخص ميثاق أخلاقيات المهنة، شدد على ضرورة التحقق والإسناد لنشر الخبر، تفاديا لأخبار الإثارة، والتشهير في الجرائم الأخلاقية لا يقل عن الجريمة في حد ذاتها لما يلحقه من أضرار بالمعنيين.
وليكون الإعلام مهنيا، بحسبه، ينبغي الابتعاد عن التوظيف على أساس المحسوبية والأقارب، لفسح المجال أمام زبدة خريجي الإعلام.
وردا على انشغال آخر طرح خلال النقاش يخص المساحة الكبيرة التي أخذتها مواقع التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على وسائل الإعلام، قال إنها قد تخدم الأخيرة أكثر مما تضرّها إذا ما أُحسنَ استغلالها للتقرب من أكبر شريحة ممكنة من الناس، على أن تضبط بالقانون لتفادي استغلالها بطريقة سيئة. وبرأيه، فإنه في الوطن العربي يتم الحصول على سقف الحريات الذي يستحق.
وفيما يخص الصحافة الجزائرية، نبّه إلى أنها ذات طابع محلي محض، مقترحا تواجدها بقوة في مكان تواجد جاليتها كفرنسا، وفي المقابل أشار إلى أن الأهرام تطبع مليون نسخة يوميا.