أكد الوزير الأول للجمهورية العربية الصحراوية عضو جبهة البوليساريو عبد القادر طالب عمر، أول أمس، دخول القضية الصحراوية في الآونة الأخيرة منعرجا حاسما بعد تنامي الاعتراف بانتهاكات حقوق الشعب الصحراوي على مستوى المحافل الدولية كان آخرها تطرق قادة عدة دول للوضع بالأراضي المحتلة ضمن أعمال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
قال طالب عمر، أن الاعتراف بحقوق الشعب الصحراوي من طرف دولة السويد التي أعلنته مؤخرا على لسان وزيرة خارجيتها بضرورة لفت الانتباه إلى الشعب الصحراوي جراء ما يعانيه من احتلال همجي، لدليل على تحول جذري في القضية، وهو الأمر الذي لم يستسغه المغرب وواجهه بعنف معتبرا تصريحات مسؤولين سويديين لا أساس لها من الصحة.
وعن الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى المنطقة أفاد الوزير الأول الصحراوي في تصريح للصحافة على هامش افتتاح المهرجان الدولي للثقافة بمخيمات اللاجئين الصحراوين بتندوف، أن المبعوث الأممي للصحراء الغربية كريستوفر روس ونائب الأمين الأممي أكدا أن الزيارة ستكون قبل نهاية السنة، معتبرا أنها ستكون خطوة هامة في تاريخ القضية الصحراوية ضمن مسار التسوية الأممية.
وأشار طالب عمر إلى أهمية الزيارة التي تتزامن والتطرق إلى القضية الصحراوية عبر منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت بحر الأسبوع الفارط بنيويورك بمقر الهيئة الأممية، حيث سلط الضوء على مسألة آخر مستعمرة في القارة السمراء من خلال التذكير بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال وتمكينه من استغلال ثرواته الطبيعية المسلوبة.
وفي هذا السياق فند عضو جبه البوليساريو مزاعم المغرب المتواصلة لاقحام الجزائر كطرف ثاني في النزاع مع الصحراء الغربية، معتبرا ذلك اتهاما صريحا لدولة قدمت الكثير للشعب الصحراوي على مدار أربعين سنة ولازالت تناضل لتمكينه من حقه في تقرير مصيره، وأشار إلى لجوء المغرب في كل مرة إلى إثارة المشاكل والقلاقل كلما أغلقت الأبواب في وجهه وارتفعت أصوات المتضامنين مع القضية الصحراوية .
كما جدد طالب عمر دعوته إلى الهيئات ومنظمات الإغاثة الدولية إلى مد يد المساعدة إلى الشعب الصحراوي بالغذاء، بعد تفاقم معاناة اللاجئين جراء تراجع برنامج الغذاء العالمي الذي تراجعت مساعدته مؤخرا بفعل الأزمة الاقتصادية التي مست عدة دول مانحة كانت تقدم إعانات دورية.
وبعد مرور 40 سنة على وحدة الشعب الصحراوي، يؤكد الصحراويين تمسكهم بالوحدة والكفاح السلمي إلى آخر لحظة أمل في تحقيق الاستقلال، وهو ما أوضحه طالب عمر مؤكدا أن القضية وحدت الشعب أكثر من أي وقت مضى في ظل تنامي مناصرة المجموعة الدولية للقضية والاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة التي يعمل المحتل على إخفائها.