نفى وزير التجارة بختي بلعايب، أمس، وجود أزمة في التمويل بمادة السكر بالسوق الوطنية. ولم يتردد بختي بلعايب في الاعتراف بوجود «احتكار حقيقي» في المجال، وأن القانون لا يسمح بأن «يحتكر متعامل واحد السوق بنسبة عالية، كما هو الحال حاليا»، يضيف نفس المتحدث.
جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها الوزير في وهران، تفقد خلالها سوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة، وكذا مشروع إنجاز مصنع لإنتاج السكر بطافراوي، كما وقف على سير أشغال إنجاز المفتشية الجهوية للتجارة بالسانية واطلع على نشاط كل من شركة «سارل سينال» المتخصصة في إنتاج الزجاج الطبي ومصنع إنتاج الزيوت «عافية» بحاسي عامر. كما عاين وتيرة مشروع تهيئة الملحقة الثانية للمركز الوطني للسجل التجاري بقديل ومشروع إنجاز مركب تجاري بوسط المدينة ومرافق أخرى تابعة لقطاعه بعاصمة الغرب الجزائري، لتختتم الزيارة بلقاء مع المتعاملين الاقتصاديين بغرفة التجارة والصناعة لناحية الغرب.
وأوضح نفس المسؤول، أن الاضطرابات التي هزت مؤخرا سوق السكر، لا تتعلق بنقص في المواد الأولية، مرجعا إياها إلى عامل «الاحتكار» وعدم وجود متابعة حقيقية ووقف القطاع العام عن الاستثمار، مؤكدا سعي الوزارة من خلال الاستراتيجية الوطنية المتخذة لإنهاء كل المشاكل المتعلقة بمادة السكر، وفق رؤية متأنية، تشمل التوزيع والتصنيع وتدعيم كل المنتجين لهذه المادة في الجزائر.
وأضاف، أن «احتكار السوق لا يدوم طويلا»، وأكد أن ملف السكر سيعرف حلا نهائيا، فور دخول مختلف المشاريع حيز الخدمة. فيما ينكر بلعايب وجود نقص في الاستثمار، معلنا في سياق متصل عن وجود نية للاستثمار في المجال من قبل 6 متعاملين خواص على الأقل، معربا عن طموحات لتصدير مادة السكر من الجزائر، في إشارة منه إلى استثمارات هامة، أبرزها 3 معامل لإنتاج السكر، هي حاليا في طور الإنجاز.
من جهة أخرى، قال بلعايب إن الوزارة منشغلة حاليا بالرفع من التغطية بأسواق الجملة والتحكم في تسييرها، كما تطرق خلال حديثه إلى جملة المشاريع التي تصبّ في هذا الإطار، وأشار إلى 10 أسواق في طور الإنجاز، سيتم تسليم 4 منها بعد سنة، مؤكدا أن الاستثمار في أسواق الجملة، يعد مفتاحا للتحكم في سوق الخضر والفواكه وأنها تلعب دورا هاما في مراقبة الجودة ومصادر الإنتاج الفلاحي.
وخلال تفقده لسوق الخضر والفواكه، الكائن ببلدية الكرمة، أكد الوزير على أهمية فتح فضاءات مباشرة خاصة بالفلاحين وإنجازها بالعدد الكافي، في حالة لم يقم الوسطاء بدورهم. وهذا لضمان عقد كل المعاملات التجارية على مستوى السوق وتمكينهم من بيع منتوجاتهم مباشرة، على حد قول الوزير. وقال خلال زيارته لمصنع السكر الواقع مقره بطافراوي، إنه واحد من الاستثمارات الهامة التي ستساهم بـ40 من المائة في استقرار السوق، فيما عبّرت الجهات المسؤولة عن المصنع عن طموحها بإنتاج 2000 طن يوما من المادة على المدى القريب، وتحقيق 1000 طن يوميا فور دخوله حيز الخدمة مارس 2016.
بدورهم مسيرو شركة عافية لإنتاج الزيت، أكدوا على الجودة والنوعية في الإنتاج، باعتمادهم على مادة الذرة. واعتبرت مديرية عافية الجزائر، أن سعرها مرتفع بـ40 من المائة عن الصوجا وعباد الشمس. وتعتبر عافية الجزائر من بين 10 أكبر شركات مجموعة «صافولا»، مساهمة عامة سعودية، تعد من أكبر شركات الصناعات الغذائية في العالم العربي، ويقدر إنتاجها بـ200 ألف طن، ما يمثل 45 من المائة من احتياجات السوق الوطنية، وتسعى حاليا لتوسيع المصنع وضبط استراتيجية محكمة للسير على وتيرة التصدير الحالية التي تبنّتها كمرحلة أولية نحو ليبيا وإفريقيا.
كما زار الوزير شركة «سينال» المتخصصة في إنتاج الزجاج الطبي بذات المنطقة الصناعية، الذي يعاني، بحسب التوضيحات المقدمة، من مشكل الزجاج المقلد بالسوق الموازية والمنافسة غير الشرعية لتجار النظارات. وأكد مسيروه أن المصنع لايزال بعيدا عن طاقته الفعلية المقدرة بـ400 زجاجة يوميا، حيث يتعدى إنتاجه حاليا 100 زجاجة في اليوم.