كانت الأبواب المفتوحة بالمدرسة العليا للإشارة “المجاهد عبد الحفيظ بوصوف” بالقليعة وجهة للجمهور العريض الذي اطلع على هذه الآلية الاتصالية الاستراتيجية التي تلعب دورا هاما في حماية الوطن وربط قنوات التواصل مع مختلف الوحدات. عبر بعض الحضور لـ«الشعب” عن ارتياحهم للمستوى العالي للتكوين لمختلف إطارات الجيش الوطني الشعبي مما يؤهله لأن يكون قوة يحسب لها الحساب بالمنطقة بوسعها الدفاع عن الوطن والمواطن بلا هوادة.
واتّضح من خلال جولة استطلاعية لـ«الشعب” بالأبواب المفتوحة التي اختتمت، أمس، بعد يومين من التظاهرة ما بلغه الجيش من تطور باستعمال هذه الأسلحة الاتصالية للإشارة. وتمت في إطار مناهج التكوين وإكتشاف الوسائل البيداغوجية المتطورة التي تعتمد عليها المدرسة لتحضير إطارات الجيش لمختلف المهمات العسكرية بأنّ العديد من هؤلاء لهم دراية كبيرة بتقنيات الاتصالات.
وقد يكون الكثير من فئات الجمهور المتوافد على الأبواب المفتوحة خاصة الشباب ممن كانوا يرغبون في اللحاق بالمدرسة إلا أنّ الشروط الانتقائية الصارمة المعتمدة حالت دون تمكن هؤلاء من ذلك.
وقد أعرب العديد منهم لنا عن إعجابهم للقفزة النوعية التي خطاها الجيش الوطني الشعبي في مجالات الاتصال سواء تعلق الأمر بمرحلة التكوين أو الاستعمال الميداني للتجهيزات على أرض الواقع، لاسيما وأنّ منظومة التكوين تعتمد في جانب كبير منها على تعلّم اللغات والإعلام الآلي بالشكل الذي يتيح لإطارات الجيش من التعامل مع تكنولوجيا الإعلام والاتصال بسلاسة كبيرة.
وقال رئيس مكتب الإعلام والتوجيه بالمدرسة الرائد مقيمي لزعر لنا أن التظاهرة تندرج ضمن مخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي لموسم 2015/2016 وتهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز جسور التواصل “جيش ـ أمة” التي تبناها، بحيث فتحت المدرسة أبوابها لفائدة الجمهور العريض لتمكينه من الاطلاع على ما تزخر به من إمكانات مادية وتقنية مسخرة لتنفيذ المهام التكوينية وفق ما تصبو إليه تطلعات القيادة العليا للجيش.
وتم عرض مختلف الوسائل البيداغوجية والتقنيات التكوينية التي تمكّن ضباط المدرسة من إكتساب معارف أدائية ومهارات علمية رائدة، وتندرج ضمن ذات الوسائل المحطات الهرتزية الرقمية التي تنصب على الثابت أو محمولة على عربات لتمكين الوحدات القتالية من الاتصال مع بعضها على مدى 80 كلم وكذا أجهزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية.
مع العلم، المدرسة العليا بالقليعة، تعتمد نظام “أل.أم.دي” في مناهج التكوين بها وهو النظام الذي يستفيد منه المجندون بها من الحاصلين على شهادة البكالوريا عقب عام من التكوين القاعدي بالأكاديمية العسكرية لشرشال، بحيث يتخرّج هؤلاء برتبة ملازم بعد 3 سنوات من التكوين الجامعي في شعبتي الإلكترونيك والإعلام الآلي قبل أن يفتح المجال أمام هؤلاء للتكوين المتخصص لفترة سنة كاملة في مجالات الاشارة والحرب الإلكترونية ومنظومات القيادة والإعلام تليها فترة التكوين العالي لما بعد التدرج في أطوار الماستر والدكتوراه.