يعاني سكان بلدية زكري الواقعة على بعد 55 كلم بولاية تيزي وزو، من غياب المرافق العمومية ورغم استفادة المنطقة من بعض المشاريع وحيث كشف السكان أن منطقتهم،تعاني الأمرين للظروف الطبيعية القاسية والعزلة التي فرضتها عليهم الطبيعية .
ولعل اكبر مشكل سجل بالمنطقة متعلق بفئة الشباب الذين استفادوا من 44 محلا مهنيا في اطار المحلات للشباب لمساعدتهم في نشاطاتهم واستغلالها بمختلف النشاطات المهنية التي ستساهم في دفع وتيرة التنمية، حيث كانت بمثابة متنفسا جديدا للشباب الذين كانوا يتخبطون في البطالة لعدة سنوات، حيث بعث هذا المشروع الأمل في نفوس العديد منهم الا انها تبقى غير كافية مقارنة بعدد الطلبات، ما دفع بمسؤولي بلدية زكري الى تجديد ندائها للسلطات المعنية من اجل دعمها بالحصة المتبقية من 100 محل مهني لفائدة جميع البلديات، وذلك لتمكين الشباب من الاستفادة من هذه المحلات التي ستساهم في توفير مناصب عمل دائمة، للأهالي وتريحهم من رحلات البحث الطويلة عن الشغل، امام انعدام المشاريع الاستثمارية ذات المعيار الثقيل، وتضع حدّ لعملية النزوح الريفي نحو المدن بحثا عن حياة آمنة وكريمة.
كما دعا الشباب المستفدين بالإسراع في مباشرة اشغالهم فيها بدل الابقاء عليها مغلقة ، مؤكدين انه في حالة تماطلهم سوف تطبق الاجراءات القانونية ضدهم، والمتمثلة في استعادة ملكية هذه المحلات وفق ما ينص عنه العقد المبرم بين المستفيد والبلدية، ومنحها لآخرين لاستغلالها للغرض الذي وجدت اليه، خاصة وان عدد الملفات المودعة لدى مصالح البلدية للاستفادة من هذه المحلات بلغ ذروتها.
كما يشتكي سكان قرية تفوذة، التابعة لبلدية زكري من اوضاعها المعيشية المزرية بسبب انعدام الظروف الضرورية للحياة، فلا يزال اهالي هذه المنطقة النائية تعتمد على الطرق البدائية والتقليدية لتوفير متطلباتها اليومية.
ومن جملة النقائص التي تشكو منها هذه القرية المعزولة عن العالم الخارجي بسبب ظروفها الطبيعية القاسية انعدام الغاز الطبيعي، الذي يظل حلما بعيد المنال حيث سبق وان راسلوا مديرية الطاقة والمناجم بتزي وزو لتحفيزها على ادراج منطقة زكري للاستفادة من الغاز الطبيعي نظرا لظروفها الطبيعية الصعبة، خاصة في الفترات الشتوية، حيث اكدوا انه خلال العاصفة الثلجية التي اجتاحت ولاية تيزي وزو خلال فيفري المنصرم بلغ سمك الثلوج 3 امتار ما تسبب في عزل المنطقة.
وقد مضى عام على هذه الحادثة التي تقاسمتها البلدية مع العديد من المناطق عبر اقليم الولاية، والقرية لا تزال على حالها من دون غاز، وتعتمد على الوسائل البدائية في مواجهة الشتاء، حيث يتوجه يوميا افرادها الى الغابات من اجل جمع حزم من الحطب من اجل تلبية متطلباتهم الطهي والتدفئة على مدار السنة، او شرائها بأثمان باهضة.
ولا تقف معناة سكان المنطقة عند هذا الحد فهناك مشكل انقطاع التيار الكهربائي فالعائلات تقضي لياليها على الشموع، بسبب الانقطاع المتكرر، ما جعلهم يطالبون بإصلاح شبكة للتوزيع وتزويدهم بمولد قادر على تحمل مختلف الاجهزة المستعملة من طرف العائلات الميسورة الحال لمواجهة البرد القارس.
لجان القرى يطالبون بمفرغة عمومية
ودعت مختلف لجان قرى زكري، المسؤول الاول عن مديرية الغابات بضرورة الاسراع يمنحهم ترخيص يسمح لها بإنشاء مفرغة عمومية بإحدى المناطق الثلاث التي وقع الاختيار عليها بموافقة سلطات البلدية، وذلك من اجل وضع حدّ للانتشار الفضيع للمفرغات العشوائية بمختلف شوارع وقرى البلدية، ما شوّه المظهر الحضاري والجمالي لها، خاصة ان المنطقة تتمتع بموقع استراتيجي هام، ما جعلها مرشحة لأن تكون من احدى المعالم السياحية التي تزخر بها الولاية.
الا ان السلوكات البشرية جعلت منها مفرغة عشوائية ، بعدما اضحت قمم النفايات تضاهي مرتفعاتها الجبلية، مصدر روائح كريهة اضحت محل تذمر ونفور اهاليها، خاصة المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي، ناهيك عن كونها وكرا للكلاب الضالة والجرذان التي أتت على الأخضر واليابس بعد ان غزت مزارع الفلاحين واتلفت كل محاصيلهم .
ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر تم الاقتراب من مصالح البلدية من اجل ايجاد مكان بعيد عن الأحياء السكنية لإنجاز مفرغة عمومية من شأنها إعادة الوجه المشرق والنظيف لقرى البلدية، مع العمل للحفاظ على بيئة تمتاز بغطاء نباتي وغابي كثيف.
وطالب سكان زكري مديرية الاشغال العمومية بضرورة اصلاح الطريق الولائي رقم 159 الرابط بين اعكوران وكذا الطريق الرابط بين زكري وبجاية على مسافة 13 كلم، والذي يشكو تشققات حادة من جراء مياه الأمطار التي تغمرها، الاوحال، الى درجة يستحيل عبورها سواء مشيا على الأقدام او بمركبات النقل، ما جعل اهاليها يبحثون عن مسالك اخرى لبلوغ مقاصدهم حفاظا على سياراتهم المهدّدة بالأعطاب كلما حاولوا عبور الشقين المذكورين انفا.