حذرت المفتشية البيطرية بوهران من بيع الحليب الطازج مباشرة من الأبقار، بسبب المضاعفات التي قد تنجم عن تناوله، في وقت تمر فيه المنطقة بمجموعة أمراض خطرة مشتركة بين الحيوان والإنسان.
تقول المفتشة البيطرية لولاية وهران، السيدة بن شيخ نبيلة، إن مسببات الأمراض الموجودة في الحليب غير المبستر، يمكن أن تؤدي إلى أخطار صحية كثيرة، قد تصيب الكبار والأطفال على السواء، داعية إلى وضع حدّ لنشاط باعة الحليب المتمركزين وبصورة مقلقة بالأسواق الشعبية، لاسيما في ظل ارتفاع نسبة الإصابة بالحمّى المالطية، مستدلة بأرقام مديرية الصحة، وهو مرض يصيب الحيوانات وينتقل منه إلى الإنسان عن طريق الملامسة أو شرب حليبه من غير غلي أو بسترة. ويفرز الحيوان الجرثومة المسببة للحمى المالطية بكميات كبيرة في الحليب والبول ومخلفات الولادة، فيما توجد بكميات قليلة في لحم الحيوان المصاب، لأن حرارة الطهو تقضي على الجرثومة.
وأظهرت المعطيات الحديثة، أنَّ القطاع الفلاحي بوهران، سجّل إلى غاية نهاية أوت المنصرم، أكثر من 40 حالة بالحمى المالطية وحالة سل واحدة، تضاف إلى 108 حالة سجلت خلال سنة 2013 و22 إصابة أخرى خلال سنة 2014. وتدخل هذه الأرقام، بحسب نفس المصدر، ضمن نتائج الاستقصاء التي مست عددا من المزارع عبر الوطن، مشيرة إلى أنَّ الأمراض الحيوانية تعرف ارتفاعا مخيفا، دفعت الدولة لتطبيق برنامج وطني لتطهير القطاع من الأمراض الحيوانية.
وأعلنت بن شيخ، عن عملية تلقيح ثانية، ستنطلق قريبا، على مستوى جميع المستثمرات، من أجل استقصاء الأبقار الحلوب وتحصينها ضد مرض الحمى المالطية والسل. وأضافت المفتشة، أن «الوصاية تسعى من خلال مختلف حملات التلقيح إلى حماية الثروة الحيوانية والحفاظ على صحة المواطن، من خلال توفير اللقاحات والأمصال لمكافحة مختلف الأمراض الحيوانية الوبائية والمعدية، المستوطنة والوافدة بصفة دورية. وقد مست حملات التلقيح ضد الحمى القلاعية بوهران زهاء 19 ألف رأس من الأبقار. وتستعد الوصاية حاليا للقيام بعمليات مماثلة تشمل الحيوانات الصغيرة، بعد اكتشاف حالات إصابة بين الأغنام بمدينة البيض. وبحسب الطبيبة البيطرية، فإن الهدف منها، هو تحصين الأغنام ومحاربة هذا النوع من المرض الفيروسي الحاد، والذي يعتبر من أهم الأمراض التي تؤثر على اقتصاديات الإنتاج الحيوان.